رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

ندوة عن "حقوق العمال في التراث المصري"

احدى اللوحات فى التاريخ
احدى اللوحات فى التاريخ الفرعونى

عقدت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ندوة تثقيفية بعنوان (حقوق العمال في التراث المصري) ضمن فعاليات خارطة طريق "التراث وتأصيل الهوية المصرية"من تنظيم قطاع المجالس النوعية و مجلس بحوث الثقافة والمعرفة، وذلك تحت رعاية الدكتورة جينا الفقي القائم بأعمال رئيس الأكاديمية، والدكتور احمد جبر المشرف العام علي قطاع المجالس النوعية .

 

أدار الندوة الدكتور طارق قابيل أمين المجلس، وقام بالقاء المحاضرة الدكتور شعبان الأمير مقرر مجلس بحوث الثقافة والمعرفة ورئيس الفريق البحثي لخارطة طريق التراث وتأصيل الهوية المصرية .

 

تناولت الندوة عدة محاور أهمها انه كيف نظّمت مصر القديمة حقوق العمال وواجباتهم منذ آلاف السنين، وكيف قامت بسن وتشريع أول القوانين واللوائح الخاصة بالعمل والأجور والإجازات في الحضارة المصرية، وكذلك مساهمة التراث المصري في صياغة مفاهيم العمل وحقوق الإنسان عبر العصور، ووجهت الدعوة إلي جميع الباحثين والمهتمين بالتراث وطلاب الدراسات العليا، والجامعات، وممثلي الجهات المعنية بحقوق الإنسان، وجميع المهتمين بالشأن الثقافي والتراثي للتعرف علي الجذور الحضارية العريقة لحقوق العمال في مصر القديمة.

 

حقوق العمال فى الدستور

وتناول الدكتور شعبان الأمير الدستور المصري، والذي هو الوثيقة الأسمى والأعلى في إطار النظام القانوني الوطني، وأبرز الحقوق التي يكفلها الدستور للعمال، ومواد الدستور التي تخصص حقوق العمال، وأهمية الدستور في حماية حقوق العمال وانها نفس القوانيين المصرية القديمة وانه في عام 1924، قررت النقابات العمالية المصرية الاحتفال بعيد العمال للمرة الأولى، وحول تاريخ الحركة العمالية المصرية فان المصريين منذ القدم قاموا بعمل نظام العطلة الأسبوعية ونظام الطوائف وشيخ الطائفة، ومن أبرز النصوص والتعليمات للعمال "اجتهد في كل وقت، افعل أكثر مما هو مطلوب منك، لا تُضع الوقت إذا كنت قادرًا على العمل، مكروه كل من يسيء اغتنام وقته، ولا تهدر فرصة تعزز ثروة بيتك، فالعمل يأتي بالثروة، والثروة لا تدوم إذا هجرت العمل"، وهذا المقتطف مثال لتعاليم أدبية أعلت من شأن العمل وقيمته في الفكر المصري القديم، وأبرزت إيمان المصريين بأنه سبيل كل إنتاج، ومصدر كل بناء على المستويين الاجتماعي والحضاري.

 

وتناول "الأمير" انه وفي رحاب عيد العمال، نعود بذاكرتنا إلى الحضارة المصرية القديمة، التي لم تكن فقط معجزة في فنون العمارة والهندسة، بل أيضًا نموذجًا إنسانيًا متقدمًا في رعاية حقوق العاملين، فبين جدران المعابد وصروح الأهرامات، تُروى قصة حضارة احترمت الإنسان وقدّرت جهده، حيث نظمت الدولة المصرية القديمة حياة العمال، وضمنت لهم الأجور، والمأوى، والتغذية، والرعاية الصحية، في مشهد حضاري سبق عصره وأرّخ لأول اعتراف منظم بحقوق العمال في تاريخ الإنسانية، لذلك فى عيد العمال نستشرف معالم الحضارة المصرية القديمة التى تكشف لنا كل يوم عن مواطن إبداع كحضارة إنسانية كانت فجر الضمير للعالم وكان العمال جزءًا لا يتجزأ من منظومتها الحضاري وكان يصرف لهم حصصهم التموينية في يوم 28 من كل شهر، فكانوا يتسلمون الأسماك التي تبدو وكأنها طعامهم الأساسي والبقوليات والخضروات وعددًا من أباريق الزيت والفول والذرة .

