الجنيه الذهب يلامس 40 ألف جنيه: المصريون يتجهون للملاذ الآمن
شهدت أسعار الذهب في مصر قفزة تاريخية اليوم، حيث تجاوز سعر الجنيه الذهب دون احتساب المصنعية حاجز 40 ألف جنيه لأول مرة، بعد أن ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 5000 جنيه.
ويعزى هذا الصعود إلى تزايد الإقبال على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية غير المستقرة.
ويرى خبراء السوق أن هذا الارتفاع يعود إلى عدة عوامل، من أبرزها صعود أسعار الذهب عالميًا، وتراجع قيمة الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، خاصة الدولار الذي وصل إلى نحو 51 جنيهًا. كما ساهم الطلب المتزايد على الذهب محليًا سواء من قبل المستثمرين أو المستهلكين في دفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.
ويشهد السوق المصري إقبالًا ملحوظًا على شراء الجنيه الذهب، حيث يعتبره الكثيرون وسيلة آمنة للحفاظ على مدخراتهم، رغم أن هذا الارتفاع قد يؤدي إلى تباطؤ حركة البيع والشراء بسبب ارتفاع التكاليف.
في المقابل، حذّر خبراء من أن استمرار هذا الاتجاه الصعودي قد يؤدي إلى تآكل القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
ويُشار إلى أن الجنيه الذهب يُعد من أكثر أشكال الاستثمار في الذهب رواجًا في مصر، لما يتمتع به من سهولة في التداول واحتفاظه بقيمته على المدى الطويل.
بلغت أسعار الذهب ذروة تاريخية ولامست عتبة 3500 دولار المهمة، في تعاملات الثلاثاء المبكرة، إذ أدت مخاوف ناجمة عن انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) جيروم باول إلى النأي عن المخاطرة ودفعت المستثمرين للإقبال على الذهب باعتباره ملاذا آمنا.
تحديث الأسعار
ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 2.2 بالمئة إلى 3493.41 دولار للأونصة (الأوقية) بحلول الساعة 0620 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس مستوى قياسيا مرتفعا عند 3500.05 دولار للأونصة في وقت سابق من الجلسة.
وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 2.3 إلى 2502.40 دولار، بحسب بيانات وكالة رويترز.
وقال تيم ووترر كبير محللي السوق في كيه.سي.إم تريد "أصبح المستثمرون يتجنبون الأصول الأميركية بشكل كبير وسط مخاوف إزاء الرسوم الجمركية و(الوضع) الدرامي بين ترامب وباول، وهو ما أبقى الذهب في وضع ممتاز للاستفادة من مشاكل الدولار".
جدد ترامب دعوته لخفض أسعار الفائدة على الفور أمس الاثنين محذرا من أن الاقتصاد الأميركي قد يواجه تباطؤا، في حين انتقد موقف باول المتمثل في إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير لحين اتضاح تأثير خطط الرسوم الجمركية على التضخم.
وواجهت أسواق الأسهم الآسيوية صعوبة في الحفاظ على استقرارها بعد عمليات بيع سريعة للأصول الأميركية أدت إلى إضعاف وول ستريت والدولار.
واتهمت الصين واشنطن أمس الاثنين بإساءة استخدام الرسوم الجمركية وحذرت الدول من إبرام اتفاقيات اقتصادية أوسع مع الولايات المتحدة على حسابها.
ويعتبر الذهب ملاذا آمنا في مواجهة حالة الضبابية الاقتصادية، وزاد قرابة 33 بالمئة منذ بداية العام.
وتترقب الأسواق تعليقات من عدة مسؤولين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، على أمل الحصول على مؤشرات حول مسار السياسة النقدية وسط مخاوف بشأن استقلال البنك المركزي.