رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

مهرجان «كان» يفتتح الدورة الـ 78 بتحية فلسطين وهجوم على ترامب

بوابة الوفد الإلكترونية

سيطرت روح القضية الفلسطينية على افتتاح الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائى الدولى، حيث افتتحت رئيسة لجنة التحكيم لعام 2025 النجمة العالمية جولييت بينوش، بكلمات مؤثرة وحضور لافت، الدورة الثامنة والسبعين من الحدث الفنى الأبرز عالميًا، موجهة تحية إلى روح المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التى استشهدت فى قصف إسرائيلى على قطاع غزة منتصف أبريل الماضى، فى مشهد نادر فى تاريخ المهرجان الذى لا يُعرف عادةً بانخراطه العلنى فى قضايا سياسية أو حقوقية.

وفى كلمتها الافتتاحية التى ألقتها أمام حشد من كبار نجوم السينما العالمية، قالت بينوش: «كان ينبغى أن تكون فاطمة معنا الليلة. الفن يبقى، فهو الشهادة الأقوى على حياتنا وأحلامنا». وأضافت بصوت حمل الكثير من الشجن: «الحرب، الفقر، تغيّر المناخ، كراهية النساء... كل هذه الكوارث لا تمنحنا أى لحظة للراحة. لكن فى مواجهة هذا الإعصار، لا خيار لنا سوى الدفع باللطف والتضامن إلى الواجهة، لنعالج جهلنا، ونغيّر مسارنا».

جاءت تحية بينوش لفاطمة حسونة متزامنة مع عرض فيلم وثائقى عنها ضمن فئة موازية بالمهرجان، حيث تحوّلت قصتها إلى رمز لصمود الصحفيين الفلسطينيين فى خضم المجازر المستمرة بحق المدنيين.

وفى اليوم نفسه، نُشرت رسالة مفتوحة موقّعة من نحو 400 فنان عالمى، بينهم المخرج الإسبانى بيدرو ألمودوبار والممثل الأمريكى ريتشارد غير، دعوا فيها إلى كسر الصمت تجاه ما وصفوه بـ«الإبادة الجماعية» فى غزة. وأشاد الموقعون بالمصورة الراحلة فاطمة حسونة، معتبرين أن ما جرى لها يجسّد ثمن الحقيقة المدفوع من الصحفيين فى مناطق النزاع، وأن الفن يجب أن يبقى منحازًا للعدالة الإنسانية.

كما تطرقت بينوش فى كلمتها إلى رهائن السابع من أكتوبر وكل من يُحتجزون أو يُقتلون أو يُنسَون فى زوايا هذا العالم، داعية إلى تحويل الخوف إلى فعل فى وجه العنف والتخلى والظلم.

بعد كلمة بينوش، تلقى روبرت دى نيرو السعفة الذهبية الفخرية، واستغل اللحظة لتوجيه هجوم نارى على الرئيس الأمريكى دونالد ترمب، الذى وصفه بـ” رئيس أميركا الجاهل” و” التهديد المباشر للفنون والديمقراطية”.

قال دى نيرو: “فى بلدى، نحن نقاتل بجنون من أجل ديمقراطية كنا نعتبرها مضمونة. الفن بطبيعته ديمقراطى، يحتفى بالتنوع ويجمع الناس، ولهذا يُنظر إليه كعدو من قبل الطغاة والفاشيين”.

جاءت تصريحاته كرد فعل على إعلان ترمب عزمه فرض تعريفة جمركية بنسبة 100% على الأفلام المُنتجة خارج الولايات المتحدة، ما أثار حالة من الذهول داخل أوساط السينما العالمية.

دى نيرو سخر قائلًا: «لا يمكنكم وضع سعر على الإبداع، لكن من الواضح أنه يمكنكم فرض ضريبة عليه».

النجم الحائز على الأوسكار شدد على أن «السكوت لم يعد خيارًا»، داعيًا إلى مقاومة سياسات الانغلاق والتحريض عبر الفن والتنظيم والتصويت.

لم يكن الحدث هذا العام كغيره، فقد فرضت إدارة المهرجان قواعد جديدة وصارمة على الملابس المعتمدة خلال الحفل، خاصة فيما يخص الفساتين ذات التصاميم الكبيرة أو المكشوفة والشفافة. وجاءت هذه القواعد بهدف الحفاظ على الطابع الكلاسيكى والرصين للمهرجان، وفق ما أعلن منظموه.

وكانت أولى المتأثرات بهذه القواعد، الممثلة الأمريكية هالى بيرى، التى كشفت خلال مؤتمر صحفى أنها اضطرت لتغيير فستانها الأصلى الذى صمّمه غوراف غوبتا، لأنه كان يحتوى على ذيل طويل لا يتماشى مع شروط القواعد الجديدة.

انطلقت فعاليات المهرجان فى أجواء احتفالية ساحرة جمعت بين نجوم من الصف الأول مثل ليوناردو دى كابريو وروبرت دى نيرو، إضافة إلى صناع سينما من حول العالم. ورغم اللمعان المعتاد للسجادة الحمراء، فإن طابعًا إنسانيًّا واضحًا غلّف دورة هذا العام، سواء من خلال الكلمات المؤثرة أو عبر الأفلام المشاركة التى تتناول قضايا إنسانية، على رأسها الحرب واللاجئون والهوية، ويُختتم المهرجان فى 24 مايو بمنح جائزة “السعفة الذهبية” لأفضل فيلم ضمن المسابقة الرسمية، التى تضم 22 فيلمًا تتنوع بين الروائى الطويل والوثائقى.

ولفتت الأنظار النجمة المصرية يسرا، التى تألقت بفستان أحمر طويل، وإلى جانبها عمرو منسى، المدير التنفيذى لمهرجان الجونة السينمائى.

أما الفنانة الشابة أمينة خليل فقد أضفت بريقًا خاصًّا على الأجواء بفستان وردى، مدرج بالريش من الأسفل. كما كان للإعلامية اللبنانية الشهيرة رايا أبى راشد حضور مميز كعادتها فى تغطية الفعاليات الفنية العالمية.

ولم تقتصر الإطلالات الساحرة على النجمات المصريات، حيث خطفت الفنانة اللبنانية نادين نسيب نجيم عدسات المصورين بإطلالتها الأنيقة، إذ ارتدت فستانًا باللون الأبيض، مع قفازات بيضاء طويلة.

رغم سخونة المشهد السياسى، افتتح المهرجان فعالياته بعرض الفيلم الموسيقى الفرنسى Leave One Day للمخرجة أميلى بونان، وهو أول فيلم روائى طويل لها وأول فيلم افتتاحى من هذا النوع فى تاريخ كان.

 

الفيلم، الذى ينتمى إلى نوعية الكوميديا الموسيقية، حصل على استقبال حافل من الجمهور، بينما أُهديت الأمسية إلى ذكرى الممثلة البلجيكية إيميلى ديكين، التى توفيت فى مارس الماضى عن 43 عامًا.

وفى لفتة رمزية، أعلن المخرج الأمريكى كوينتن تارانتينو انطلاق فعاليات المهرجان ضمن حضوره كضيف شرف لقسم Cannes Classics.

وتشهد الدورة الثامنة والسبعون من مهرجان كان منافسة قوية بين 22 فيلمًا فى المسابقة الرسمية، تمثل مختلف المدارس والأساليب السينمائية المتنوعة، ما يبشر بموسم سينمائى ثرى ومليء بالتنوع والإبداع.