الاحتلال يحاصر «الجمعة العظيمة».. وصلوات «ترامب» على حائط البراق

إسرائيل تواصل التطهير العرقى فى غزة
عكرمة صبرى والأب مصلح ينددان بتدنيس المقدسات الاسلامية والمسيحية
صعّدت حكومة الاحتلال الصهيونى أمس محارق الإبادة الجماعية لليوم الـ561 على التوالى ضد المدنيين والنازحين فى قطاع غزة، بالتزامن مع ارتكاب جرائم حرب ومجازر بشعة. وارتكب الاحتلال الإسرائيلى جريمة بشعة جديدة، جراء استهداف منزلا لعائلة «بركة» فى خان يونس جنوبا أسفرت عن استشهاد أكثر من 10 شهداء بينهم أطفال ونساء.
كما واصل محارقه مستهدفا الصحفيين والإعلاميين وارتفعت حصيلة شهداء الإعلام الفلسطينى، منذ بداية حرب الإبادة الجماعية فى قطاع غزة إلى 213 صحفيًا شهيدًا، عقب ارتقاء الصحفى الكاتب تامر مقداد، إثر قصف طائرات الاحتلال لمنزله فى منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة، ما أسفر أيضًا عن استشهاد عدد من أفراد عائلته.
وكان آخر الشهداء من الصحفيين، الزميلة فاطمة حسونة، يوم 16 أبريل الجارى، بعد عقب الجريمة التى ارتكبها الاحتلال باستهداف منزل عائلتها فى حى التفاح شرق مدينة.
وأصدر المكتب الإعلامى الحكومى الفلسطينى فى غزة تقريرًا إحصائيًا شاملاً يرصد حجم الكارثة الإنسانية والخسائر الناجمة عن حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، والذى دخل يومه الـ560 منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأكد أن عدد الشهداء والمفقودين تجاوز 62 ألفًا، بينهم 51,065 شهيدًا تم تسجيلهم فى المستشفيات، وأكثر من 11 ألف مفقود ما بين شهداء لم تُنتشل جثامينهم أو مصيرهم لا يزال مجهولًا.
وأوضح التقرير أن الاحتلال ارتكب أكثر من 12 ألف مجزرة، منها 11,859 مجزرة ضد العائلات الفلسطينية، وأباد بالكامل 2,172 عائلة بمجموع يفوق 6,180 شهيدًا، إضافة إلى 5,070 عائلة لم يتبق منها سوى فرد واحد فقط، بعد استشهاد ما يزيد على 9,280 من أفرادها. وبحسب الإحصائية، ارتقى خلال الحرب أكثر من 18 ألف طفل، من بينهم 892 طفلًا لم يبلغوا عامهم الأول، و281 رضيعًا وُلدوا واستشهدوا خلال الحرب.
واستشهد أكثر من 12,400 امرأة، فى وقت تجاوز فيه عدد المصابين 116,500 جريح، بينهم 4,700 حالة بتر، يشكل الأطفال ما نسبته 18% منها.
وأشار المكتب إلى استشهاد 1,402 من الكوادر الطبية، و113 من الدفاع المدنى، و211 صحفيًا، فيما استُهدف 748 عنصرًا من فرق تأمين المساعدات فى 157 هجومًا مباشرًا، فيما استُخرج 529 جثمانًا من سبع مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات.
وأظهر التقرير تدهورًا كارثيًا فى الأوضاع الصحية، حيث أصيب 2.13 مليون شخص بأمراض معدية بسبب النزوح القسرى، و71,338 حالة بعدوى التهاب الكبد الوبائى. وأكد وجود 60,000 سيدة حامل مهددة بسبب انعدام الرعاية الصحية، و22,000 مريض ينتظرون العلاج فى الخارج وسط استمرار منع الاحتلال لسفرهم.
كما وثق التقرير تدميرًا واسعًا للبنية التحتية، إذ دمّر الاحتلال نحو 165 ألف وحدة سكنية كليًا، و115 ألفًا بشكل بالغ، و200 ألف جزئيًا، إضافة إلى تدمير 828 مسجدًا و3 كنائس، و224 مقرًا حكوميًا، و206 مواقع أثرية وتراثية.
وعلى صعيد التعليم، استشهد 13 ألف طالب وطالبة و800 معلم وموظف تربوي، ودُمرت 506 مؤسسات تعليمية بين كلى وجزئى، فيما حُرم 785 ألف طالب من التعليم. كما شهد القطاع الصحى تدمير 38 مستشفى و81 مركزًا صحيًا، إضافة إلى استهداف 144 سيارة إسعاف، و54 مركبة دفاع مدنى، فيما تجاوزت خسائر الحرب المباشرة 42 مليار دولار، وسط دمار يطال أكثر من 88% من مساحة القطاع.
