رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هَذَا رَأْيِي

لا أحد ينكر حجم التوقعات التى كان يراهن عليها العرب والمسلمون وحتى العديد من محبى السلام حول العالم فى أن زيارة ترامب لمنطقة الشرق الأوسط ستكون ضمن ثمارها وقف حرب الإبادة الجماعية فى غزة وفتح المنافذ لدخول المساعدات الإنسانية والطبية.. ذهب خيال البعض إلى أن ترامب سيعلن الاعتراف بدولة فلسطين فى زيارته الميمونة للمنطقة التى اختارها لتكون أولى رحلاته الخارحية بعد زيارته لإيطاليا لحضور حفل تنصيب بابا الفاتيكان.
شهدت هذه الزيارة الإعلان عن شراكات جديدة وتوسيع التعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج (السعودية وقطر والإمارات) فى عدة مجالات استراتيجية.
كنا نتوقع أن تكون غزة ومعاناة الفلسطينيين فى صلب محادثات ترامب مع قادة دول الخليج، وأن يتم إعلان ذلك خلال الزيارة ولكن خاب ظن الجميع وتلاشت آمالهم بعد غياب الإعلان عن أى صفقة تنهى مأساة غزة المنافية لكل السنن الكونية والدساتير الدوليه..تصريح ترامب فى نهاية زيارته التى حصد فيها عشرة تريليونات من الدولارات من ثلاث دول خليجية لإنعاش الاقتصاد الأمريكى الذى يعانى أزمات عدة ليعلن أن غزة ستكون لها شأن آخر تحت الإدارة الأمريكية!!!..ترامب الذى استعرض قوته وقوة أمريكا نسى أن أمريكا بجيشها أذلها الحاكم العثمانى يوسف قرة مالنى بعد أن فرض جزية على مرور الأسطول الأمريكى فى البحر المتوسط وأهان أمريكا وسفيرها وعلمها فى طرابلس وخاض حرباً خلال الفترة من 1801 إلى 1804 والتى انتهت بهزيمة الأمريكان وإذلالهم فى أول حرب لهم خارج حدود البلاد، وانتهت بهزيمة أمريكا، ومحاصرة الأسطول الأمريكى وأُسرت أكبر سفنها «فيلادلفيا».
ترامب نسى أن أمريكا وجيشها فى عام ٢٠٢١ خرجوا مذعورين بعد خسارتهم الحرب فى أفغانستان وفروا تاركين أسلحتهم ومعداتهم العسكرية التى تقدر بسبعة مليارات دولار استولى عليها طالبان.
علينا أن ندرك أن المحرك الرئيسى للسياسة الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط تعتمد فى الأصل على أخذ الثأر من المسلمين والعرب بحربهم فى أفغانستان والعراق والسكوت على حرب الإبادة فى سوريا وفلسطين والعراق واليمن وليبيا.. ترامب الذى كان يستعرض قوته الخارقة فى التخويف والتهديد من أجل حصد التريليونات من منطقة الشرق الأوسط الذى يخطط لاستمرار النزاع فيها والاستحواذ على خيراتها وثروات شعوبها أعلن فى نهاية زياراته للمنطقة برغبته فى أن تكون غزة ملكاً للأمريكان حتى تنعم بالخير والرخاء والرفاهية.
نأمل أن يتم تحقيق تقدم نحو وقف إطلاق النار فى غزة وتبادل الأسرى، ومعالجة الوضع الإنسانى القاسى هناك. وهذا بحاجة إلى تكاتف الجهود الخليجية والعربية وجهود كل الدول المحبة للسلام والاستقرار بدعم من الأمم المتحدة المتحدة.. ولو قدر لهذا الأمر أن يتحقق فإن زيارة ترمب للمنطقة تكون قد استكملت نتائجها الإيجابية المرجوة سياسياً وإنسانياً وتكون فى ضوء ما تم فيها من اتفاقيات اقتصادية واستثمارية قد أثبتت أن القوة الاقتصادية لا بد أن تكون أداة للمساعدة فى خدمة قضايا المنطقة لنعيد الأمل المفقود فى قوتنا وقدرتها كعرب ومسلمين.