رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

توأم متطابق يفكر بنفس الطريقة يثير الجدل حول العالم

توأم متطابق
توأم متطابق

أثارت مقابلة تلفزيونية حديثة مع توأم أستراليتين ضجة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، بعد ظهورهما وهما تتحدثان بتناغم مذهل خلال وصف حادثة سرقة سيارة والدتهما. 

ولم يسرق التوأمان المتطابقان، باولا وبريدجيت باورز، فقط اهتمام المشاهدين بأسلوب حديثهما، بل أعادا أيضًا تسليط الضوء على أحد أكثر المواضيع إثارة في علم النفس والسلوك البشري: العلاقة العجيبة بين التوائم المتطابقين.

علميًا، التوائم المتطابقة هم نسخة جينية طبق الأصل من بعضهم، ناتجة عن انقسام جنين واحد إلى نصفين. 

وتدفع هذه الحقيقة الجينية البعض للاعتقاد بأن التشابه السلوكي واللغوي بينهما أمر محتوم، لكن العلماء يشيرون إلى أن المسألة أكثر تعقيدًا.

تشير الدراسات إلى أن التوائم، رغم تشاركهم في الحمض النووي، يظهرون اختلافات واضحة في السمات والشخصية والمزاج.

وترتبط ظاهرة "التزامن" في الحديث والحركة بينهم بعوامل أخرى، أبرزها البيئة المشتركة التي نشؤوا فيها والرابطة العاطفية القوية التي تربطهم منذ الطفولة.

التقليد التلقائي والمزامنة الطبيعية

تظهر الأبحاث أن البشر، بطبيعتهم، يقلدون حركات وأصوات المقربين منهم دون وعي. هذا ما يُعرف بـ"التقليد التلقائي"، ويُعتقد أنه يساعد في تقوية الروابط الاجتماعية. 

وبالنسبة للتوائم المتطابقة الذين نشأوا في نفس المنزل وتشاركوا نفس التجارب وحتى الوظيفة – كما هو الحال مع الشقيقتين باورز – فإن احتمالية حدوث تناغم لغوي وحركي تزداد بشكل ملحوظ.

دور الجينات.. وتأثير البيئة

تجارب علمية أجريت على توائم متطابقة نشأوا في بيئات مختلفة – مثل دراسة مينيسوتا الشهيرة – أظهرت أن هؤلاء التوائم غالبًا ما يتشابهون في الذكاء والشخصية وحتى العادات، رغم عدم تعرّفهم على بعضهم حتى سن البلوغ. هذه النتائج تعزز فرضية أن الجينات تؤدي دورًا كبيرًا في تشكيل سلوكياتنا، بما في ذلك الطريقة التي نعبر بها عن أنفسنا.

اللغة السرية بين التوائم

جانب آخر مثير هو ما يُعرف بـ"اللغة التوأمية"، وهي شكل من أشكال التواصل الحصري بين التوأم منذ الطفولة، يتضمن ألفاظًا وإشارات لا يفهمها الآخرون.

 ورغم أن هذه اللغة عادة ما تتلاشى مع تقدم العمر، إلا أنها مؤشر على قوة الترابط غير اللفظي الذي يميز علاقة التوأم.

وربما يعود افتتان الجمهور العالمي بحالة التوأم باورز إلى التحدي الذي تفرضه هذه الظاهرة على تصورنا للفردانية. 

وعندما نرى شخصين يتحدثان ويتصرفان وكأنهما عقل واحد، نتساءل: إلى أي مدى تشكلنا الجينات؟ وأين تنتهي حدود الطبيعة وتبدأ حدود التنشئة؟

رغم أن التوائم المتطابقة ليسوا متطابقين تمامًا في كل شيء، إلا أن الرابط الذي يجمعهم يظل من أكثر الظواهر الإنسانية استثنائية، ويستمر في إثارة فضول العلماء والجمهور على حد سواء.