رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

مؤمرات في الظلام

زاوﻳﺔ« اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎت.. »اﻟﺤﻤﺮاء« ﺳﺎﺑﻘًا

بوابة الوفد الإلكترونية

مدير الإسكان يختفى وسط الفوضى

تفشى الأعمال المشبوهة فى حضرة «المعتصم» 

 

فى الوقت الذى تزداد فيه حدة التحديات التى يواجهها سكان الزاوية الحمراء، يظل حيهم عرضة لتراكم المخالفات العمرانية التى تستنزف ملامحه وتلوث بيئته، من أبرز هذه المخالفات، تتجسد أعمال البناء غير القانونية التى تزداد انتشارًا فى الشوارع الرئيسية عبر السنوات السابقة وغلقها بالجنازير، دون أدنى رقابة أو محاسبة، هذه الانتهاكات العمرانية لم تعد مجرد مشكلة بل أصبحت أزمة تؤثر على حياة المواطنين، حيث أصبحت الحوارى الضيقة أكثر ازدحامًا بالمخالفات التى يتكاثر فيها البناء العشوائى والتعديات على القانون.

على الرغم من التحذيرات المتكررة من قبل الأهالى بشأن هذه التجاوزات، يظل موظفى الأحياء فى غفلة عن أداء واجبهم، ما يجعل من قضية البناء المخالف فى هذه المنطقة ملفًا شائكًا بحاجة إلى تدخل حاسم، وما يثير القلق أن العديد من موظفى الأحياء، شركاء فى هذا التراخى أو حتى متواطئين مع أصحاب المصالح الخاصة، هذا التحقيق يكشف عن شبكة تعيق الإصلاح وتغذى الفوضى وتعرقل خطوات رئيس الحى.

من خلال الشهادات الميدانية، نعرض تفاصيل المخالفات وتواطؤ بعض الموظفين الذين تجاهلوا واجبهم، لتسليط الضوء على ضرورة تحرك السلطات بسرعة لوقف هذه الانتهاكات وحماية حقوق المواطنين من الحياة الكريمة.

«برج الأشباح»

فى جولة ميدانية لملف مخالفات البناء فى حى الزاوية الحمراء، كشف إبراهيم حسن، مهندس معمارى، 45 عامًا وأحد سكان المنطقة، عن واقعة غامضة تتعلق ببناء برج  لا يسكنه أحد ومغلق دائماً بالجنازير فى شارع الشركات، أثار استياء الأهالى وزاد من حدة التساؤلات حول دور الحى فى التصدى لمثل هذه التجاوزات.

وقال «حسن» فى تصريح لـ «الوفد»: «البرج تم بناؤه فى غفلة تامة، حيث استغل المقاول حالة التراخى من مسئولى الحي  فى السنوات السابقة وأكمل البناء دون أى تدخل يذكر، والأسوأ من ذلك أنه تم تلطيخ الواجهة بالدهانات سريعًا، وإغلاق الأبواب بالأقفال لإعطاء انطباع بأن البرج مكتمل وقانونى، رغم أن الجميع يعلم أنه مخالف».

وأضاف المهندس المعمارى، بغضب: «نتساءل جميعًا أين كان دور الحى عند بدء البناء؟ ولماذا لم يتم اتخاذ الإجراءات التنفيذية فى الوقت المناسب؟ من غير المنطقى أن يتم بناء برج بهذا الحجم فى شارع الشركات دون أن يلاحظه أحد من مسئولى الحى، إذا كان الهدف هو التعامل بحزم مع المخالفات، فلماذا يتم التغاضى عن هذه المخالفة الفادحة؟».

وأشار «حسن» إلى أن هذه الحالة ليست الوحيدة فى المنطقة، موضحًا: «هناك العديد من الأبراج الضخمة فى أرض الأحلام التى تظهر فجأة بين عشية وضحاها، دون أى رادع أو محاسبة، المشكلة الكبرى ليست فى البناء فقط، بل فى غياب الرقابة الميدانية المستمرة والتى تفتح المجال أمام المخالفين لاستغلال الثغرات».

وتابع حديثه بنبرة ساخطة: «نحن كسكان نعيش تحت وطأة هذه الفوضى العمرانية، ونتحمل النتائج من زحام سكانى واختناقات مرورية وبنية تحتية متهالكة، هل يعقل أن يترك الأمر بهذا الشكل دون محاسبة؟».

وطالب المهندس المعمارى، من محافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر، ورئيس حى الزاوية الحمراء، أحمد محمدى، باتخاذ إجراءات صارمة وفورية ضد هذه الأبراج التى تتخطى الإجراءات الهندسية ومساحات الشارع وعلى المسئولين النزول إلى الشارع ومعاينة الوضع بأنفسهم، حتى يلمس المواطن جدية فى مواجهة هذه التجاوزات، لا نريد وعودًا زائفة، بل نريد أفعالًا تردع المخالفين وتحمى حقوق الأهالي».

