رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

تحذير صارخ من الجامعة العربية:

إسرائيل تحول المنطقة إلى ساحة مواجهة دائمة.. والعرب يدفعون الثمن

بوابة الوفد الإلكترونية

في قاعة القدس بالقصر الجمهوري ببغداد، انطلقت أعمال القمة العربية الـ34 وسط سحب من التحديات و الأزمات المتشعبة من السودان إلى فلسطين، ومن ليبيا إلى اليمن، وقف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ليلقي كلمة تحمل في طياتها مرارة الواقع وأمل التحدي، محملة بأسئلة مصيرية: هل تستطيع الأنظمة العربية تجاوز حالة الاستقطاب والاحتراب الداخلي لمواجهة المخاطر الخارجية؟ وهل ستبقى فلسطين القضية المركزية أم ستطيح بها صراعات الجوار؟ بينما تواصل إسرائيل فرض سياسات التهجير والإبادة في غزة، وتتصاعد الأزمات الإنسانية في السودان وليبيا، تتحول بغداد اليوم إلى منصة لإطلاق صفارة إنذار  نحو ضرورة الوحدة العربية التي لم تعد رفاهية، بل شرط للبقاء.

 


استهل أبو الغيط كلمته بتحليلٍ جريح لواقع الجامعة العربية، معترفًا بأن "غياب الدولة الوطنية" في بعض الأقطار العربية يمثل ثغرةً خطيرة في جدار الأمن القومي، مشيرًا إلى دولٍ "مهددة في كيانها" وأخرى تعاني من احتراب أهلي.  

و حمل أبو الغيط في خطابه رسالةً ناريةً تجاه القضية الفلسطينية، واصفًا الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها "حرب إبادة جماعية"، ومُحمّلًا المجتمع الدولي مسئولية الصمت عن "العار الإسرائيلي". كما أشاد بالجهود المصرية القطرية لوقف إطلاق النار، معربًا عن أملٍ في نجاح المؤتمر الدولي للسلام الذي تستعد السعودية لقيادته في نيويورك الشهر المقبل بالتعاون مع فرنسا 
وأوضح أن المرحلة تقتضي الوقفة التقييمية أيضا، مع نظرة موضوعية إلى حال الدولة الوطنية العربية، مشيرا إلى بعض الدول العربية التي باتت مهددة في وجودها وكيانها ذاته، وبعضها عرضة لاستقطابات داخلية أو احتراب أهلي، ومازال مفهوم الدولة الوطنية غير متجذر بعد في أرجاء عالمنا العربي، ويظل غيابه أحد الأسباب الجوهرية لنزاعات وحروب تمثل ثغرات خطيرة في جدار الأمن القومي العربي.

واعتبر أبو الغيط، أن سياسة إسرائيل المتهورة والعدوانية في فلسطين (وفي سوريا ولبنان)، سوف تُدخل المنطقة كلها في حلقات لا تنتهي من المواجهة، فهي سياسة تهدف إلى تصعيد التوترات على كل الجبهات وتعطي لإسرائيل حق إشعال النيران في كل مكان، مشيرا إلى أن الغرض هو التوسع تحت ذريعة الأمن، والتمدد تحت حجة إقامة المناطق العازلة، وهي سياسة نرفضها وندينها بأشد العبارات ونسجل خطورتها الشديدة على استقرار هذه المنطقة وأمنها.

أكد الامين العام لجامعة الدول العربية ان الامن العربي لم يتحقق على النحو المأمول بسبب حجم التدخلات التي تعاني منها المنطقة العربية، مضيفا ان القضية الفلسطينية ما تزال القضية الرئيسية للجامعة العربية.

وشدد على أن حرب الإبادة التي يباشرها متطرفو اليمين الإسرائيلي في محاولة لفرض السيطرة على فلسطين بكاملها وطرد سكانها خارجها، هي عار عليهم وعلى العالم الصامت.

وصف الأمين العام الوضع السوداني بأنه "جرح مفتوح"، محذرًا من تداعيات الحرب التي حولت البلاد إلى بؤرة لأكبر أزمة إنسانية عالمية، مع تأكيده على ضرورة دعم عربي عاجل للحفاظ على وحدة الدولة.  

انتقد أبو الغيط تصرفات جماعة الحوثي في اليمن، مُعتبرًا إصرارها على الانفراد بالسلطة سببًا رئيسيًا في استمرار المعاناة الإنسانية "غير المُتصوَّرة". أما في ليبيا، فقد حذَّر من أن الانقسام السياسي في طرابلس قد يُدخل البلاد في مرحلة جديدة من التدهور، داعيًا الأطراف إلى وضع مصلحة الوطن فوق الخلافات.  


أكد أبو الغيط دعم الجامعة العربية لسوريا في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، معتبرًا أن رفع العقوبات الأمريكية قد يُشكل منعطفًا حاسمًا. مصيفا ان لبنان ما يزال  تحت نيران العدوان الإسرائيلي الذي ينتهك سيادته، ما يستدعي تعافيًا تاريخيًا يعيد حصر السلاح بيد الدولة.  

اختتم الأمين العام كلمته بتحذيرٍ شديد اللهجة من السياسات الإسرائيلية التوسعية في فلسطين ولبنان وسوريا، واصفًا إياها بـ "مصيدة لجر المنطقة إلى مواجهات لا نهاية لها"، مؤكدًا أن الأمن العربي لن يتحقق دون وقف هذه السياسات التي تعتمد على "إشعال النيران لتحقيق التمدد".  


رغم السوداوية التي طغت على الخطاب، خلص أبو الغيط إلى إيمانه بقدرة الشعوب العربية على تجاوز المحن، مُعولًا على دور القمة الحالية في بلورة إستراتيجية عربية موحدة لسد الثغرات التي أنهكت جدار الأمن القومي.