رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

خطُّ أحمرُ

عندما نتكلمُ عن المفاوضاتِ الأمريكيةِ الإيرانيةِ الجاريةِ منذُ 12 من هذا الشهرِ، فإننا نتكلمُ عن شأنٍ يخصُّنا هنا فى القاهرةِ بمثلِ ما يخصُّ كلَّ عاصمةٍ عربيةٍ.

ذلكَ أنَّ إيرانَ تقاتلُ فى المفاوضاتِ من أيامِ إدارةِ أوباما للإبقاءِ على مشروعِها النوويِّ، وإذا نجحتْ فى الإبقاءِ عليهِ فهذا يعنى امتلاكُها قنبلةً نوويةً، وهذا الأمرُ لتأثيراتِهِ على المنطقةِ بكاملِها وبما لا تخفى أبعادُهُ على أحدٍ.

ولا أحدٌ يعرفُ إلى الآنَ لماذا تغيرَ مكانُ الجلسةِ الثانيةِ فى 19 من الشهرِ، فانعقدتْ فى العاصمةِ الإيطاليةِ روما، ولم تنعقدْ شأنَ الأولى فى العاصمةِ العُمانيةِ مسقطْ.. لقد قيلَ إنَّ الأمريكيينَ هُمُ الذين طلبوا انعقادَها فى أوروبا لسهولةِ وصولِ الوفدِ الأمريكيِّ إلى هناكَ، وهذا كلامٌ غيرُ مقنعٍ لأنَّ سهولةَ وصولِ الوفدِ إلى مسقطَ لا تختلفُ عنها فى روما.. ومنَ الواضحِ أنَّ هناكَ أسبابًا أخرى لا تريدُ الولاياتُ المتحدةُ الكشفَ عنها.

فالإيرانيون كانوا متمسكينَ بانعقادِ الجلسةِ الثانيةِ فى مسقطَ، ولكنْ أمامَ تمسكِ واشنطون بتغييرِ مكانِ الجلسةِ الثانيةِ لم يجدوا مفرًّا من الموافقةِ، ولكنهم اشترطوا ألَّا تنعقدَ فى بريطانيا، ولا فى فرنسا، ولا فى ألمانيا، فاقترحَ الأمريكيون روما وقالوا إنها مكانٌ محايدٌ!

ولا تعرفُ كيفَ تكونُ روما محايدةً، ثم تكونُ باريسُ، أو برلينُ، أو لندنُ، عواصمَ غيرَ محايدةٍ بمقاييسِ حيادِ العاصمةِ الإيطاليةِ؟

لا تعرفُ.. بلْ إنَّ العكسَ يكادُ يكونُ صحيحًا، لأنَّ علاقةً من نوعٍ خاصٍّ تربطُ بينَ إدارةِ الرئيسِ ترمب وحكومةِ جورجيا ميلونى، رئيسةِ وزراءِ إيطاليا، التى استقبلَها ترمب فى منتجعِهِ فى فلوريدا، قبلَ أنْ يدخلَ البيتَ الأبيضَ، والتى عادَ فاستقبلَها فى البيتِ الأبيضِ قبلَ أيامٍ، ولا يوجدُ سياسيٌّ أوروبيٌّ حظيَ بهذهِ المعاملةِ المتميزةِ من جانبِ الرئيسِ الأمريكيِّ.

وهوَ لا يخفى هذا ويقولُ دائمًا إنهُ يراهنُ على أنْ تكونَ ميلونى جسرًا بينَهُ وبينَ بقيةِ أوربا، وأنهُ يستطيعُ من خلالِها الوصولَ إلى اتفاقٍ تجاريٍّ مناسبٍ بينَ الولاياتِ المتحدةِ والاتحادِ الأوروبيِّ.. وبالتالى، فالحديثُ عن حيادٍ إيطاليٍّ فى استضافةِ المفاوضاتِ الأمريكيةِ الإيرانيةِ حديثٌ لا أساسَ لهُ يستطيعُ أنْ يقفَ عليهِ.

الغموضُ فى المفاوضاتِ بينَ الطرفينِ مساحتُهُ كبيرةٌ، ولا شكَّ فى أنَّ نقلَ مكانِ الجلسةِ الثانيةِ إلى روما جزءٌ من هذا الغموضِ.