برعاية هيئتى الدواء والشراء الموحد:
«نهج الصحة الواحدة» عنوان المؤتمر الدولى للصيادلة العرب

شارك الدكتور على الغمراوى، رئيس هيئة الدواء المصرية، والدكتور تامر الحسينى، نائب رئيس هيئة الدواء، فى فعاليات ملتقى الفارما الثامن، والذى يُعد إحدى أبرز الفعاليات العلمية والمهنية فى مجال الصيدلة فى الوطن العربى، والذى عقد هذا العام تحت عنوان «نهج الصحة الواحدة»، برعاية هيئة الدواء المصرية والهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبى وإدارة التكنولوجيا الطبية.
حيث تم تسليط الضوء على المشروع القومى لتوطين صناعة الدواء، واستقدام التقنيات الحديثة فى التصنيع واستحداث المعايير، وتقديم الحوافز وتذليل العقبات فى طريق توطين صناعة الدواء للشركات العالمية والمحلية على حد السواء.
وفى كلمته، أعرب الدكتور على الغمراوى، رئيس هيئة الدواء المصرية، عن بالغ سعادته لوجوده مع هذه الكوكبة من العلماء والمسئولين فى افتتاح هذا المؤتمر المنعقد تحت عنوان «نهج الصحة الواحدة»؛ ذلك المفهوم الذى تبنته منظمة الصحة العالمية ليصير إطارًا استراتيجيًا يربط بين صحة الإنسان، وصحة الحيوان، وسلامة البيئة، إدراكًا لما بينها من ترابط وثيق وتأثير متبادل، بما يعزز من قدرتنا على تحقيق التوازن الصحى المستدام. وأكد أن التحديات التى نواجهها اليوم فى مجالات الصحة العامة لم تعد محصورة فى نطاق قطاع بعينه، بل باتت متشابكة ومتعددة الأبعاد، تشمل موضوعات كبرى، مثل الأمراض المعدية، ومقاومة المضادات الحيوية، وسلامة الغذاء، واستدامة امدادات الدواء، وأمن المياه والطاقة، وحماية النظم البيئية، وكلها قضايا تتطلب جهداً جماعياً وتعاوناً بين كافة القطاعات والتخصصات. وأوضح أن المؤتمر يمثل المنصة البناءة لطرح الأفكار وتقديم المقترحات العلمية والعملية التى ترفع من كفاءة الخدمات الصحية وجودتها، بما يعود بالنفع على وطننا الغالى، وأن المؤتمر هذا العام يناقش أحد أهم الأهداف التى تضعها الدولة المصرية فى قلب اهتماماتها، ألا وهو توطين صناعة الدواء، انطلاقا من ريادتها الإقليمية والعالمية، كون مصر أول دولة إفريقية تحقق مستوى النضج الثالث فى تنظيم اللقاحات والأدوية، ضمن 18 دولة عالميا فقط، حاصلين على أحد أعلى مستويات النضج طبقا لمعايير منظمة الصحة العالمية، الإنجاز الذى يعبر عن امتلاكنا - فى جمهورية مصر العربية - لنظام تنظيمى دوائى مستقر، ومتكامل، ويعمل بشكل جيد، ويعزز من مكانة هيئة الدواء المصرية كجهة تنظيمية مرجعية يُعتمد عليها ومضطلعة بالنهوض بالمنظومة الدوائية الوطنية.
وأضاف أن هيئة الدواء المصرية وضعت مشروع التوطين على رأس أولوياتها، من خلال إطلاقها للمبادرات الطموحة لتحقيق استقرار الإمدادات الدوائية وضمان حماية الأمن الدوائى المصرى، وبفضل الإمكانات الصناعية الهائلة التى تمتلكها مصر، وامتلاكها لما يزيد على الـ 170 مصنعاً، منها 11 مصنعاً حاصلة على اعتمادات دولية فى مجالات التصنيع والجودة مثل اعتماد WHO وEMA، وهو ما ينتج الـ2370 خط إنتاج، منها 986 خط إنتاج للأدوية، فقد حققنا نسبًا متميزة من الاكتفاء الذاتى الدوائى بلغت 91.3%. عطفاً على ذلك، فإن الهيئة تدعم الشراكات المحلية والعالمية لنقل التكنولوجيا التصنيعية المتقدمة، ما يعزز من قدرات كوادرنا الوطنية ويسهم فى بناء مستقبل دوائى أكثر إشراقاً، تلك الشراكات التى أسهمت فى توطين عدد 129 مستحضراً بلغت الفاتورة الاستيرادية لمستحضراتها الأصيلة الـ633.7 مليون دولار أمريكى، مع استهداف توطين عدد ما يقرب من 400 مادة فعالة تقع ضمن 30 مجموعة علاجية والتى تبلغ فاتورتها الاستيرادية ما يوازى الـ 1.57 مليار دولار أمريكى، وأن ذلك يأتى إلى جانب استعداد الهيئة للإعلان عن حزم حوافز الاستثمار الجاد، تشجيعاً لشركاء الصناعة الوطنية، مع توفير البيئة التنظيمية التى تشجعهم على الريادة والابتكار.
وفى ختام كلمته، أكد أن المؤتمر يعد فرصة ثمينة لتبادل المعارف والخبرات بين الزملاء الصيادلة من مختلف التخصصات، وفرصة لبناء شراكات جديدة، وتعزيز أواصر التعاون، والتعلم من تجارب بعضنا البعض، والعمل معًا على تحقيق أهدافنا المشتركة نحو نظم صحية أكثر تكاملاً، وأكثر أماناً، وأكثر استدامة.
وتضمن جدول أعمال ملتقى الفارما الثامن تخصيص جلسة حوارية مهمة مع الدكتور تامر الحسينى، نائب رئيس هيئة الدواء المصرية، حيث تم مناقشة عدد من القضايا الجوهرية التى تمس مستقبل توطين صناعة الدواء فى مصر والتى كان من أبرزها مناقشة أشكال الحوافز الاستثمارية الجاذبة لاستقدام تكنولوجيا تصنيع الدواء التى تقدمها هيئة الدواء المصرية، والحوافز خاصة بتوطين صناعة الدواء من قِبل جميع الجهات المعنية، تحت مظلة واحدة، كخريطة طريق. وتأتى هذه الفاعلية فى إطار التنسيق المستمر بين هيئة الدواء المصرية والجمعية العربية للصيادلة، لضمان تحقيق التكامل فى خدمة القطاع الصحى المصرى ويعزز قدرة الدولة على مواجهة التحديات الدوائية بكفاءة واستدامة.