أذكار وأدعية مستحبّة بعد الصلاة.. باب واسع لفضل الله

الأذكار والأدعية التي تُقال بعد الصلوات المفروضة من السنن العظيمة التي حث عليها النبيّ صلى الله عليه وسلم، وهي باب واسع من أبواب الذكر، يغفل عنه كثير من المسلمين، رغم ما فيه من الفضل والأجر، وكونه من أسباب الطمأنينة وربط القلب بالله تعالى.
أذكار بعد الصلاة.. سنة نبوية مغفول عنها
ثبت في أحاديث عديدة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يداوم على أذكار مخصوصة بعد الصلاة، وكان يوصي بها أصحابه. وهي أذكار جامعة بين الاستغفار، والثناء على الله، وطلب الثبات والهداية، وفيها من الخير الكثير الذي يعين المسلم على مواصلة طريق الطاعة، ويُبقي قلبه متصلاً بربّه بعد أداء الفريضة.
ما هي الأذكار المستحبّة بعد التسليم؟
عند الانتهاء من الصلاة، يُسنّ للمسلم أن يبدأ أذكاره بقول:"أستغفر الله" ثلاث مرات،
ثم يقول:"اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام"،وهذا ما رواه الإمام مسلم عن ثوبان رضي الله عنه.
ثم يقرأ المسلم آية الكرسي، التي ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم:"من قرأ آية الكرسي دُبر كل صلاةٍ مكتوبةٍ، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت" (رواه النسائي وصححه الألباني).
بعد ذلك، يسبّح المسلم قائلاً:"سبحان الله" 33 مرة، "الحمد لله" 33 مرة، "الله أكبر" 33 مرة، ويُتمّ المئة بقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، وقد ثبت هذا الذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم، وهو من أحبّ الأذكار إلى الله.
أدعية مأثورة مستحبّة بعد الصلاة
إضافة إلى الأذكار، يُستحب للمسلم أن يدعو الله بعد الصلاة، سواء بأدعية مأثورة أو بما فتح الله عليه، ومن أبرز ما ورد من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة:"اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" (رواه أبو داود والنسائي)، "اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين"، "اللهم ثبت قلبي على دينك"،وغيرها من الأدعية الجامعة التي تزيد العبد قربًا من ربه.
فضل الأذكار بعد الصلاة
إن المحافظة على الأذكار عقب الصلاة، ليست مجرد عادة أو طقس ديني، بل لها أثرٌ بالغ في حياة المسلم، فهي تشرح الصدر، وتطمئن القلب، وتمحو الذنوب، وتزيد في الإيمان، وتحمي العبد من وساوس الشيطان.
وقد قال الله تعالى: "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون" [البقرة: 152]، وقال أيضًا: "واذكر ربك كثيرًا وسبّح بالعشي والإبكار" [آل عمران: 41].
وأكد العلماء أن هذه الأذكار بعد الصلاة تمثل استمرارية لعلاقة العبد بربه بعد الفريضة، وتمنحه طاقة إيمانية تُعينه على مواجهة الحياة بثبات وهدوء.
سنة الصحابة.. والاقتداء بهم
كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يحرصون على تعليم هذه الأذكار لأبنائهم، ويحثونهم على المواظبة عليها، معتبرين أنها من شعائر الدين الظاهرة التي ينبغي عدم التفريط فيها، وقد قال الإمام النووي في "الأذكار": "اعلم أن أفضل ما يُشتغل به عقب الصلاة هو ذكر الله تعالى".
الأذكار بعد الصلاة كنز من كنوز الطاعة، وسببٌ لرضا الله، وهي من أسهل العبادات وأعظمها أجرًا. فلنحرص على هذه السنّة، ولنعلّمها لأولادنا، ولنجعلها عادة لا نفارقها، حتى نكون من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، الذين وعدهم الله بالمغفرة والأجر العظيم.