إجابة صادمة من رئيسة مهرجان كان عند سؤالها عن رسالة التضامن مع غزة

مهرجان كان … في لحظة طغى فيها السؤال السياسي على أجواء السينما، تهربت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، رئيسة لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي لعام 2025، من الإجابة على سؤال مباشر بشأن عدم توقيعها على الرسالة المفتوحة التي وجّهتها أكثر من 350 شخصية سينمائية عالمية، والتي تدين "الصمت" إزاء ما يحدث في غزة.
بينوش، الحائزة على الأوسكار عن دورها في فيلم "المريض الإنجليزي", اكتفت بقول: "لا أستطيع أن أجيبك... ربما ستفهم ذلك لاحقًا قليلاً"، في رد قصير أثار تساؤلات حول موقفها، خاصة وأنها معروفة بمواقفها السابقة الداعمة لقضايا إنسانية مختلفة.
الرسالة التي هزت كان
وجاءت الرسالة، التي نشرتها صحيفة ليبيراسيون الفرنسية عشية انطلاق المهرجان، جاءت تحت عنوان: "في كان، لا ينبغي إسكات الرعب الذي تشهده غزة".
وحملت الرسالة توقيعات أسماء لامعة مثل ريتشارد جير، خافيير بارديم، سوزان ساراندون، ديفيد كروننبرج، وغيرهم، وتم تخصيصها لذكرى المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التي قُتلت في غارة جوية إسرائيلية في أبريل الماضي، بعد يوم واحد من إعلان مهرجان كان عن عرض وثائقي يتناول حياتها ضمن قسم "آسيد".
وشكل استشهاد فاطمة، مع عشرة من أفراد عائلتها بينهم شقيقتها الحامل، نقطة محورية في الرسالة التي حمّلت السينما مسؤولية أخلاقية تجاه ما يحدث في غزة، متسائلة عن صمت المؤسسات الثقافية والفنية أمام ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية".
بينوش بين السياسة والفن
لم تكن هذه المرة الوحيدة التي اصطدمت فيها بينوش بأسئلة سياسية خلال المؤتمر الصحفي.
كما طرحت عليها القناة التليفزيونية تساؤلات أخرى حول السياسات الثقافية المتوقعة من إدارة دونالد ترامب، لا سيما الرسوم الجمركية المحتملة على استيراد الأفلام والتلفزيون، وكذلك حول الحكم الأخير ضد الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو بتهمة الاعتداء الجنسي.
رغم أنها أجابت بإسهاب حول بعض القضايا، بدت متحفّظة تمامًا أمام ملف غزة، رغم ما يشهده المهرجان من حضور لافت للنقاشات السياسية في خلفية العروض السينمائية.
غيابٌ صاخب
ولم يمر موقف بينوش مرور الكرام فبينما اعتُبرت الرسالة الصادرة من صناع السينما بمثابة وثيقة تضامن ضمير جماعي مع الشعب الفلسطيني، جاء امتناعها عن التوقيع، ورفضها توضيح السبب، صادماً للكثيرين في الأوساط الإعلامية والمهنية، لا سيما وأنها تترأس لجنة تحكيم أحد أكثر المهرجانات السينمائية تأثيرًا في العالم.
مهرجان الفن أم مرآة العالم؟
تبقى الأسئلة مفتوحة في مهرجان كان لهذا العام. أسئلة تتعلق بدور السينما في مواجهة المآسي الإنسانية، وبالحدود التي يمكن للفنان أن يتوقف عندها حين يتعلق الأمر بقضية رأي عام عالمي.
وبين صمت جولييت بينوش، وصوت 380 شخصية سينمائية تجرأت على اتخاذ موقف، يجد مهرجان كان نفسه مجددًا في قلب جدل لا يتعلق بالأفلام فحسب، بل بالضمير.