رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

«مولودة الفجر».. لحظات درامية تنقذ طفلة من قبضة الموت داخل سيارة إسعاف بالشرقية

بوابة الوفد الإلكترونية

في ساعةٍ يغفو فيها الجميع على سكون الفجر، وتحديدًا عند الرابعة صباحًا، تلقّت غرفة عمليات هيئة إسعاف الشرقية نداء استغاثة عاجل؛ حيث سيدة تبلغ من العمر 38 عامًا تعاني من آلام مخاض مبكر، تحمل جنينًا في شهره السابع، وتحتاج إلى تدخل طبي فوري.

لم تتأخر الاستجابة، فانطلقت سيارة الإسعاف كود «3980» من تمركزها بالقرب من المركز الطبي العالمي، وعلى متنها المسعف «محمد السيد أحمد»، وفني القيادة «عبد الله السعيد الباجوري»، في مهمة لا يعرفان حينها أنها ستتحول إلى واحدة من أكثر المواقف الإنسانية تعقيدًا وإثارة.

عند وصول الطاقم إلى موقع البلاغ، كانت السيدة على وشك الولادة، تم نقلها بعناية إلى داخل سيارة الإسعاف، التي تحوّلت في ثوانٍ إلى غرفة ولادة طارئة.

 وبينما يحاول المسعف تهدئة الأم ومتابعة الحالة، تفاجأ ببدء خروج رأس الجنين، لم يكن هناك وقت للانتظار أو التوجه إلى المستشفى.

 

تحديًا جديدًا وغير متوقع.. ولادة وسط ظروف شديدة الحساسية

 

في قلب الحدث، بدأ «محمد المُسعف» عملية الولادة وسط ظروف شديدة الحساسية، ليواجه تحديًا جديدًا وغير متوقع، حيث كان الحبل السري ملتفًا حول عنق المولودة، في مشهد بدا وكأنه سباق مع الزمن لإنقاذ حياة لم تبدأ بعد.

بخبرة عالية وهدوء لافت، تمكّن «محمد المُسعف» من تحرير الطفلة من الحبل السري، ثم أجرى عملية التشفيط لفتح مجرى التنفس، لحظات مرت ببطء شديد، وكأن الزمن توقف، حتى صدرت عن الصغيرة شهقة تلاها بكاء خافت، كان ذلك إعلانًا عن ولادة جديدة وسط ظروف غير معتادة.

لم يكتفِ الطاقم بتأمين حياة الطفلة، بل واصل جهوده لتدفئتها وقياس علاماتها الحيوية، إلى جانب تقديم الدعم والرعاية للأم التي أنهكتها التجربة، بعدها جرى نقل الأم والمولودة التي أطلق عليها لاحقًا لقب «مولودة الفجر» إلى مستشفى جامعة بدر، حيث استقبلهما الفريق الطبي لاستكمال الرعاية.

وعلق الدكتور أحمد عباس، مدير هيئة الإسعاف بمحافظة الشرقية، على الواقعة قائلًا: «ما حدث يعكس قدرًا عاليًا من المهنية والجاهزية لدى رجال الإسعاف، ويجسّد الوجه الإنساني العميق لهذا العمل الصامت الذي ينقذ الأرواح في صمت».