القهوة لصحة القلب.. جرعة معتدلة هي سر الحماية من الأمراض المزمنة

القهوة ..كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة الغدد الصماء والتمثيل الغذائي أن تناول كميات معتدلة من الكافيين، ما يعادل نحو ثلاثة أكواب من القهوة أو الشاي يوميًا، يمكن أن يساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المصاحبة، مثل السكري من النوع الثاني والسكتة الدماغية.
وعثرت الدراسة التي شملت حوالي 360 ألف شخص من المشاركين في البنك الحيوي البريطاني، أن هؤلاء الذين تناولوا ما بين 200 إلى 300 ملليغرام من الكافيين يوميًا كانوا أقل عرضة بنسبة تصل إلى 48% للإصابة بمرضين أو أكثر من هذه الأمراض المزمنة، مقارنةً بمن تناولوا أقل من 100 ملغ يوميًا.
لماذا تفيد القهوة؟ العلماء لا يملكون إجابة نهائية بعد
رغم أن الدراسة لم تؤكد وجود علاقة سببية مباشرة بين الكافيين وتحسين صحة القلب، إلا أن الباحثين يرجحون أن الكافيين يساعد في تنظيم بعض المستقلبات المرتبطة بأمراض القلب، خاصة الدهون.
ويشير الخبراء إلى أن الفوائد قد لا تكون ناتجة فقط عن الكافيين، بل ربما أيضًا عن مركبات أخرى مثل البوليفينولات، التي تتمتع بخصائص مضادة للالتهابات.
حدود الفائدة: الاعتدال هو الأساس
رغم النتائج الإيجابية، يحذر الأطباء من الإفراط في استهلاك الكافيين، مشيرين إلى أن تجاوز 400 ملليغرام يوميًا يمكن أن يؤدي إلى أعراض مثل القلق، الأرق، أو حتى ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل.
ووفقًا للدكتور صامويل ماثيس، فإن إضافة السكر أو الكريمة إلى القهوة يمكن أن يخفف من فوائدها الصحية ويضيف مخاطر أخرى لذا، يُفضل تناول القهوة كما هي أو مع تعديلات بسيطة.
هل يجب أن تبدأ بشرب القهوة؟ ليس بالضرورة
ويوصى الخبراء بمن لا يتناولون الكافيين بتجنب البدء في شرب القهوة أو الشاي فقط من أجل الفوائد المحتملة، فالفكرة الأساسية التي شدد عليها الباحثون هي أن تناول الكافيين يجب أن يكون جزءًا من نمط حياة متوازن يشمل النشاط البدني، النوم الجيد، وتجنب العادات الضارة مثل التدخين أو الإفراط في تناول الطعام.
وفي النهاية، يعد تناول القهوة بشكل معتدل قد يساهم في دعم صحة القلب والتمثيل الغذائي، لكنه لا يُغني عن الأسس الصحية الأخرى.
ولا تزال البحوث مستمرة، لكن ما يتفق عليه معظم الخبراء هو أن كوب القهوة الصباحي قد يكون بالفعل أكثر من مجرد طقس يومي، فهو جزء من نمط حياة صحي عندما يُستهلك بوعي.