حرب الإبادة الجماعية.. إحراق وتدمير معدات ثقيلة في قطاع غزة

يواصل جيش الاحتلال، التصعيد الغاشم على قطاع غزة، من خلال تكثيف عمليات نسف المنازل واستهداف خيام النازحين، في سياق الحرب المستمرة منذ استئنافها قبل 36 يوما، والتي وصفتها جهات حقوقية بـ"الإبادة الجماعية" المدعومة سياسيا وعسكريا من الولايات المتحدة.
وفي اليوم الـ36 من استئناف العدوان، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على مدينة رفح جنوب القطاع، كما استهدفت مناطق سكنية في أبو العجين شرقي دير البلح.

استهداف جرافات ومعدات
ولفت المتحدّث إلى أنّ جيش الاحتلال "نسف أكثر من عشرة منازل شرق مدينة غزة وفي رفح"، بينما "أسفرت غارة جوية عن إحراق وتدمير جرافات ومعدات تابعة لبلدية جباليا في شمال القطاع".
وتضمن القصف نسف منازل بشكل كامل ودمارا واسع النطاق، بالإضافة إلى استهداف معدات ثقيلة ومركبات حيوية، وقصف مدفعي وإطلاق نار كثيف.
كما طال قصف مدفعي إسرائيلي أحياء الدرج والتفاح والشجاعية في مدينة غزة، وفق المصدر نفسه.
بالتزامن، تعرضت بلدة جباليا شمالي القطاع، ومدينة بيت لاهيا، لقصف مدفعي مكثف، ما أدى إلى سقوط مزيد من الشهداء المدنيين.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلن الدفاع المدني الفلسطيني استشهاد 7 أشخاص على الأقلّ في غارات جوية إسرائيلية استهدفت، فجر الثلاثاء، أنحاء متفرّقة في قطاع غزة.
وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة "فرانس برس" إنّ الجيش الإسرائيلي "شنّ عدة غارات جوية عنيفة، فجر اليوم الثلاثاء، على مدينة غزة وبيت لاهيا وبيت حانون وخان يونس"، ممّا أدّى لمقتل 7 مواطنين مدنيين.
ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 51.240 شهيدا، و116.931 مصابا.
وأفادت مصادر طبية، بأن من بين الحصيلة 1,864 شهيدا، و4,890 مصابا منذ 18 آذار/ مارس الماضي.
وقالت، إن 39 شهيدا، و62 مصابا وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأوضحت أن عددا من الشهداء ما زالوا تحت أنقاض المنازل والمنشآت المدمرة، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والطواقم المختصة الوصول إليهم، بسبب قلة الإمكانيات.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد المواطن عبد الله أبو راس برصاص طائرة مُسيرة "كواد كابتر" أمام مدرسة الصفد بحي الزيتون، شرق مدينة غزة، كما استشهد المواطن أحمد حسن محمد النجار (37 عاما) وأصيب آخرون جرّاء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في منطقة قيزان النجار جنوب مدينة خان يونس، جنوب القطاع.
استُشهد مساء يوم الاثنين مواطن، وأُصيب خمسة آخرون، إثر قصف شنّته طائرات الاحتلال استهدف مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية في مستشفى العودة بمخيم النصيرات، بوصول شهيد وخمس إصابات إلى المستشفى، جرّاء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في منطقة بلوك 4، بالقرب من المسجد الكبير في مخيم البريج وسط القطاع.
وفي وقت سابق من اليوم، استُشهد تسعة مواطنين في قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي على مدينتَي خان يونس وغزة.
وفي سياق آخر، أفادت مصادر محلية بوصول عشرة أسرى فلسطينيين إلى مستشفى شهداء الأقصى، عبر الصليب الأحمر، بعد الإفراج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي (ساديه تيمان) عبر بوابة كوسفيم شرق مدينة دير البلح.
استشهد 9 مواطنين في قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي على مدينتي خان يونس وغزة في قطاع غزة.
وقالت مصادر محلية إن طيران الاحتلال قصف منزلا لعائلة بركة بمنطقة الزنة في بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 4 مواطنين، وإصابة آخرين.
كما استشهد 4 فلسطنيين، في قصف طيران الاحتلال عددا من الخيام بجانب نادي الجزيرة وسط مدينة غزة.
واستشهد فلسطيني في قصف لطيران الاحتلال على شارع صلاح الدين مقابل مسجد العودة في دير البلح، وسط القطاع.
استُشهد ثلاثة فلسطنين وأصيب عدد آخر، يوم الإثنين، إثر قصف الاحتلال مناطق في خان يونس.
وقالت مصادر محلية، إن الشقيقين صالح ومصعب محمد الشاعر، استُشهدا جراء قصف إسرائيلي استهدف عربة يجرها حيوان في منطقة حي المنارة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما استُشهدت فلسطنية وأصيب 5 آخرون بانفجار مسيرة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
الجوع يفتك بسكان غزة.. والقطاع يدخل نفق إنساني مظلم
للشهر الثاني على التوالي، تواصل قوات الاحتلال إغلاق المعابر مما يهدد حياة المواطنين، ويجعل من الكارثة الإنسانية واقعًا مريرًا يزداد سوءًا كل يوم.
ويعيش قطاع غزة تحت حصار إسرائيلي قاتل يُطبق على أنفاس الحياة، ويمنع دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية، بالإضافة إلى البضائع الأساسية، مما أدخل القطاع في نفق إنساني مظلم.
ومع تعمد الاحتلال الإسرائيلي إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، يواجه قطاع غزة حصاراً خانقاً وجوعاً قاتلاً، إذ تعاني الأسواق من نقص كبير في المواد الغذائية، ما أدى إلى انتشار سوء التغذية بين الفلسطينيين.
وأكدت مصادر فلسطينية أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت خيمة تؤوي نازحين في مدينة خان يونس جنوب القطاع اليوم (الإثنين)، ما أدى إلى مقتل خمسة، وإصابة العشرات بجروح.
وكثف الجيش الإسرائيلي القصف المدفعي على شمال مدينة رفح جنوب القطاع، وأغار على مخيم جباليا شمال غزة، مستهدفاً عدة مواقع. وطالت عمليات القصف مناطق شمال غربي مخيم النصيرات وسط القطاع من قبل الزوارق الحربية الإسرائيلية.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن أكثر من 200 ألف مصاب يحتاجون إلى العلاج خصوصاً في ظل نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.
فيما حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المدمر والمحاصر، حيث يعيش نحو مليوني شخص من دون أي مصدر للغذاء. وقال إن نحو مليوني شخص، معظمهم نازحون، يعيشون حالياً من دون أي مصدر دخل، ويعتمدون كلياً على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الغذائية. وأعرب البرنامج عن قلقه البالغ إزاء الانخفاض الحاد في مخزونات الغذاء والنقص الحاد في سبل العيش الأساسية.