 

وأشارت العديد من البرديات التي ترجع إلى عصر الأسرة الثانية عشرة إلي عدد من الحسابات لبعض صناع الطوب اللبن وأجورهم التي تمثلت في ثمانية أرغفة من الخبز لكل عامل، وتناول أجور العمال وكذلك تكريمهم، وحول الحضور والغياب والاجازات في التراث المصري وان أول ثورة اجتماعية عمالية في التاريخ، حدثت في عهد الملك بيبي الثاني، من عصر الأسرة السادسة (2282-2117 قبل الميلاد كما تأتي الثورة العمالية في عهد الملك رعمسس الثالث، من عصر الأسرة الـ 20 (1187-1069 قبل الميلاد).

 

مؤكدًا  ان الأيدي العاملة المصرية لعبت دورًا هامًا في بناء الحضارة المصرية منذ البدايات الأولى لقيام الدولة فالشخصية المصرية شخصية عميقة الجذور تتوغل في أعماق التاريخ، تتميز بالمرونة والقدرة الدائمة على التكيف والتعايش مع المتغيرات الحضارية مما جعلها قادرة وبقوة على مواجهة التحديات والصعاب التي يفرضها هذا العصر وكل عصر.. وخاصة علاقة المصري بتراثه وعلاقته بما يستجد من متغيرات، والشخصية المصرية تقوم على سبعة أعمدة رئيسية أربعة منها تاريخية، وثلاثة جغرافية، والأعمدة التاريخية تتمثل في الحضارات (الفرعونية – اليونانية والرومانية – القبطية – العربية الإسلامية)، أما الأعمدة الجغرافية فقد تجسدت في الانتماء الجغرافي المتمثل في (البحر الأبيض المتوسط – إفريقيا – الوطن العربي)، فكما قال جمال حمدان " المصريون أمة محافظة تبحث عن التطور " .

 

واختتمت الندوة بمجموعة من الاستفسارات والمناقشات وطرح الأفكار من الاساتذة الحضور من الجامعات والمراكز البحثية، وطلاب الدراسات العليا وطلاب الجامعات المصرية الحكومية والخاصة، وأوصي الجميع بأن تعمم تلك المحاضرة علي فئات المجتمع المختلفة نظرًا لاهميتها في ابراز دور الدولة المصرية منذ القدم وحتي الوقت الحالي في حفظ حقوق العمال وتكريمهم ورعايتهم، وطرح آخرون ضرورة تدريس الهوية المصرية بالمناهج الدراسية لطلبة المدارس الابتدائية لحمايتهم من براثن سلخ الهوية، وطرح آخرون ضرورة نشرها في عدد خاص بمجلة العلم تتناول العمال والحرف المصرية المهنية والتراثية اليدوية ويشارك في العدد جميع المهتمين، بينما طرح آخرون ضرورة تجميع الحرفيين اصحاب الحرف التي علي وشك الاندثار لتدريب أجيال آخري تعرف وتكون ملمه بأسرار المهن التراثية اليدوية، فضلًا عن قيام آخرون بطرح ضرورة عقد ندوة منفصلة عن حرف وأسرار الحضارة المصرية، في حين طالب آخرون ضرورة عقد معرض للحرف والمهن التراثية  برعاية أكاديمية البحث العلمي وخارطة طريق التراث وتأصيل الهوية المصرية.

000
000
0
0
5
5
55
55
56
56
88
88
99
99
566
566
666
666
6666
6666
8777
8777
77777
77777