المواطنين برشيد يقبلون على شراء الفسيخ والرنجة احتفالًا بشم النسيم

الفسخاني يعتبر من أقدم المهن المصرية، إذ تعود جذورها إلى العصر الفرعوني ، حين ارتبطت هذه المهنة بعيد شم النسيم الذي كان يحتفل به المصريون القدماء بتقديم الأسماك المملحة كطعام أو تقديمه كهدايا .
وشهدت محلات بيع الفسيخ و الأسماك المملحة والرنجة فى أسوق البحيرة إقبالا كبيرا من المواطنين الذين توافدوا منذ الصباح لشراء احتياجاتهم من الأسماك المملحة والأسماك بأنواعها استعدادا لعيد شم النسيم.
توافد المواطنين منذ الساعات الأولى من الصباح الباكر على محلات الفسيخ المنتشرة بقرى ومراكز البحيرة ، خاصة المحلات الشهيرة التي يثق المواطنون في جودة منتجاتها ونظافتها، وسط أجواء من البهجة والتحضيرات للاحتفال، حيث يتم تناول الأسماك المملحة خلال عيد شم النسيم والأعياد الٱخرى.
وتشتهر مدينة رشيد بمحافظة البحيرة بمهنة الفسيخ والسمك المملح، وذلك لإطلالها علي النيـل والبحر المتوسط، حيث شهدت مدينة رشيد، إقبالًا كبيرا من المواطنين على شراء الأسماك المملحة وعلى رأسها الفسيخ و الرنجة من الأسواق والمحلات، وذلك تزامنًا مع اقتراب أعياد الربيع وشم النسيم، حيث تُعد هذه الأطعمة من الطقوس القديمة في احتفالات المصريين بهذه المناسبة.
ومن أشهر المحلات المشهورة بصناعة الفسيخ بمدينة رشيد هى محلات السفاريتي ومحارم والكلا والديب وأبو العلا و فايد.
حيث شهد محل السفاريتى برشيد، إقبالا متزايدا من قبل المواطنين على شراء الفسيخ والسردين المملح والرنجة المدخنة،
فهو أقدم و أشهر المحلات بالمدينة لصناعة الفسيخ و الأسماك المملحة.
عدسة" الوفد " التقت بالحاج علي السفاريتي، صاحب محل السفاريتى و أحد أقدم وأشهر صناع الفسيخ بمدينة رشيد بمحافظة البحيرة، حيث فتح لنا خزائن أسرار المهنة التي ورثها أبا عن جد، وكشف لنا لماذا يُعد فسيخ رشيد الأطيب مذاقا والأعلى جودة على مستوى الجمهورية.
في بداية حديثه مع الوفد ، قال الحاج علي السفاريتي :"أن فسيخ رشيد له طعم ليس له مثيل"، وعن سر تميز فسيخ رشيد عن غيره، قال:" سر تفوق فسيخ رشيد بيبدأ من مصدر السمك نفسه، فإحنا بنتعامل مع سمك عايش في مياه نهر النيل الحلوة، وده بيفرق جدا في الطعم والجودة، إحنا ورثناها عن أجدادنا، وبقينا خبراء في كل تفصيلة فيها."
وتابع السفاريتي:"إحنا بنشتغل على السمك البوري البحر، وده نوعيته عالية وطعمه مميز، غير كده إحنا عندنا خبرة متراكمة في التمليح والتخزين، وكل حاجة ماشية بأصولها."
وبسؤاله عن الفرق بين سمك البورى والطوبار؟
أكد أنهما مختلفان فالبوري رأسه عريضة، والطوبار رأسه مسلوبة، أما السردين فهي سمكة منتشرة في كل مكان ومشهورة بملوحتها ، كل نوع وله زبونه وطريقته.
هل البراميل الخشبية تستخدم حتى الآن ؟
طبعا، مازلنا بنستخدم البراميل الخشب، لأنها بتحافظ على جودة الفسيخ، ومفيش حاجة بتعوضها.
أما عن طريقة تحضير الفسيخ وخطوات التمليح، فيصفها الحاج علي بدقة تظهر مدى حرص أهل رشيد على الحفاظ على الطريقة التقليدية:
أولًا: ينشر السمك في الشمس حتى يجف قليلًا.
