فى رحاب آية
قال تعالى: «لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ»
يحلّ عيد الفطر بعد شهرٍ من الصيام والجهاد مع النفس، حيث انتصر المؤمنون على الشهوات، ليخرجوا أنقى وأقرب إلى الله. وكما يفرحون بنصر الله بعد الصبر، يفرحون يوم العيد بجائزة الطاعة، فيتجلى الفرح الإيمانى الحقيقي.
رمضان.. ساحة الجهاد الروحي
كان شهر رمضان مضمارًا للمجاهدة، حيث حارب الصائمون نوازع النفس، وتغلبوا على عاداتهم، وأثبتوا لأنفسهم قبل غيرهم أنهم قادرون على السمو فوق متطلبات الجسد، والانتصار فى معركة الإرادة، فمن قام وصام، وغض بصره، وضبط لسانه، فقد عبر ميادين الصبر بقلب ثابت، ونفس مطمئنة.
يوم الجائزة والفرح
وكما وعد الله المؤمنين بالنصر بعد الصبر، جاء يوم العيد ليكون فرحة عظيمة تعكس هذا النصر الروحى، فرحة الطاعة والإنجاز، وفرحة القرب من الله، حيث يشعر الصائم أنه قد ارتقى درجة فى سلم التقوى، وفى هذا يتجلى المعنى العميق لقوله تعالى: «وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ»، فنصر الله هنا هو التوفيق إلى الطاعة، والقوة على ضبط النفس، والخروج من رمضان بروحٍ أقوى وإيمان أعمق.
كيف نعيش هذه الآية فى العيد؟
الفرح بالطاعة لا بالمعصية: العيد ليس انفلاتًا من الضوابط، بل هو فرحة مشروعة بتمام العبادة.
صلة الأرحام والتسامح: كما جاهدنا أنفسنا على الصيام، فلنجاهدها على العفو والتواصل مع الأحباب.
استمرار الطاعة بعد رمضان: كما لم ينقطع نصر الله، لا ينبغى أن ينقطع سلوكنا الإيمانى بانتهاء الشهر.