ماذا كان يفعل النبي يوم الجمعة؟

يوم الجمعة هو عيد المسلمين من كل أسبوع، إذ اختصه الله بفضائل لا توجد في غيره، وجعل له مكانة خاصة بين سائر أيام الأسبوع، فهو يوم اجتماع المسلمين للصلاة والذكر والدعاء، ويستحب فيه الإكثار من الطاعات، واتباع سنن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فضل يوم الجمعة
ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة".
[رواه مسلم وأبو داود والنسائي].
وقد سُمّي يوم الجمعة بهذا الاسم لاجتماع المسلمين فيه للصلاة، وقيل لأن الله جمع فيه خلق آدم، وقيل أيضًا لأنه جُمعت فيه فضائل عديدة.
سنن مستحبة في يوم الجمعة
من السنة أن يبدأ المسلم يومه بالاستيقاظ مبكرًا، ثم الاغتسال، والتطيب، ولبس أجمل الثياب، تمهيدًا للتوجه إلى المسجد مبكرًا لأداء صلاة الجمعة.
كما يستحب:
الإكثار من الصلاة على النبي، لقوله تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾
[سورة الأحزاب: 56]
وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
"من صلى على النبي يوم الجمعة مائة مرة جاء يوم القيامة وعلى وجهه نور، يقول الناس: أي شيء كان يعمل هذا؟".
قراءة سورة الكهف، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين"
[رواه الحاكم والبيهقي].
الإنصات للخطبة وعدم اللغو أثناء الاستماع، لقوله صلى الله عليه وسلم:
"إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت"
[رواه البخاري ومسلم].
ماذا كان يفعل النبي يوم الجمعة؟
ورد في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان:
- يقرأ سورة الكهف في ليلتها أو نهارها.
- يقرأ سورة الدخان، وسورة يس ليلًا.
- يكثر من الدعاء، وخاصة في آخر ساعة من الجمعة، لما فيها من استجابة.
- يغتسل ويتطيب ويقص أظافره ويلبس أجمل ثيابه.
- يخرج للصلاة مبكرًا.
سنة مهجورة: التبكير إلى صلاة الجمعة
رغم تأكيد النبي على فضل التبكير إلى المسجد لصلاة الجمعة، إلا أن كثيرًا من الناس هجروها. فقد ورد في الحديث:
"من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرّب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرّب كبشًا أقرن..."
[رواه البخاري ومسلم].
وقد فسرت دار الإفتاء المصرية "الساعات" هنا بأنها تقديرية تبدأ من طلوع الفجر حتى صعود الإمام للمنبر، مؤكدة أن المقصد هو التبكير قدر الإمكان.
يوم الجمعة فرصة عظيمة للتقرب إلى الله، وإحياء سنن النبي، ونيل الأجر المضاعف. فلنحرص على اغتنام هذا اليوم المبارك بطاعاته وآدابه، عسى أن نكون من المقبولين.