رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

ما الحكمةُ من وَصْفِ العَذابِ بالإهانَةِ فى قَوْلِه: ﴿ﮥ‭ ‬ﮦ‭ ‬ﮧ﴾؟
وَصْفُ العَذابِ بالإهانَةِ فى هذه الآيَةِ؛ لوَجْهَيْنِ: 

الأول: أنَّه جاءَ رَدًّا على مَظِنَّةِ حُصُولِ العِزَّةِ فى هذه الدَّارِ الفانِيَةِ؛ لأنَّه لَمَّا كانَ الرُّجُوعُ المُسْفِرُ عن السَّلامةِ مَظِنَّةً لعِزِّهِم عُوِّضُوا ذلك الإهانَةُ الدَّائِمَةُ، فقالَ عز وجل: ﴿ﮥ‭ ‬ﮦ‭ ‬ﮧ‭ ‬﴾. 
الثاني: أنَّه جاءَ رَدًّا على ما يُمْكِن أنْ يكونَ مَنْشَأً لحُسْبانِهِم، وهو أنَّهم أَعِزَّةٌ لَدَيْهِ عز وجل بسَبَبِ إمْلائِه لهم، فجاءَ الرَّدُّ عليهم بما يُضادُّ ذلك وهو الإهانَةُ وليس القُرْب والمَكانَة. 
لِمَ خُتِمَت الآيَةُ بقَوْلِه: ﴿ﮥ‭ ‬ﮦ‭ ‬ﮧ‭ ‬﴾؟ 
لأنَّه ذَكَرَ فى مَطْلَعِها الإمْلاءَ، وهو الإمْتاعُ بالمالِ والبَنينِ والصِّحَّةِ؛ مِمّا كانَ سَبَبًا لتَكَبُّرِهِم وتَعَالِيهِم؛ فناسَبَهُ بَيانُ أنَّ مآلَ هذا الإملاءِ إهانَتُهُم بالعَذابِ الذى يُهِينُ الجَبابِرَةَ. 
 لِمَ تَنَوَّعَــت أوصـافُ العَــــــذابِ فى مَـقاطِـــــعِ هذه الآيـاتِ الثَّــــــلاثِ: بـ﴿ﮅ ﮆ﴾، ﴿ﮒ‭ ‬ﮓ﴾، ﴿ﮦ ﮧ﴾ فى الآيَاتِ: [آل عمران: 176، 177، 178]؟ 
وَصَفَ تَعَالَى عَذَابَهُ فِى مَقَاطِعِ هَذِهِ الْآيَاتِ الثَّلَاثِ: بِعَظِيمٍ، وَأَلِيمٍ، وَمُهِينٍ. وَلِكُلٍّ مِنْ هَذِهِ الصِّفَاتِ مُنَاسَبَةٌ تَقْتَضِى خَتْمَ الْآيَةِ بِهَا كَمَا يأتي: 
أَمَّا الْأُولَى فَإِنَّ الْمُسَارَعَةَ فِى الشَّيْءِ وَالْمُبَادَرَةَ فِى تَحْصِيلِهِ وَالتَّحَلِّى بِهِ يَقْتَضِى جَلَالَةَ مَا سُورِعَ فِيهِ، وَأَنَّهُ مِنَ النَّفَاسَةِ وَالْعِظَمِ بِحَيْثُ يَتَسَابَقُ فِيهِ، فَخُتِمَتِ الْآيَةُ بِعِظَمِ الثَّوَابِ وَهُوَ جَزَاؤُهُمْ عَلَى الْمُسَارَعَةِ فِى الْكُفْرِ إِشْعَارًا بِخَسَاسَةِ مَا سَابَقُوا فِيهِ. 
وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَإِنَّهُ ذَكَرَ فِيهَا اشْتِرَاءَ الْكُفْرِ بِالْإِيمَانِ، وَمِنْ عَادَةِ الْمُشْتَرِى الِاغْتِبَاطُ بِمَا اشْتَرَاهُ وَالسُّرُورُ بِهِ وَالْفَرَحُ، فَخُتِمَتِ الْآيَةُ لِأَنَّ صَفْقَتَهُ خَسِرَتْ بِأَلَمِ الْعَذَابِ، كَمَا يَجِدُهُ الْمُشْتَرِى الْمَغْبُونُ فِى تِجَارَتِهِ. 
 وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَإِنَّهُ ذَكَرَ الْإِمْلَاءَ وَهُوَ الْإِمْتَاعُ بِالْمَالِ وَالْبَنِينِ وَالصِّحَّةِ وَكَانَ هَذَا الْإِمْتَاعُ سَبَبًا لِلتَّعَزُّزِ وَالتَّمَتُّعِ وَالِاسْتِطَاعَةِ فَخُتِمَتِ الْآيَةُ بِإِهَانَةِ الْعَذَابِ لَهُمْ. وَأَنَّ ذَلِكَ الْإِمْلَاءَ الْمُنْتَجَ عَنْهُ فِى الدُّنْيَا التَّعَزُّزُ وَالِاسْتِطَالَةُ مَآلُهُ فِى الْآخِرَةِ إِلَى إِهَانَتِهِمْ بِالْعَذَابِ الَّذِى يُهِينُ الْجَبَابِرَةَ.
وسبحان من هذا كلامه

[email protected]