كلمة حق
يقيناً، الفن هو مرآة حقيقية لرقى وتقدم الشعوب وتحضرها كما يعد انعكاسا لثقافتها وحضارتها وتاريخها، بالإضافة إلى أنه يعكس الصورة الواقعية والطبيعيك لأى بلد.
ويقينا أيضا على رأس أدوات القوة الناعمة يأتى الفن، بما له من تأثير خطير ومهم على الشعوب.
وتعتبر الريادة المصرية فى الفن وما تمثه من قوة ناعمة هى مدرسة تاريخية ظلت لعقود من الزمن لها توهجها كمنارة، وتمثل التعريف الحقيقى لهذا التأثير من خلال «القدرة على الحصول على ما تريد، عبر الإقناع، وليس الإكراه»، وأدواتها تتمثل فى الفن والثقافة، والقدرات الإعلامية، والمؤسسات التعليمية.
فى فترات زمنية زاد بريق الفن المصرى وازدهر إلى أن وصلت القاهرة الى اعتبارها هوليوود الشرق بالنسبة للسينما والدراما المصرية والعربية، وساهمت بشكل كبير فى رواج الشخصية المصرية، وباتت شعاع نور يضىء الشرق.
كل هذه الكلمات جيدة ومقدرة، ولكن السؤال الآن.. أين نحن من هذه القوة الناعمة؟، هل ما يقدم الآن من أعمال تلفزيونية وسينمائية تمثل مسار التنوير للدراما المصرية؟ بالطبع لا وألف لا.
عزيزى القارئ غزو العقول وتغيير المفاهيم أحدث أساليب الحروب الحديثة، التى تتخذ لهدم الأوطان، ولست هنا فى موضع اتهام لأحد ولكن التقويم من أجل الإصلاح.
وأول من ألقى حجرا فى المياه الراكدة كان الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى استشعر خطر ما يقدم من دراما على الشاشات المصرية، وتأثيرها على الأجيال القادمة... وقال السيسى خلال لقاء «المرأة المصرية والأم المثالية»، إن دور الفن والإعلام مهم جدا فى تشكيل الشخصية المصرية والذوق العام، مضيفا أنه تحدث فى هذا الأمر وطلب مراجعة وليس منعا.
وأوضح الرئيس أنه إذا كانت تكلفة صناعة الدراما تصل إلى 30 مليار جنيه فإن تأثيرها على المجتمع يبلغ أرقامًا كبيرة للغاية تنفقها الدولة فى أشياء أخرى.
دلالات معينة وقراءة لما بين السطور من كلمات رئيس مصر الذى يريد الحفاظ على الهوية الوطنية المصرية، لتظل القاهرة منارة للفن، وتظل اللغة واللهجة المصرية مفردات تتغنى بها كل شعوب العالم.
رسالتى الى صناع السينما أنتم أمناء على هذا الإرث التاريخى الكبير، وإن كان هناك من شذ على القاعدة فالتصويب مطلوب وفورى، من باب أن تأتى متأخر خيراً من ألا تأتى، فلابد من قراءة جيدة للمجتمع المصرى والوقوف على شكلٍ وطريقة وعادات ومورثات هذا المجتمع وصولا الى تحليل ذلك الواقع بهدف إبراز تلك القيم الأخلاقية والإنسانية وتصديرها إلى المشاهد المصرى والعربى مع رصد السلبيات وإيجاد الحلول لها فى سياق درامى يناسب الشاشة المصرى والأسر فى البيوت، نريد بناء أجيال واعية مدركة لعظمة الوطن وتغرس فيهم حب هذا البلد وتراثه وتقاليده الراسخة.
رسالة شكر للقائمين على تنفيذ توجيهات الرئيس السيسى وعلى رأسهم رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، المهندس المحترم، خالد عبدالعزيز، الذى اتخذ قرارا بإعادة تشكيل لجنة الدراما، برئاسة الكاتبة والناقدة الفنية ماجدة موريس، بهدف تصحيح المسار وإيجاد طريق مستقيم تسير عليه قاطرة الدراما المصرية، لتعود لمصر ريادتها الفنية وقوتها الناعمة.
لن أنسى الشكر والتقدير للكاتب الصحفى أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الذى اتخذ قرارات جريئة سواء فى ماسبيرو أو إذاعة القرآن والذى أعاد المصريين للتلفزيون المصرى والإذاعة المصرية، يستحق منا كل التقدير والاحترام.
أخيراً.. سأظل أبحث عن بصيص أمل وسط الشقوق والدروب، من أجل رفعة هذا الوطن والعبور إلى بر الأمان.
وللحديث بقية مادام فى العمر بقية.
المحامى بالنقض
رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