عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

بعد نفوق ثلث الإنتاج

مربو الدواجن يواجهون شبح السجن

بوابة الوفد الإلكترونية

تعتبر تربية الدواجن فى محافظة الفيوم من أهم أسباب الدخل الرئيسية، حيث يعمل بها حوالى ثلث أبناء المحافظة سواء من أصحاب المزارع الكبيرة أو صغار المربين من المزارعين.

 وتستقطب صناعة الدواجن أعداد كبيرة من الأيدى العاملة سواء فى الأعلاف أو تربية الدواجن أو التوزيع أو فى محلات بيع الطيور المذبوحة. 

وكانت مزارع تربية الدواجن قد شهدت نفوق أعداد كبيرة خلال الفترة الماضية وخرجت التصريحات لتؤكد أن ذلك بسبب التقلبات الجوية والموجات شديدة الحرارة مثلما حدث فى العام الماضى، إلا أن نسبة نفوق الدواجن تخطت ما كان متوقعا، وبدأ تضارب التصريحات بين مسئولى وزارة الزراعة من جهة واتحاد منتجى الدواجن من جهة أخرى، حيث أكد المسئولين أن نسبة نفوق الدواجن لا تتخطى 6% من الإنتاج بينما أوضحت تصريحات الاتحاد أن نسبة النفوق تخطت حاجز 30% من الثروة الداجنة بسبب فيروس وبائى منتشر بين الدواجن. 

و أوضح الدكتور أسامه مخلوف نقيب البيطريين السابق بالفيوم، أن المربين يتكبدون خسائر كبيرة بسبب نفوق الدواجن، والتى أرجعها البعض إلى ارتفاع درجات الحرارة، ولكن هناك أسباب أخرى متعلقة بالأمراض الوبائية الموسمية التى تنتشر بين المزارع، بالرغم من حملات التحصين التى تقوم بها مديريات الطب البيطرى والهيئة العامة للخدمات البيطرية، وتوافر التحصينات من خلال معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية، إلا أن هناك فيروسات وأمراض وبائية تتسبب فى القضاء على أعداد كبيرة من الثروة الداجنة، بالإضافة إلى قيام بعض المربين باستخدام أمصال غير معتمدة بسبب ارتفاع أسعار الأمصال الذى يؤثر على ارتفاع التكلفة لديهم، وهو ما يؤدى فى نهاية الأمر إلى حدوث خسائر كبيرة وخروج بعض المربين من السوق، ومن ثم يؤثر سلبا على حجم المعروض فى السوق.

وأشار «مخلوف»، إلى أن الأمراض الوبائية تنتشر بين الدواجن خلال فصل الصيف، موضحًا أن أبرزها الأمراض المعدية التى تتسبب فى نفوق الكثير من الدواجن والكتاكيت مثل مرض نيوكاسل وأنفلونزا الطيور ومرض الإجهاد الحرارى الذى يؤدى غالبًا لزيادة درجة حرارة الجسم، بالإضافة إلى أمراض التغذية التى تسبب فقر الدم وهشاشة العظام، موضحا أن طرق الوقاية من تلك الأمراض تكمن فى توفير بيئة جيدة التهوية مع نظام تبريد فعال، وتقليل التكدس في الدواجن وتنظيف وعزل الدواجن، وتجنب تلامس الدواجن بالطيور البرية، وتوفير بيئة نظيفة بالإضافة إلى تقديم نظام غذائى متوازن مع مراعاة نوعية الأعلاف وتخزينها بشكل صحيح وتطعيم الدواجن ضد الأمراض المعدية مثل نيوكاسل وأنفلونزا الطيور والكشف المبكر عن تلك الأمراض والسعى إلى علاجها لمنع تفاقمها ومكافحة الحشرات والطفيليات التى تنقل الأمراض، وتكثيف حملات التحصين فى المناطق التى تشهد توافد الطيور المهاجرة مثل منطقة بحيرة قارون بالفيوم وعدد من البحيرات والمسطحات المائية على مستوى الجمهورية.

وقال سامى تادرس صاحب مزارع لبيع الكتاكيت والدواجن، إن نسبة نفوق الدواجن خلال هذه الفترة فاقت التوقعات رغم الإلتزام بالتحصينات المطلوبة والمتابعة المستمرة من الأطباء البيطريين منذ بداية دورة تربية الدواجن وحتى نهاية الدورة وبيع الإنتاج، إلا أن هناك تزايد فى أعداد الدواجن النافقة، تسببت فى خسائر كبيرة للمربين وأدت إلى توقف العديد من أصحاب المزارع عن إدخال دورات جديدة خوفا من تفاقم الخسائر وكذلك لعدم وجود حلول جذرية للقضاء على تلك الفيروسات التى أثرت بشكل كبير على معدل الإنتاج من الدواجن.

وأضاف ياسر حميدة صاحب مزرعة دواجن، أن الأمراض الوبائية تسبب فى هلاك ثلث الإنتاج الأمر الذى تسبب فى خسائر فادحة للمربين، وأصبح مصيرهم هو السجن لا محال بعد نفوق الدواجن فى المزارع لأن جميعهم يتعامل مع شركات الاعلاف والأدوية البيطرية بنظام الأجل أى السداد بعد نهاية الدورة وبيع الإنتاج فإذا كان المنتج قد تم القضاء عليه بسبب الأمراض الوبائية المنتشرة بين الدواجن كيف يتمكن المربين من سداد الأموال المستحقة عليهم؟ وتابع قائلا: إن شركات وتجار  الأعلاف يجبروننا على مواصلة التشغيل رغم الخسائر فإذا توقف أحدنا وعليه ديون لتلك الشركات تتم مطالبته بسداد تلك الديون مما يضطرنا الى التشغيل بنسبة لاتتعدى 25 % من إجمالى المزارع ويوما تلو الآخر تزداد ديوننا ونضطر إلى الاستغناء عن العمالة اليومية وهو ما يؤثر بالسلب على الكثير من العمال سواء الموجودين داخل المزارع أو موزعى مستلزمات الإنتاج أو الكتاكيت أو فى سلخانة الطيور لأن صناعة الدواجن مرتبطة ببعضها فإذا توقف أحدهم توقفوا جميعا، وهو ما يمثل تفاقم المشكلة واستمرار ارتفاع الأسعار بالإضافة إلى انهيار مستقبل صناعة الدواجن والأيدى العاملة بها.