ثانيًا: يوضع في برميل خشب، ويفرش قاعه بالملح الخشن، ثم عد ذلك، ترص طبقات من السمك، يتخللها رشات من الملح، حتى يمتلئ البرميل، ثم تضاف كمية قليلة من مادة "السنمورة" تشبه الكركم وتعطي لونا أصفر كهرمانيا، ثم يغطى السمك بقطع حجرية ثقيلة لكبسه جيدًا، مما يساعد على خروج السوائل الزائدة من داخله، ثم يغلف بجوال من الخيش، وتحكم غلقات البرميل حتى يمنع عنه الهواء، بعد عشرة أيام إلى أسبوعين، يصبح الفسيخ جاهزا للأكل.
وأكد على السفاريتي أحد اقدم وأشهر صانعي الفسيخ برشيد، علي ارتفاع طلب الأسماك المملحة قبل شم النسيم، مشيرا إلى تقديم عروض كبيرة على الأسعار، حيث يصل سعر كيلو الفسيخ إلى 250 جنيه إلى 350 جنيهاً، والرنجة من 100جنيه إلى 120 جنيهاً.
وأشار إلى ان الإقبال على الشراء غير مسبوق هذا العام لم يحدث من قبل سواء فى شم النسيم أو عيد الفطر، لافتا أن تناول الأسماك المملحة والمدخنة عادة قديمة يحرص عليها أهل البحيرة خلال الإحتفال بعيد الفطر المبارك وشم النسيم .
وأوضح السفاريتي بأن الأعياد تعتبر موسما لبيع الفسيخ علاوة على العيد الأهم للفسيخ، وهو عيد الربيع وشم النسيم الذي يباع فيه أطنان من الفسيخ وسط زحام كبير من أبناء البلد وخارجها، قائلاً: "الموضوع مش مجرد إن المواطن ييجي يشتري كيلو فسيخ ويدفع تمنه وخلاص، لا، الحكاية أكبر من كده، أنا محتاج المواطن أول ما يذوق الفسيخ، يحس بطعمه المميز ويرجعلي تاني، مش مرة وخلاص، المواطن اللي ينبهر بالشغل هو اللي هيجيب لي زبون تاني، وهنا بيبان أصول المهنة."
واختتم بائع الأسماك المملحة حديثه مع الوفد قائلاً:"لو كنا بنفكر بس في البيع والربح، من غير ما نهتم بالجودة ورضا الناس، مكانش هيبقى لاسمنا أي قيمة ولا كان استمر لحد النهاردة، لكن الحمد لله، بفضل الأمانة في الشغل وحب الناس، إحنا موجودين وبنفتخر بشغلنا."
وأكد أهالى رشيد أن تناول الفسيخ والأسماك المملحة والرنجة والسردين المملح تعد عادة قديمة توارثها الأجيال .
ويقول أحد المواطنين بأنه يحرص على شراء الفسيخ وتناوله هو وأفراد أسرته خلال شم النسيم، لافتا أن الأسعار تتراوح بين 300 جنيه و 350 جنيها للكيلو الواحد.
وأضاف الأهالي بأنهم يحرصون على شراء واكل الفسيخ والرنجة فى شم النسيم مع أولادهم وأحفادهم، مؤكدين أن عيد شم النسيم لا يحلو إلا بأكل الفسيخ والرنجة والأسماك المملحة بكافة أنواعها.
واضاف البعض في تصريحاتهم أنهم يحرصون كل عام على شراء الفسيخ من رشيد لما تتمتع به المدينة من شهرة في إعداد وتخزين الأسماك المملحة بطريقة تقليدية مميزة.
وأوضح أهالي رشيد بأن فسيخ رشيد له طعم مختلف، مؤكدن أنهم يحرصون على شراؤه من أماكن معروفة ومعتمدة حتى يضمنوا السلامة والجودة.
ويبقى الفسيخ من الأكلات الشعبية للمصريين يتوارثونها جيلا بعد جيل إلى جوار البصل على موائدها، وتظل محلات الفسيخ في رشيد شاهدة على تاريخ طويل من الإبداع في هذه الصنعة.












