ماذا كان يفعل الرسول والصحابة في الحر الشديد؟.. دروس نبوية

تشهد مصر اليوم الخميس 23 مايو 2024، ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، حيث تتجاوز بعض المناطق حاجز الـ40 درجة مئوية، وسط تحذيرات من التعرض المباشر لأشعة الشمس خاصة وقت الظهيرة، ما يستدعي الالتزام بالإرشادات الوقائية، والإكثار من شرب السوائل، ومع هذا الطقس اللاهب، يتساءل البعض: كيف كان يتعامل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام مع الحر الشديد؟
في هدي النبي صلى الله عليه وسلم نجد رحمة بالناس وتخفيفًا عنهم؛ فعندما كان يشتد الحر، كان يؤخر صلاة الظهر عن أول وقتها، تطبيقًا لما ورد عنه في الحديث: «إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم» (متفق عليه).
كما ورد عن الصحابي خباب بن الأرت: «شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء في جباهنا وأكفنا، فلم يُشكنا» (رواه مسلم)، مما يدل على أن الصحابة تحملوا المشقة في سبيل أداء العبادات، ومع ذلك، كان الرسول يوجههم لما فيه اليسر والرحمة.
دعاء مستحب في الحر الشديد
من السنن المهجورة التي يمكن للمسلم أن يحييها في مثل هذه الأيام، ما رواه البيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم:
«إذا كان يومٌ حار ألقى الله تعالى سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الأرض، فإذا قال العبد: لا إله إلا الله، ما أشد حر هذا اليوم، اللهم أجرني من حر جهنم، قال الله عز وجل لجهنم: إن عبدًا من عبادي استجارني منك، وإني أشهدك أني قد أجرته».
وهو دعاء يُذكرنا بحر جهنم ويحثنا على الاستعاذة بالله منه، ويدفعنا للتوبة والتقرب إليه، خاصة في مثل هذه الأوقات التي تتشابه فيها حرارة الدنيا بشيء يسير من عذاب الآخرة.
صيام الحر.. أجر مضاعف
الصوم في الحر الشديد من الأعمال التي لها أجر عظيم، وقد كان الصحابة يحرصون على الصيام في الأيام الحارة طلبًا لثواب الله.
فقد ورد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: «من عطش نفسه لله في يوم حار، كان حقًا على الله أن يرويه يوم القيامة» (رواه عبد الرزاق والبيهقي وأبو نعيم).
تذكرة من النار.. وتربية روحية
الحر الشديد فرصة للمؤمن ليتذكر أهوال الآخرة، وليجدد توبته، ويتقرب إلى الله بالدعاء، والصيام، والعبادة، ويتفكر في قوله تعالى:
{نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ، الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} [الهمزة: 6-7]، ويستلهم من هدي النبي وأصحابه قوة التحمل والصبر، وحسن التوكل على الله.