بجهود خاصة.. توقيع عقد إنشاء متحف سيد درويش بالأسكندرية

كثيرة هي الرموز التي تستحق أن تقام لها المتاحف والتماثيل، حتى لا تطويها عوامل الزمن قبل النسيان، وحتى يمثل أمامنا ما يشهد على وجود شخصيات مؤثرة في حقب زمنية مختلفة، وهو ما يعد وسيلة مهمة لتعريف شبابنا وأبنائنا على تراثنا وعظمة ما يحتويه.
ولن أتساءل هنا عن أسباب عدم اتخاذ الدولة ممثلة في وزاراتها المعنية، تلك الخطوات تجاه شخصيات مصرية أثرت الوجدان المصري، واستطاعت أن تخط لنفسها مكانًا بارزًا في تاريخنا_ رغم أنه تساؤل مشروع_ لكننا الآن بصدد تسليط الضوء على خبر أثلج صدور كل المهتمين..
ففي خطوة مهمة، وبجهود أهلية خاصة، تم توقيع عقد إنشاء متحف سيد درويش بالأسكندرية، بين السيد مينا زكي والحاج علي شتيوي.
أطلق فكرة المتحف الشاب مينا زكي، صاحب مبادرة "سيرة الأسكندرية"، التي تهدف لتعريف الشباب بالمناطق الأثرية والتراثية، ووافق عليها الحاج علي شتيوي، مالك الأرض التي اشتراها في وقت سابق من ورثة سيد درويش، وكان مقامًا عليها منزل سيد درويش.
وينتظر أن يضم المتحف متعلقات سيد درويش ونوت موسيقية وإسطوانات قديمة لأعماله، يتم حاليًا العمل على جمعها من مصادر مختلفة.
وفي تصريح له للوفد، يقول الكاتب والمسرحي ميسرة صلاح الدين، والذي شهد توقيع العقد:
إن حضوري لتوقيع عقد إنشاء متحف سيد درويش في حي كوم الدكة كان لحظة مؤثرة، ليس فقط لأنه يكرّم أحد أهم رموز الفن في مصر، بل لأنه يجسّد فكرة مهمة عن كيف يمكن للجهود الأهلية أن تُحدث فرقًا حقيقيًا.
ويضيف ميسرة: إن سيد درويش ترك أثرًا عميقًا في الوجدان المصري، وكانت أعماله مرتبطة بشكل مباشر بالحياة اليومية للمصريين وبقضاياهم الاجتماعية والوطنية. ويعد تحويل المكان الذي ارتبط بنشأته إلى متحف، خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الحفاظ على هذا التراث وإتاحته للأجيال المقبلة.
ويؤكد ميسرة أن ما يحدث الآن في حي بسيط من أحياء الإسكندرية يعكس إمكانية توظيف التراث المادي وغير المادي في مشروعات ثقافية واقتصادية مستدامة. فلدينا في المدينة العديد من البيوت والمواقع المرتبطة بشخصيات فنية وتاريخية يمكن أن تتحوّل إلى متاحف خاصة أو مراكز ثقافية تساهم في تنشيط السياحة المحلية وتخلق فرصًا جديدة، والأهم، أنها تعزز ارتباط الشباب بمدينتهم وتاريخها.
وسيد درويش، هو السيد درويش البحر (17 مارس 1892 - 15 سبتمبر 1923)، مغنٍ مصري، ولد بالأسكندرية، وهومجدد الموسيقى وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي، لقب بـ«فنان الشعب».
لحن أول أدواره يا فؤادي ليه بتعشق. في عام 1917 انتقل سيد درويش إلى القاهرة، ومنذ ذلك الحين سطع نجمه وصار إنتاجه غزيرا، فقام بالتلحين لكافة الفرق المسرحية في عماد الدين أمثال فرقة نجيب الريحاني، جورج أبيض وعلي الكسار، حتى قامت ثورة 1919 فغنى قوم يا مصري.
أدخل سيد درويش في الموسيقى للمرة الأولى في مصر الغناء البوليفوني في أوبريت العشرة الطيبة وأوبريت شهرزاد والبروكة.
بلغ إنتاجه في حياته القصيرة من القوالب المختلفة العشرات من الأدوار وأربعين موشحًا ومائة طقطوقة و30 رواية مسرحية وأوبريت.


