هَذَا رَأْيِي
تحاول الحكومة منذ فترة التحول من الدعم العينى للمستحقين إلى الدعم النقدى.. ومع حالة عدم الثقة بين المواطن والحكومة يتخوف أصحاب الدخول المحدودة من أى خطوة تعلن عنها الحكومة بدعوى دعم محدودى الدخل.. آخر هذه الخطوات التى قامت بها الحكومة هى دعم نقدى لمحدودى الدخل يصرف لأصحاب البطاقات التموينية لمدة شهرين مارس وأبريل ٢٠٢٥ بواقع مائة جنيه لأصحاب البطاقات الفردية وما دون ذلك مئتان وخمسون جنيهًا.. الغريب أن هذا الدعم الذى لا يذكر تم منحه للبعض من أصحاب البطاقات دون البعض الآخر ما يزيد من حالة عدم الثقة بين المواطن والحكومة.. تصرفات الحكومة وسلوكها يتطلب من نواب الشعب مسألة الحكومة عن تلك التصرفات وهذا السلوك.. دعم محدودى الدخل أمر حتمى على الحكومة فى ظل طلبات صندوق النقد الدولى لرفع الدعم والتخلص من عبء هذا الدعم الذى يقدم لمحدودى الدخل والذى أصبح لا قيمة له فى ظل تطبيق مطالب الصندوق التى تأتى بآثار سلبية على المواطن فى تكلفة كافة مناحى الحياة.. التحول من الدعم العينى إلى الدعم النقدى خطوة محفوفة المخاطر..
الدعم العيني الجاري قد أصبح الآن وهمًا كبيرًا، فمن المؤكد أن الدعم النقدى المزمع التحول إليه سوف يكون وهمًا أكبر، وسوف يمنح الحكومة فرصة للعبث بهذا الدعم بطرق شتى.. الدعم العينى هو الأفضل على أن تصحح بعض ما به من أخطاء.
> نأتى إلى مسألة أخرى وهى حديث كل عام وجدل نعيشه فى إخراج زكاة الفطر خاصة مع بعض الجماعات السلفية وهل نخرجها عينية أم نقدية؟
دون الدخول فى تفاصيل أو تفاسير فإن الأصل فى أداء زكاة الفطر إخراجها طعمة (من متاع أهل البلد).
كما يجوز إخراجها نقدًا (مذهب الإمام الأعظم أبوحنيفة ووافقه الإمام البخاري.. وعليه يجوز إخراجها نقدًا إذا اقتضت حاجة أو مصلحة. دار الافتاء المصرية أجازت أن تؤدى زكاة الفطر نقدًا لعموم الفائدة.. هذا القول وهو جواز إخراج زكاة الفطر نقداً عند الحاجة أو المصلحة أقرب هذه الأقوال إلى الصواب؛ لما فيه من الجمع بين الأدلة، وتحقيق المصلحة ودفع المشقة، فالأصل هو إغناء الفقير في ذلك اليوم عن السؤال ونحوه، ومما هو معلوم أن ذلك يحدث في إخراجها نقدًا، ومن أخرجها طعمة فهو الأصل ولا بأس وإن كان في أيامنا إخراجها نقدا أفضل للمسلم وأحسن انتفاعًا بها فلا تضيقوا على الناس! ولا تفرضوا على الناس مذهبكم فأنتم أحرار فى أداء زكاتكم ولكنكم لا تصادروا على حرية الناس فى أداء زكاتهم .. إخراج زكاة الفطر بالمال أفضل لتحقيق مقصود الحديث النبوي «أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم».
إخراجها بالمال يحقق إغناء الفقير عن السؤال في يوم العيد.. الزكاة النقدية تمكن الفقير من شراء ما يحتاجه بدلًا من أن تكون لدي الفقير عشرات الأكياس من التمر والأقماح وما شابه فيضطر لبيعها بأبخس الأثمان للتجار الذين يكسبون في البيع والشراء معاً.. في أيامنا هذه إخراجها نقدًا أفضل للمسلم وأحسن انتفاعًا بها فاتقوا الله فيما تفعلون ولا تضيقوا على الناس!
وخلاصة القول خلوها عينى يا حكومة، ونقدى جائز يا سلفيين.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير.
[email protected]