«أخلاقنا.. نور طريقنا في رمضان»
الأخلاق في التعامل مع الناس: حسن الجوار

شهر رمضان المبارك هو شهر التراحم والتكافل، شهر تزداد فيه فرص التقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة، ومن أعظم هذه الأعمال حسن الجوار، فالجار هو أقرب الناس إليك، وهو الذى يشاركك أفراحك وأحزانك، وهو الذى يقف بجانبك في الشدائد والمحن، وفى هذا الشهر الفضيل، تتجلى أهمية حسن الجوار في أبهى صورها، حيث يتسابق الناس إلى فعل الخيرات، وإلى مساعدة بعضهم البعض.
ومفهوم حسن الجوار فى الإسلام، هو معاملة الجار بالمعروف، وكف الأذى عنه، والإحسان إليه بالقول والفعل، ويشمل حسن الجوار جميع الجيران، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، أقارب أو غير أقارب.
وفضل حسن الجوار عظيم فى الإسلام، فهو من أحب الأعمال إلى الله تعالى، ويجلب البركة والخير، ويدفع البلاء والمصائب، كما أن حسن الجوار يقوى الروابط الاجتماعية، ويزيد من تماسك المجتمع، وأيضا حسن الجوار سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، كما جاء فى آيات القرآن الكريم عن حسن الجوار، قال تعالى: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَذِي الْقُرْبَىٰ الْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا» (النساء: 36).
وفى الأحاديث النبوية الشريفة عن عائشة رضى الله عنها، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» (رواه البخارى ومسلم)، وعن أبى شريح أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن» قيل: من يا رسول الله؟ قال: «الذى لا يأمن جاره بوائقه» (رواه البخارى).
وتطبيق حسن الجوار فى الحياة اليومية، خاصة في رمضان، يبدأ بتبادل التهانى والتبريكات بمناسبة شهر رمضان المبارك، وتبادل الأطعمة والمشروبات، خاصة فى وقت الإفطار، ومساعدة الجيران المحتاجين، وتقديم الدعم لهم، والمشاركة فى الأعمال الخيرية التى تخدم المجتمع، وكف الأذى عن الجيران، وعدم إزعاجهم، وزيارة الجيران وتفقد أحوالهم، خاصة في رمضان، فهو شهر الرحمة والتكافل، وهو فرصة عظيمة لتعزيز العلاقات مع الجيران، واستغلال أوقات رمضان فى فعل الخيرات، ومساعدة الجيران المحتاجين، والإكثار من الدعاء للجار بالتوفيق والصلاح.
إن حسن الجوار من أعظم الأخلاق التى حث عليها الإسلام، وهو من أهم عوامل بناء مجتمع متراحم متكافل، فلنجعل من شهر رمضان المبارك فرصة لتعزيز علاقاتنا مع جيراننا، ولنكن قدوة حسنة فى حسن الجوار، حتى ننال رضا الله تعالى، ونعيش فى مجتمع يسوده الحب والوئام.