اتجاه
على طريقة الإسرائيليين، سياسيين وعسكريين، يتعين أن نحشد كوادرنا العربية، الخبيرة فى التخطيط العسكرى والاستراتيجيات السياسية، لبناء خطط ودراسات عميقة، تتحدث عن القدرة العربية فى سحق إسرائيل، فى حال أى مواجهة محتملة، طالما كانت مراكز الدراسات وتقارير العسكريين من «تل أبيب»، تتهم مصر بشكل يومى، بأنها تنتهك اتفاقية السلام، الموقعة بين البلدين، فى العام 1979، والزعم بأن الجيش المصرى يكثف من استعداده العسكرى فى سيناء، بالمعدات والمنشآت لمهاجمة إسرائيل، وهى إدعاءات وألاعيب شيطانية، الغرض منها وضع مصر تحت الضغط الدولى، والأهم عندهم، أن ننشغل فى الرد والدفاع عن أنفسنا.
<< إنهم يبرعون فى تكرار التقارير والاتهامات، واحدة من استراتيجياتهم الإعلامية، لخدمة الأغراض السياسية والعسكرية، ليس فى قطاع غزة وسوريا ولبنان واليمن فقط، بقدر ما الهدف عندهم، فرض تصور القوة والسيطرة على المنطقة العربية، وبلغتهم وطريقتهم، مفروض أن نفتح آفاقاّ واسعة أمام النخب العربية، ومن مصر بالذات، لتصميم حملات موجهة للمجتمع الإسرائيلى، يتحدث من خلالها المتخصصون، عن معايير القوة النى تمتلكها الجيوش العربية، والأوقات التى سيتعين أن تتحرك فيها، لوضع الحد النهائى لعدوان جيش الاحتلال، من جهة، والتصدى للاتهامات والإدعاءات، التى يبثها الإعلام العبرى كل يوم، من ناحية أخرى.
<< من عندى.. أطرح اقتراحا بتبنى الجيوش العربية، خطة لاحتلال قطاع غزة، تحت غطاء جامعة الدول العربية- من دون المطبعين مع«إبراهام» طبعاّ- والغرض هنا- ولو الاقتراح نظريًّا- هو طرد إسرائيل، إما بحرب كرامة جماعية، وإما بإجبارها على الانسجاب، ثم إقامة قواعد الاحتلال الجديدة وفق قوانين الحرب، وما إن يستقر الحال، حتى تنطلق عمليات الإعمار السياسى والاجتماعى، بأن تتولى الجماعة العربية الإعداد لإنشاء سلطة فلسطينية، تكون مسئولة عن إدارة شئون القطاع، بعد أن يتخلى عنها الاحتلال «العربى» ويمنحه الاستقلال.. وحتى لو كانت مثل هذه الخطة من الصعوبة، تبقى رمزية للقوة العربية، لتقلل من غطرسة القوة الإسرائيلية.
<< هم لا يكفون عن إزعاجنا، بين وقت وحين، بمخططات إسرائيل الكبرى، ودراسات ضم الأراضى هنا وهناك.. هم- الإسرائيليون ويدعمهم الأمريكيون- يتحدثون وكأنهم أصحاب الأرض والمكان.. مثل ذلك المدعى، رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق، إيلياهو ديكل، الذى اتهم الجيش المصرى، منذ أيام، بانتهاك اتفاقية السلام واستعداداته فى سيناء لمهاجمة إسرائيل, وهو ادعاء يكرره إسرائيليون على الدوام، تتكامل مع مخططات الاستيلاء على أراضى الجوار، مثلما كانت خطة «ألون - 1967»، لتقاسم الضفة الغربية مع الأردن. ودونها مبادرات «توطين فلسطينيين فى سيناء»، وما كانت تشمله «صفقة القرن -2020» الأمريكية فى هذا الشأن.. وفشلت.
<< لو تذكرون مبادرة «التبادل الثلاثى»، لتدوير اراضى بين مصر وإسرائيل والأردن، وعيونهم على سيناء، ثم مقترح «جيورا آيلاند»، ويمنح 600 كيلومتر للفلسطينيين فى سيناء، مقابل تعويضات ضخمة رفضتها مصر، وآخر ما عندهم، وثيقة «عوديد إينون»، التى تتحدث عن إسرائيل الكبرى، وتفكيك الدول العربية إلى كيانات طائفية وعرقية صغيرة، لضمان إسرائيل قوة إقليمية، وقد عملت على ذلك فى سوريا اليوم..هكذا تخطط إسرائيل وتدعمها أمريكا، بمقترحات الرئيس، دونالد ترامب، تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، أو إلى ليبيا حالياّ..لذلك، علينا الحالة العربية، أن نحادثهم بلغتهم، ونواجههم بنفس السلاح.. عندئذِ تتراجع إسرائيل ويتقدم العرب.