انطلاق القمة الروسية – العُمانية في الكرملين... والملف النووي الإيراني يتصدر المباحثات

قال حسين مشيك، مراسل القاهرة الإخبارية من موسكو، إن زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق إلى روسيا تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وبحث ملفات إقليمية ودولية شائكة، من أبرزها الملف النووي الإيراني، الذي تلعب فيه سلطنة عُمان دور الوسيط الحيوي بين طهران وواشنطن، وذلك قبيل انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين الجانبين في مسقط غداً.
اللقاء سيجمع الرئيس بوتين مع السلطان العُماني
وأشار مراسل "القاهرة الإخبارية" مع محمد عبيد، إلى أن اللقاء سيجمع الرئيس بوتين مع السلطان العُماني ووفد رفيع المستوى من الجانبين، يضم كبار المسؤولين، بمن فيهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حيث من المنتظر أن تُناقش القمة ملفات سياسية واقتصادية مشتركة، إضافة إلى الأزمة في قطاع غزة، والحرب الروسية – الأوكرانية.
وأضاف أنه يُتوقع أن تطغى المفاوضات الإيرانية – الأمريكية على جدول أعمال القمة، في ظل الدور الفعّال الذي تلعبه عُمان في تهيئة الأرضية لتقارب بين طهران وواشنطن. وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد زار موسكو مؤخرًا، حاملاً رسالة من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى الرئيس بوتين، ما يعكس تنسيقًا متقدماً بين موسكو وطهران حول هذا الملف.
كما أوضح مشيك أن الجانب الاقتصادي سيكون حاضرًا بقوة خلال المباحثات، حيث من المقرر توقيع عشر اتفاقيات تعاون ثنائية بين روسيا وسلطنة عُمان، تشمل مجالات التجارة، الطاقة، والتعاون اللوجستي، إلى جانب اتفاقية لرفع تأشيرات الدخول بين البلدين، في خطوة تهدف إلى تعزيز التبادل الاقتصادي والسياحي بين موسكو ومسقط.
دور سلطنة عُمان المتزايد على الساحة الدبلوماسية
وأكد على أهمية التوقيت الذي تنعقد فيه هذه القمة، في ظل متغيرات دولية متسارعة، ودور سلطنة عُمان المتزايد على الساحة الدبلوماسية، لا سيما في ما يتعلق بتقريب وجهات النظر بين الولايات المتحدة وإيران، وسعي موسكو لتعزيز حضورها في الملفات الإقليمية الساخنة.
وكان قد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، عن عقد قمة بين روسيا والدول العربية قريباً في العاصمة الروسية موسكو.
وجاء إعلان بوتين على هامش استقباله لسلطان دولة عمان هيثم بن طارق في الكرملين في زيارة رسمية.
وقال بوتين إنه يدعو سلطنة عمان للمشاركة في القمة الروسية العربية المقررة هذا العام.
وأكمل :"روسيا وعمان تعملان على تطوير التعاون في قطاعات اللوجستيات والنقل والزراعة".
وأضاف بوتين :"شركاتنا مهتمة بتعزيز العلاقات مع عمان في قطاع الطاقة".
وأردف بالقول :"روسيا وعمان تعملان على تطوير التعاون في قطاعات اللوجستيات والنقل والزراعة".
وفي سياقٍ مُتصل، شددت الخارجية الإيرانية على أن سلطنة عمان لا تزال تقوم بدور الوسيط بين الطرفين.
وأضاف البيان :"محادثاتنا مع الجانب الأمريكي تشمل فقط الملف النووي ورفع العقوبات".
ونجحت إيران في تحقيق تقدم ملحوظ في أزمة الملف النووي التي تصاعد الحديث فيها بشكلٍ كبير خلال الأيام الماضية.
وبالتأكيد فإن إسرائيل ستكون الطرف الخاسر من أي تقارب في وجهات النظر بين أمريكا وإيران، خاصةً أن الحكومة اليمينية الإسرائيلية ترغب في توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية بمُباركة أمريكية.
وتمكنت سلطنة عمان من استضافة جولة أولى من المُفاوضات بين الطرفين سادت فيها أجواء من الإيجابية.
وفي هذا السياق، قال بدر البوسعيدي، وزير خارجية عمان، إن المُفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة مسقط جرت في أجواء ودية.
وأضاف :"سنواصل العمل معا وبذل مزيد من الجهود للمساعدة في تحقيق السلام والأمن".
وأكمل البوسعيدي :"توسطنا بين واشنطن وطهران لبدء المفاوضات بهدف التوصل لاتفاق عادل".
ومن جانبه، قال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إن الوفدين الإيراني والأمريكي تقابلا لفترة وجيزة بعد الخروج من المحادثات.
وأضاف :"المُحادثات جرت في (أجواء بناءة وإيجابية)".
وذكرت شبكة أكسيوس الأمريكية نقلاً عن مصدر مُطلع أن ترامب مستعد لتقديم تنازلات للتوصل لاتفاق مع إيران، دون الإفصاح عن شكل هذه التنازلات.
وأكد المصدر أن المحادثات الأولية بين واشنطن وطهران إن خرجت بنتائج إيجابية فقد يعقد مفاوضات مباشرة بين ويتكوف وعراقجي.
ومن جانبها قالت الخارجية الإيرانية إن جولة المحادثات مع واشنطن مبدئية، وإنها لا تتوقع محادثات طويلة مع الولايات المتحدة في مسقط.