غموض مدير الإسكان

فى شارع خالد بن الوليد بالاحلام، تفاجأ السكان بظهور عقارات جديدة مبنية بالطوب الأحمر ويسكنها أسر جديدة، بين ليلة وضحاها، دون أى تدخل يذكر من سكان الحى، مما أثار استياء الأهالى وتساؤلات حول دور الرقابة الميدانية فى المنطقة.

وكشف سمسار عقارات، رفض ذكر اسمه، عن تفاصيل هذه المخالفات، قائلاً: «العقارات الجديدة ظهرت فجأة وكأنها نبتت من الأرض فى غفلة من الجميع، من الواضح أن أعمال البناء تمت دون أى متابعة من موظفى الرقابة الميدانية فى مربع الأحلام، وحوض العجوز، الغريب أن هؤلاء الموظفين، الذين يفترض بهم مراقبة المخالفات، اختفوا تمامًا عن الأنظار، وكأن الأمر لا يعنيهم والأغرب أن مدير الاسكان هو الرقيب الأول والأخير على الأبراج الجديدة».

وأضاف السمسار: «لا أحد يعرف من هو مدير الإسكان المسئول عن هذه المخالفات داخل الدائرة، وكأن هناك حالة من الفوضى الإدارية تغطى على هذه التجاوزات، مما يمنح الفرصة للمخالفين لإتمام أعمالهم دون رادع».

تجاهل المخالفات العمرانية فى شارع خالد بن الوليد، وحوض العجوز، يطرح علامات استفهام حول كفاءة مدير الإسكان المجهول للشارع، قائلاً: «رغم التعليمات الصارمة من الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، بضرورة التعامل الفورى مع أى مخالفة فى مهدها، يبدو أن الواقع يتناقض مع مدير إسكان الزاوية.

يطالب الأهالى رئيس حى الزاوية الحمراء، أحمد محمدى، المنقذ الوحيد بالتدخل العاجل لتوضيح الموقف، والكشف عن هوية مدير الإسكان المسئول عن المنطقة، وضمان محاسبة المقصرين والتصدى للمخالفات، كما يؤكدون ضرورة تفعيل الرقابة الميدانية لمنع تكرار هذه التجاوزات التى تهدد سلامة السكان وتزيد من الفوضى العمرانية.

اجتماعات ليلية

تتكشف تفاصيل جديدة حول غياب الرقابة على مخالفات البناء فى حى الزاوية الحمراء وحى حدائق القبة، وسط استياء متزايد من السكان، فى تصريح خاص لـ «الوفد»، كشف تاجر توزيع جملة من المحلات المجاورة للحى عن وقائع تثير الشكوك بشأن سلوك بعض الموظفين المكلفين بمكافحة البناء المخالف.

وقال التاجر، الذى فضل عدم ذكر اسمه: «فى الفترة الأخيرة، لاحظت بشكل متكرر وجود موظف محمد جمعة، مسئول الإزالات بحى حدائق القبة، يجتمع ليلاً مع «المعتصم»، موظف الإسكان بنفس الحى، على المقاهى المتطرفة بالمنطقة، كانت هذه الاجتماعات تتم فى أوقات متأخرة، وبحضور عدد من الموظفين من خارج الحى، ما يثير الريبة أن هذه اللقاءات الليلية تتزامن مع تفاقم المخالفات العمرانية دون أى تحرك من جانبهم».

وأضاف التاجر، قائلاً: «لا نعلم ما هى أسباب هذه التجمعات، ولكن ما يثير استياء الأهالى هو تجاهل المسئولين لمخالفات البناء التى تتزايد بشكل ملحوظ، من غير المقبول أن يتم ترك مهامهم الأساسية فى مراقبة الأبنية المخالفة والانشغال باجتماعات غير مفهومة الهدف ليلاً، هل يعلم رؤساء الأحياء، ونائب المحافظ، أو حتى محافظ القاهرة بهذه اللقاءات المتكررة؟».

وتابع حديثه بنبرة غاضبة: «بدلاً من تكثيف الحملات ومتابعة شوارع الحى كما أمر الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، نجد بعض المسئولين يكتفون بالاجتماعات الليلية فى أماكن بعيدة عن مقرات العمل، لماذا تترك المخالفات لتتفاقم دون تدخل؟ من يحاسب هؤلاء الموظفين على تجاهلهم المتعمد؟».

رئيس الحى يتوعد المخالفين

فى تصريحات حاسمة تكشف عن توجه صارم لمواجهة المخالفات البنائية، أكد أحمد محمدى، رئيس حى الزاوية الحمراء، أن المحافظة لن تتهاون مع أى بناء مخالف، خاصة فى ظل التعليمات الواضحة والصارمة من الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، موضحاً أن أى عقار يتم إنشاء أدوار جديدة عليه دون ترخيص يتم على الفور تحرير محاضر وإصدار قرارات إزالة من المحافظة، مؤكدًا على ضرورة التصدى للمخالفات منذ لحظة ظهورها.

