رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

نظرة أمل

فى زمنٍ تتزايدُ فيهِ التحدياتُ وتتشابكُ فيهِ المؤامراتُ على المستوياتِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والأمنيةِ، لم يعدِ الاكتفاءُ بالجهودِ الرسميةِ كافيًا، بل أصبحَ من الضروريِّ أن يتحلى كلُّ مواطنٍ باليقظةِ والوعيِ والحذرِ. إنها ليستْ مجردَ شعاراتٍ، بل أدواتُ بقاءٍ وركائزُ استقرارٍ.

لقد أثبتتِ الأحداثُ المتلاحقةُ، من حملاتِ التشويهِ الإعلاميِّ إلى محاولاتِ زعزعةِ الاستقرارِ وبثِّ الإشاعاتِ، أن الحروبَ اليومَ ليستْ فقطْ بالمدافعِ والدباباتِ، بل بالكلمةِ والمعلومةِ، بالصورةِ المفبركةِ والتغريدةِ المضللةِ، لذلكَ لا بدَّ من وعيٍ شعبيٍّ حصينٍ، لا ينخدعُ بالعناوينِ الرنانةِ ولا تنطلى عليهِ الأكاذيبُ.

الوعيُّ الشعبيُّ هو الخطُّ الأولُ للدفاعِ، المواطنُ عندما يعرفُ أينَ يقفُ، ومن يعبثُ بوعيِهِ، يصبحُ شريكًا حقيقيًّا فى حمايةِ وطنِهِ، اليقظةُ تعنى أن لا نكونَ متلقينَ سلبيينَ، بل نحللُ ونتساءلُ ونربطُ الأحداثَ، أما الحذرُ، فهو أن لا نُستدرجَ إلى ردودِ أفعالٍ سريعةٍ تخدمُ أجنداتٍ خفيةً.

كم من شعوبٍ دفعتْ ثمنَ غيابِ الوعيِ، وكم من دولٍ انهارتْ لأن أبناءَها لم يدركوا حجمَ الخطرِ إلا بعدَ فواتِ الأوانِ، الحفاظُ على الأوطانِ اليومَ لا يقتصرُ على السلاحِ، بل يشملُ سلاحَ الوعيِ، وسلاحَ المعلومةِ الصحيحةِ، وسلاحَ الإرادةِ الشعبيةِ الموحدةِ.

إننا بحاجةٍ إلى تعبئةٍ فكريةٍ وثقافيةٍ حقيقيةٍ، تبدأُ من المدرسةِ ولا تنتهى عندَ شاشاتِ الإعلامِ، نحتاجُ إلى إعلامٍ وطنيٍّ لا يكتفى بالرصدِ، بل يصنعُ الوعيَ، نحتاجُ إلى مثقفينَ وقادةِ رأيٍ يقودونَ الناسَ إلى الفهمِ لا إلى التهييِجِ. الرسالةُ واضحةٌ عزيزى المواطنُ، أنتَ لستَ مجردَ متفرجٍ، أنتَ الفاعلُ، أنتَ الحامى، وأنتَ الهدفُ فى ذاتِ الوقتِ، فكنْ يقظًا، كنْ واعيًا، وكنْ حذرًا، لأن الوطنَ أمانةٌ فى أعناقِ الجميعِ.

حفظَ اللهُ مصرَ.