تطورات عسكرية مثيرة في غزة.. "كمين" محكم يدفن أفراد من قوات الاحتلال

في تصعيد لافت للعمليات العسكرية، شهد قطاع غزة ما وصف بـ "كمين المهندسين"، وهي ضربة مزدوجة استهدفت القوات الإسرائيلية، تمثلت في تفجير مبنى ثم قصف قوة الإنقاذ بصاروخ موجه.
ويأتي التطور في سياق تحليل مستمر للوضع الميداني في القطاع، والذي شهد عودة لإطلاق الصواريخ من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية بعد فترة من الهدوء النسبي.
اللواء الدكتور سيد غنيم، الخبير العسكري، أشار إلى عدة نقاط مهمة تتعلق بالوضع الراهن، منها قدرة المقاومة على التوليد والتدريب، مؤكدا أن ادعاء إسرائيل بالقضاء على القوة العسكرية لكتائب القسام وفصائل أخرى غير دقيق، مشيرًا إلى أن المقاومين لديهم القدرة على "توليد" أعداد جديدة وتدريبهم بسرعة، بخلاف الجيوش النظامية التي تخضع لقوانين ولوائح صارمة.
وأما بناء أنفاق جديدة وإعادة تدوير الأسلحة، يرى غنيم أن استمرارية المقاومة تعود إلى احتمالية بناء أنفاق جديدة، أو عدم اكتشاف كافة الأنفاق القائمة، بالإضافة إلى قدرة المقاومين على الحصول على أسلحة إسرائيلية، أو ذخائر لم تنفجر، أو حتى إعادة تدوير الأسلحة المعطوبة.
وأما عودة إطلاق الصواريخ وقيادة العمليات، لفت إلى أن الفترة الأخيرة شهدت عودة لإطلاق الصواريخ، خاصة من قبل سرايا القدس، وهو ما يفسره غنيم بأنه رسالة تؤكد على استمرار القيادة والسيطرة على أعلى المستويات داخل فصائل المقاومة.
وتحدث اللواء غنيم خلال حواره مع قناة “المشهد”، عن حادثتين أمنيتين مؤخرًا، إحداهما في خان يونس، حيث تم استدراج قوة إسرائيلية إلى كمين، مشيرا إلى أنه يُعتقد أن سرايا القدس كانت وراء هذا الكمين، مستغلة غياب القوات الإسرائيلية عن خان يونس لفترة، ما أفقدهم "الإحساس بالمكان" وخبرته، مشددا أن هذا التغيير في التكتيكات يعكس قدرة المقاومة على التكيف واستغلال نقاط ضعف القوات الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصر على خططه للسيطرة الكاملة على قطاع غزة، وهو ما يعتبره غنيم احتلالًا عسكريًا وإداريًا، حيث يهدف نتنياهو إلى نزع سلاح حماس وإطلاق سراح المحتجزين، وهو ما يعتبره شرطًا أساسيًا.
أما السيطرة الكاملة على القطاع بالقوة، قال إن هذا لن يتحقق إلا عبر التواجد العسكري على الأرض ونظام حكم موجود، لافتا إلى أن إسرائيل ستحتل أجزاء كبيرة من القطاع، قد تصل إلى 70 أو 80%، لتحقيق ما يسميه نتنياهو "احتلالًا كاملًا" للقطاع.