وأشار محمدى، فى تصريح لـ «الوفد» إلى أن تعليمات المحافظ تقضى بإزالة المخالفة فى المهد دون الحاجة إلى قرار إزالة، موضحًا: «فى حال وجود مخالفة تحت الإنشاء، يتم التعامل معها على الفور، ولا ننتظر أن تتحول إلى أزمة لاحقًا بسبب تقاعس الموظفين أو التباطؤ فى اتخاذ الإجراءات»، مؤكداً أن المتابعة الميدانية المستمرة تضمن عدم تفاقم أى مخالفة، مضيفًا أن أى موظف يتغاضى عن رصد المخالفة سيتحمل المسئولية كاملة.

تنسيق كامل مع الجهات المختصة

وأفاد «محمدى» أن عمليات الإزالة فى المهد لا تتطلب إجراءات معقدة، إذ يكفى إحضار مقاول الإزالات، وأن قسم الشرطة وشرطة المرافق دائماً فى تعاون مستمر، وأكد أن التعامل الفورى والحاسم مع المخالفات يمنع تحولها إلى أزمات كبيرة، لافتًا إلى أن هذه السياسة تعكس التوجه العام لمحافظة القاهرة فى التصدى لأى بناء غير قانونى.

لا تشتروا فى الأبراج المخالفة

وحذر «محمدى» المواطنين من شراء الوحدات السكنية فى الأبراج المخالفة، داعيًا إلى التحقق من الوضع القانونى لأى وحدة قبل الشراء، وغرفة عمليات حى الزاوية تستقبل البلاغات والشكاوى على الرقم 24248378، مطالبًا المواطنين بالإبلاغ الفورى عن أي مخالفة ترصد فى نطاق الحى.

وفى موقف غير معتاد على رؤساء الأحياء، دعا «محمدى» أى مواطن يواجه مشكلة أو مخالفة للتوجه شخصيًا إلى مكتبه، قائلاً: «أنا بنفسى سأتوجه مع المواطن إلى مكان الشكوى، ولن أتجاهل أى مشكلة تُطرح على، لا يوجد لدى أى خطوط حمراء فى التعامل مع شكاوى المواطنين».

نقل غامض وصمت غريب

فى إطار تتبع ملف مخالفات البناء فى حى الزاوية الحمراء، حاول «الوفد» التواصل هاتفيًا مع المهندس أحمد محمد المعتصم عباس، الذى يشغل منصب مدير إسكان الحى، للاستفسار عن آليات التصدى للبناء المخالف وكيفية التعامل معه فى مراحله الأولى، إلا أن المفاجأة كانت فى رفضه التام التحدث، مما أثار استغرابنا وتساؤلات عديدة حول دوره الفعلى فى مواجهة التجاوزات العمرانية.

والجدير بالذكر أن أحمد محمد المعتصم عباس، تم نقله من عدة أحياء فى وقت سابق بسبب مخالفات غير معلنة ولكنها بشهادة العديد من المهندسين والموظفين بمحافظة القاهرة، ما يطرح علامة استفهام كبيرة حول مدى كفاءته فى إدارة ملف الإسكان فى الزاوية الحمراء، وقد كشفت عملية بحث دقيقة عن قرار رقم «5810» لسنة 2024 الصادر بتاريخ 28 أغسطس 2024، والذى تضمن نقل المعتصم من حى الساحل، إلى حى الزاوية الحمراء، تحت مسمى «أولى أ- هندسة» دون تحديد مهام واضحة له داخل الحى، الأمر الذى يفتح الباب أمام التكهنات بشأن الطريقة التى تم بها تكليفه بهذا المنصب الحساس.

صمت المعتصم وإحجامه عن تقديم أى توضيحات حول دوره فى التصدى للبناء المخالف يضع الكثير من علامات الاستفهام حول مدى التزامه بتوجيهات الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، فى التعامل الحاسم مع المخالفات، فبينما يتحدث رئيس حى الزاوية الحمراء، أحمد محمدى، بصراحة ووضوح عن ضرورة إزالة المخالفات فى المهد دون تهاون، يلتزم الجالس على كرسى مدير الإسكان بالصمت، مما يعكس حالة من الغموض والتناقض فى التعامل مع هذا الملف الشائك.

هل يمكن أن يكون هذا الصمت جزءًا من سياسة التهرب من المسئولية؟ أم أن هناك تفاصيل خفية تحجب عن الرأى العام؟ فى كل الأحوال، يستحق الأمر تحقيقًا جادًا لكشف ملابسات وضع المعتصم فى هذا المنصب الحساس دون توضيح مهام واضحة له، خاصة فى حى يعانى من وجود بعض المخالفات المحلية بشكل لافت.