وحذر المكتب الإعلامى من كارثة إنسانية غير مسبوقة، نتيجة استمرار الحصار، ومنع إدخال الوقود والدواء والغذاء، داعيًا المجتمع الدولى إلى التحرك الفورى لإنهاء العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وأدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، فى المسجد الأقصى المبارك وباحاته، رغم القيود المشددة التى تفرضها شرطة الاحتلال على الوافدين إلى المسجد.
واقتحم الاحتلال صحن قبة الصخرة تزامناً مع خطبة الجمعة، فى وقت عرقلت وصول المصلين إلى المسجد الأقصى والمسيحيين إلى كنيسة القيامة. ونشرت قوات الاحتلال حواجزها الحديدية فى طريق الواد لعرقلة وصول المصلين إلى المسجد الأقصى. وأدى المرابطون المبعدون عن المسجد الأقصى صلاة الجمعة فى طريق المجاهدين بعد أن أبعدهم الاحتلال عن المسجد، وتوافد الفلسطينيون من مدينة القدس وضواحيها ومدن الضفة الغربية، إلى المسجد الأقصى المبارك لصلاة الجمعة فى باحاته.
واقتحم السفير الأمريكى الجديد لدى الاحتلال الإسرائيلى، «مايك هاكابى» حائط البراق فى المسجد الأقصى المبارك، بالتزامن مع تواصل اقتحامات المستوطنين للمسجد فى سادس أيام «عيد الفصح» اليهودى تحت حماية قوات الاحتلال.
وقال السفير الأمريكى من أمام حائط البراق حيث كان يرافقه عدد من المسؤولين والمستوطنين تحت حراسة أمنية مشددة، «أنا هنا لأؤدى صلاة كتبها الرئيس دونالد ترامب بنفسه».
ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية، عن السفير الأمريكى قوله: «يشرفنى أن أضع فى حجارة الحائط ورقة صلاة، دعاء، أمنية منحنى إياها الرئيس الأسبوع الماضي، من أجل القدس».
وأكد خطيب المسجد الأقصى، الشيخ «عكرمة صبرى»، أنّ ما شهده المسجد المبارك خلال أيام عيد الفصح «العبرى» من اقتحامات غير مسبوقة بدعم وغطاء مباشر من الحكومة الإسرائيلية، يُعد تحديًا صارخًا للوضع القائم وسابقة خطيرة.
وقال الشيخ «صبرى» أن هذه الانتهاكات تمثل سعيًا واضحًا من سلطات الاحتلال لفرض سيطرة وهمية على المسجد الأقصى، ومحاولة إيهام العالم أن السيادة فيه للإسرائيليين، وهو أمر مرفوض تمامًا من قبل الشعب الفلسطينى والأمة الإسلامية.
وأشار إلى أن هذه الإجراءات جاءت بالتزامن مع منع آلاف المسلمين من دخول المسجد الأقصى، ما يعدّ انتهاكًا صارخًا للحقوق الدينية والإنسانية، ويهدف إلى سحب صلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية، فى إطار خطة تصعيدية تهدف إلى تهويد المسجد المبارك.
وأكد الأب عيسى مصلح، المتحدث باسم كنيسة الروم الأرثوذكس بالقدس المحتلة، إن أى اعتداء إسرائيلى على المسجد الأقصى هو اعتداء على كنيسة القيامة، والعكس صحيح.
وأضاف الأب مصلح أن القيود الإسرائيلية التى تفرض على المسيحيين الفلسطينيين بعيد الفصح، هى ذاتها التى فرضت على المسلمين بشهر رمضان وبعيد الفطر.
واحتفلت الطوائف المسيحية، بـ«الجمعة العظيمة»، وتحتفل اليوم بـ«سبت النور» وتختتم غدا باحتفالات أحد الفصح.
وتجرى الاحتفالات فى كنائس المدينة وخاصة فى كنيسة القيامة بالبلدة القديمة إحدى أهم الكنائس المسيحية فى العالم، وسط انتشار قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلية فى البلدة القديمة ومحيط كنيسة القيامة.
كما طالب الأب مصلح مجلس الأمن الدولى وزعماء العالم والأمم المتحدة بالضغط على إسرائيل «حتى نستقل ونتحرر ونقيم دولتنا الفلسطينية، وعاصمتها القدس».
وشدد على أن أى اعتداء على المسجد الأقصى هو اعتداء على كنيسة القيامة، والعكس صحيح.