رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

قضية ورأي

لا يضير الله كفر أحد، فحرية الاعتقاد مكفولة فى الدنيا.. والجنة والنار مؤجلان.

ولعل مفهوم «الكفر»، يختلف من منظور دينى لآخر. فما يعتبره دين ما كفرًا، قد لا يعتبره دين آخر كذلك..

المهم.

فى القرآن، ترفع كبير عن حشد الناس على ملة واحدة، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. والجزاء فى الآخرة.

والدنيا متاع، يعطيها الله للجميع.. «وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ».

والأمر نفسه فى المسيحية، فالفريسيون عندما سألوا السيد المسيح: «أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لا؟ فأجابهم: «أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله»

فالمسيحية تشدد على حرية الإرادة والاختيار، وتعتبر الإيمان مسألة قلبية نابعة من قناعة شخصية.

كذلك اليهودية.. فالعهد الجديد لا يجيز الإكراه فى الدين.

فى الشرائع السماوية، يبقى الإيمان الحقيقى ينبع من.القلب وليس بالإجبار.

لكن أتباع الشرائع، اضطهدوا بعضهم البعض، وشهدت العصور المختلفة محاكم تفتيش إجرامية، واضطهادات لا تزال مسطرة فى التاريخ، وبعضها ارتكبه المسلمون ضد المسيحيين فى أوروبا وآسيا ومنها مذابح الأرمن التى طالت نحو مليون أرمينى، خلال القرن الماضى، منهم الشيوخ والأطفال والنساء الذين أجبروا على التهجير فى مسيرات الموت.

قبلها بقرون، كانت أسبانيا مسرحًا مماثلًا لجرائم مسيحية أبشع فى حق المسلمين، ولا تزال متاحف أوروبا تعج بنماذج مرعبة من آلات الحرق وتكسير العظام، والتعذيب الوحشى، وأشهرها كرسى حديدى به 1500 مسمار، يجلس عليه الضحية ويتم تجريده من ملابسهِ وربطه، ثم توضع أثقال فوق جسِمه حتى تخترقه المسامير جميعها وتفتت عظامه.

أما اليهود، فقد ذاقوا العذاب مرات، وأذاقوه هم لغيرهم، ولا تزال غزة نموذجا.

وربما تكون معاناتهم من الاضطهاد فى العديد من البلدان، أثرت على نظرتهم لحرية الاعتقاد، فأصبحوا يتحالفون ضد الأقليات.

ولعل شراهة قتل إسرائيل للمدنيين بالقوة المفرطة، تعكس كراهية عقائدية، لا تقيم وزنا للمسلمين، وتصنفهم جميعا على أنهم خطر لا يمكن تركه يتنفس.

حتى أبناء الشريعة الواحدة كفروا بعضهم، ولا زلت أتذكر ملفات جماعات «التكفير والهجرة» و»الناجون من النار» التى كانت تنشرها «الوفد» فى الثمانينيات والتسعينيات، بيت القصيد هنا، ليس مناقشة قضية الكفر والإيمان فى الشرائع السماوية والاديان فى العالم، وإنما المرعب هو أن يفقد العالم الغربى قيمه الإنسانية والديمقراطية لصالح اليمين الأمريكى.

ولعل وشم وزير الدفاع الأمريكى بيت هيغسيث، بكلمة «كافر» المكتوبة باللغة العربية على ذراعه، جدد الأحزان على ما آل إليه العالم الغربى الذى دحر النازية قبل 80 عاما باسم الحرية، ويعود اليوم متشبعا بالكراهية ضد المسلمين العرب.

فالكلمة كانت ستصبح عابرة، لو أن بيت هيغسيت شخص عادى.. باعتبار ان الكفر والإيمان مسألة تخص صاحبها.

لكن هذه الذراع المكتوبة عليها «كافر « تتحكم فى 3750 قنبلة ورأسا نوويا، وتوقع على ميزانية قيمتها 895 مليار دولار، وتدير 11 حاملة طائرات، و4000 طائرة، و38 قاعدة عسكرية تطوق العالم.

ربما يكون الشعب الأمريكى قادر على حماية قيمه الليبرالية على أراضى الولايات المتحدة، ويستطيع ترويض دونالد ترامب، ونزع أنيابه فى وقت ما.. لكن بلا شك، لا يملك باقى العالم قوة تكفى لوقف تعصب الإدارة الأمريكية الجديدة ضد المسلمين.

وحتى يحدث ذلك، ستسيل دماء مدنيين أبرياء بقنابل أمريكية، فى فلسطين وسوريا ولبنان واليمن والعراق وقريبا إيران.

إنها قنابل بتوقيع الوزير الكافر.