احتجاجات صادمة تقطع حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي

شهد افتتاح الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي مساء اليوم لحظة غير متوقعة، حين أوقف مجموعة من العاملين في المهرجان مجريات الحفل لفترة وجيزة بتنظيم احتجاج عمالي سلمي بجوار السجادة الحمراء. بينما كانت لجنة التحكيم بقيادة النجمة الفرنسية جولييت بينوش تتقدم لحضور مراسم الافتتاح، تجمع نحو اثني عشر موظفًا بهدوء عند جانب السجادة، وأطلقوا صافرات الاستهجان ورفعوا لافتات حمراء كتب عليها "Sous Les Écrans La Dèche"، أي "تحت الشاشات... الفقر".
قضية متجددة... ونقاش مؤجل
ونظمت الاحتجاجات، التي فرقتها الشرطة الفرنسية، مجموعة غير رسمية تعرف باسم "تحت شاشات السقوط"، وهي تمثل أكثر من 300 عامل مؤقت في مهرجانات السينما الفرنسية، بما في ذلك مهرجان كان، وسوق الأفلام، وأسبوعا النقاد والمخرجين.
ومن جانبهم، يطالب المحتجون بالاعتراف بهم كجزء من برنامج "Intermittence de Spectacle"، وهو نظام تأمين ضد البطالة خاص بالعاملين في القطاع الفني، يوفر دعماً للعاملين بعقود قصيرة الأمد خلال فترات التوقف بين المشاريع.
رغم دورهم الأساسي في تشغيل أهم فعاليات السينما الفرنسية، لا يحظى العديد من هؤلاء العمال المؤقتين بحقوق مماثلة لنظرائهم في المسرح أو التلفزيون، ويُعاملون كموظفين بعقود مؤقتة غير مؤهلة للدعم الكامل من الدولة، مما يفاقم هشاشة أوضاعهم المعيشية في ظل طبيعة عملهم الموسمية.
دعم فني لقضية اجتماعية
لم يكن هذا أول ظهور للحركة في كان، حيث شهد العام الماضي احتجاجًا مماثلًا خلال المهرجان.
وتلقى المحتجون دعمًا رمزيًا بارزًا من شخصيات سينمائية مؤثرة، من بينهم المخرجة الفرنسية جوستين ترييه، التي ارتدت دبوس الحركة الأحمر خلال حضورها عرض فيلمها الحائز على السعفة الذهبية "تشريح سقوط".
كما انضمت المخرجة الهندية بايال كاباديا إلى التضامن مرتدية الدبوس ذاته أثناء عرض فيلمها على كروازيت عام 2024.
رغم الأجواء الاحتفالية التي غلبت على افتتاح مهرجان كان السينمائي بعرض الفيلم الموسيقي الفرنسي "اترك يومًا" للمخرجة أميلي بونين، وتكريمات نجوم كبار مثل روبرت دي نيرو، ألقى هذا الاحتجاج بظلاله على الحدث، كاشفًا عن التوتر الكامن بين وهج السجادة الحمراء، والواقع الصعب الذي يعيشه كثيرون خلف الكواليس.