رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

حفنة كلام

من أجمل الأوقات تلك التى أقضيها فى تعليم اللغة العربية الناطقين بغيرها، ولا نعرف نحن العرب نعمة توارث معرفة اللغة العربية أبًا عن جد نُطقًا وفهمًا إلا إذا رأينا كيف يصعب على غيرنا تعلُّمها لكثرة ألفاظها وازدواجية اللغة بين الفصحى فى الكتب والعامية فى الحياة اليومية المعاصرة، وكيف يتوه غيرُنا بين هاتين اللغتين؛ أيتعلم الفصحى ليقرأ أم يتعلم العامية ليتحدث بها فى البلدان العربية؟ كما أن كثرة قواعد النحو تُربكهم، ولكن المنطق الموجود فى معظم القواعد النحوية العربية يعينهم على الفهم، بينما تصعب عليهم القواعد المخالفة التى لا تخضع للمنطق. من هنا فإننى أرى ضرورة إنشاء معهد لتعليم العربية تتبناه جامعة الدول العربية، ويشترك فى وضع مناهجه أساتذة اللغة العربية من الدول العربية كافة، ويقدم مستويات اللغة بطريقة تحبب غيرنا فى تعلمها، ومن خلال نصوصها يعرف المتعلم ثقافة الشعب العربى وجغرافيته وتاريخه وحضارته، وتكون شهادةُ هذا المعهد معتمدة وتعترف بها الجامعات والمعاهد العليا، وتنتشر فروعه بالملحقيات الثقافية العربية فى سفاراتنا العربية بالعالم، ومن الممكن تسميته معهد المتنبى أو معهد أحمد شوقى أو معهد الجواهرى أسوةً بمعهد «جوته» لتعليم اللغة الألمانية أو »معهد ثربانتس» لتعليم الإسبانية حتى لا نختلف على الأسماء كعادتنا.

والملحقيات الثقافية بالسفارات العربية كثيرة، وتتبادل السفارات العربية فيما بينها مقرات هذا المعهد؛ وتكون مناهجه مناهج تعرّف العالم بحضارتنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا وتراثنا العريق وحاضرنا أيضًا. لقد درَّستُ طلابًا من بلدان شتى يعشقون العربية ويتعبون من أجل تعلُّمها، وحريٌّ بنا نحن العرب أن نبذل جهودًا لتعلم لغتنا العربية التي–بكل أسف–نجهلها ونجهل جمالياتها.

< مختتم الكلام

قال أبو العلاء المعرى:

مَنْ كانَ يَطلُبُ مِنْ أَيّامِهِ عَجَبًا

فَلِى ثَمانونَ عامًا لا أَرى عَجَبا

الناسُ كالناسِ وَالأَيّامُ واحِدَةٌ

وَالدَهرُ كَالدَهرِ وَالدُنيا لِمَنْ غَلَبا

[email protected]