رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

علاج النفس الأمّارة بالسوء.. الطريق إلى الاستقامة والتقوى

النفس الأمّارة
النفس الأمّارة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في حديثه عن النفس الأمّارة بالسوء: "النفس أمّارة بالسوء" وهي في الإسلام تبدأ من المرحلة الأولى في سلم النفس البشرية، حيث يسعى الشخص إلى تحقيق شهواته وملذاته، دون النظر إلى العواقب.

علاج النفس الأمّارة بالسوء.. الطريق إلى الاستقامة والتقوى

وتابع جمعة أن ذلك  يؤدي بالإنسان إلى الضعف النفسي والشعور بالفراغ الداخلي، هذه الفكرة تتقاطع مع ما ذكره بعض علماء النفس الذين قالوا إن الإنسان إذا استسلم للنفس الأمّارة بالسوء، فإنه سيظل في حالة من عدم الاستقرار الداخلي.

 مكافحة النفس الأمّارة والسعي لتطوير النفس

وفي المقابل، يطرح الدكتور علي جمعة تصورًا مختلفًا في علاج النفس، حيث يرى أن الطريق إلى النجاة يكمن في مكافحة النفس الأمّارة والسعي لتطوير النفس عبر مراحل من التوبة والتوبة المستمرة. 

يتطرق المفتي السابق إلى بعض مراحل النفس، فبعد النفس الأمّارة بالسوء، يصل الفرد إلى مرحلة "النفس اللوّامة" التي تلوم الشخص على ما فعله من أخطاء، ثم تليها مرحلة "النفس الملهمة" التي تلهم الشخص بفعل الخير، تليها مرحلة "النفس الراضية" التي تقبل على نفسها وتستقر في ظل إيمان بالله، ليصل الإنسان بعدها إلى "النفس المطمئنة"، وهي المرحلة العليا من الاستقرار النفسي.

علماء النفس الغربيين عن النفس

وأضاف الدكتور جمعة أن علماء النفس الغربيين مثل فرويد رأوا أن النفس تتسم بالسوء فقط، وهذا فيه إغفال للبعد الروحي في الإسلام، الذي يؤكد على وجود مراحل متعددة في النفس يمكن من خلالها الوصول إلى التسامح والسكينة والراحة النفسية، في ظل علاقة الإنسان بربه.

وفي حديثه عن التعامل مع النفس الأمّارة، أشار  جمعة إلى أن النفس تحتاج إلى التوجيه والتقويم، مثلما يُعنى الوالد بتربية الطفل، إذ يقول الشاعر البوصيري في بردته: "والنَّفْسُ كالطِّفْلِ إنْ تُهْمِلْهُ شَبَّ عَلَى * حُبِّ الرَّضَاعِ وَإِنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ"، مؤكداً على ضرورة تهذيب النفس وكبح جماحها بالاعتماد على الله وحده، وعدم الاستسلام للغريزة أو الهوى.

واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بتأكيده على أهمية العودة إلى الله بعد الوقوع في المعصية، قائلاً: "خير الخطّائين التوّابون". فالتوبة ليست فقط توبة فعلية، بل هي توبة قلبية، تستدعي الرجوع إلى الله والاعتراف بالأخطاء، ومواصلة السعي لتحسين النفس والتقرب إلى الله.