بينما تنشغل قطر بتلميع صورتها الملطخة في الشرق الأوسط، تتكشف فضيحة "قطر غيت" لتفضح الدور القذر الذي تلعبه الدوحة في تمويل الحملات الإعلامية وشراء الولاءات السياسية. هذه الفضيحة ليست مجرد معركة داخل إسرائيل، بل هي دليل إضافي على كيف تحولت قطر إلى أداة لخدمة أجندات مشبوهة تهدد استقرار المنطقة وتضرب الدور المصري الرائد في العمق
منذ سنوات، وقطر تحاول أن تصنع لنفسها دوراً أكبر من حجمها، عبر الأموال والصفقات المشبوهة. فبينما تدعي دعم القضية الفلسطينية، نجدها في الوقت نفسه تتودد لإسرائيل وتنسج معها خيوط المصالح، ضاربة بعرض الحائط حقوق الفلسطينيين الذين تدّعي نصرتهم. الأموال القطرية التي دخلت غزة لم تكن دعماً خالصاً، بل كانت مشروطة، تخدم مصالح الاحتلال أكثر مما تخدم المقاومة
فضيحة "قطر غيت" كشفت أن المسؤولين القطريين لم يكتفوا فقط بدعم إسرائيل في السر، بل إنهم دفعوا رشاوى لمستشارين مقربين من نتنياهو بهدف الترويج للدوحة داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية، وضمان استمرار نفوذها. الأموال القطرية لم تكن بريئة، بل جاءت كوسيلة لشراء التأثير داخل إسرائيل، وهو ما يثير تساؤلات خطيرة حول مدى تورط قطر في رسم السياسات الإسرائيلية بما يخدم أجندتها الخاصة
تسعى قطر بكل الوسائل إلى تقليل الدور المصري في القضية الفلسطينية، لكنها تفشل في كل مرة. مصر ليست بحاجة إلى شراء أدوار، فمواقفها محفورة في تاريخ الصراع، بدماء شهدائها الذين سقطوا دفاعاً عن فلسطين. على العكس، قطر لم تقدم شيئاً سوى التصريحات الرنانة والصفقات المشبوهة، متناسية أن مصر هي الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط، ولا يمكن لأي أموال أو تآمر أن يغير هذه الحقيقة
كلما حاولت الدوحة إخفاء علاقتها بإسرائيل، تكشف الحقائق أن هذه العلاقة قائمة على تبادل المصالح، فبينما تهاجم الإعلام الممول قطرياً مصر والدول العربية، يلتزم هذا الإعلام الصمت أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بل ويتبنى أحياناً روايته. لقد حان الوقت ليعرف الجميع أن الدوحة ليست إلا أداة تخريب في يد قوى كبرى، تنفذ أجندات لا تخدم إلا أعداء العرب
لم تكن فضيحة "قطر غيت" سوى حلقة جديدة في مسلسل الفساد القطري، حيث استخدمت الدوحة المال السياسي كسلاح للنفوذ. الأموال التي دفعتها قطر لم تكن مجرد مساعدات، بل كانت رشاوى مباشرة للمسؤولين الإسرائيليين لضمان تمرير أجندتها. لقد أصبحت الرشاوى القطرية وسيلة للسيطرة على القرار السياسي في أماكن عدة، بداية من تل أبيب وحتى العواصم الغربية، مما يثير التساؤلات حول حجم التدخل القطري في الشؤون الداخلية للدول
إن "قطر غيت" ليست سوى نقطة في بحر التآمر القطري على المنطقة. وعلى الشعوب العربية أن تدرك أن من يدفع أموالاً للسيطرة على الإعلام ولشراء الولاءات، لا يمكن أن يكون صادقاً في دعمه للقضايا العادلة. أما مصر، فستبقى كما كانت دائماً، السد المنيع ضد كل من يحاول العبث باستقرار المنطقة، ولن تنجح قطر أو غيرها في تغيير هذه الحقيقة الراسخة