رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى


> لِمَ عَبَّرَ بالفَضْلِ دُونَ الإحسان في قوله عز وجل: ﴿وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ﴾ ﮊ وما الحكمةُ من تَنكِيرِه؟ 
> (الفَضْلُ) هو: الزِّيادَةُ، والإفْضَالُ: الإحْسَانُ، وبَيْنَهُما فَرْق؛ فالإفْضَالُ بَذْلُ ما لا يَجِبُ على المَرْءِ، أو تَرْكُ ما يَجِبُ لَهُ، و(الإحْسانُ): الفِعْلُ الحَسَنُ؛ سَواءٌ كانَ واجبًا وعَدْلًا أو نافِلَةً وزائدًا على العَدْلِ، و(الإنْعامُ) يَقْتَضِي ما يَتَنَعَّم بِه المُنعَمُ عليه. 
وفي التَّعبيرِ بـ(الفَضْلِ) دُونَ  الإحسان أَوْجُهٌ: 
> الأول: أنَّه لَمَّا كانَ (الإحْسانُ) قد يكون واجِبًا وغَيْرَ واجِبٍ، و(الفَضْلُ) لا يكون واجِبًا على أَحَدٍ، وإنَّما هو ما يُتفضَّلُ بِه من غَيْرِ سَبَبٍ يُوجِبه؛ كانَ التَّعبيرُ به أَنْسَبَ في حَقِّ الله عز وجل؛ لأنَّه عز وجل لا يَجِبُ عليه شَيءٌ تِجاهَ خَلْقِه. 
> الثاني: لفظ أنَّ (الفَضْلَ) أعمُّ من (الإحْسانِ) لأنَّ (الإحسان) قد يكون واجِبًا، أمَّا (الفَضْلُ) فيَتَناوَل تَرْكَ ما وَجَب، وإعْطاءَ ما لا يَلْزَم، ولهذا قِيلَ: (الفَضْلُ فَوْقَ العَدْلِ)، وقِيلَ: (الكَرَمُ في الفَضْلِ لا في العَدْلِ). 
> الثالث: أنَّه لَمَّا كانَ (الفَضْلُ) يَشْمَل إعْطاءَ الخَيْرِ، والمُعامَلَةَ بالرَّحْمَةِ؛ ناسَبَ التَّعبيرُ بِه حالَ المُؤْمِنينَ بَعْدَ تَفَضُّلِ الله جَلَّ وعَزَّ عليهم بزِيادَةِ الإيمانِ، وبما لَحِقَهُم من نِعْمَةِ السَّلامَةِ، وفَضْلِ الجِهادِ. 
> الرابع: أنَّه لَمَّا كانَ (الفَضْلُ) هو الزِّيادَةُ، ناسَبَ التَّعبيرُ به ما وَقَعَ للمُسْلِمِينَ من الزِّيادَةِ في الإيمانِ، والزِّيادَةِ في نَصْرِهِم؛ بفِرارِ المُشرِكِينَ مِن المَعْرَكَةِ، وبرُجُوعِهِم سالِمِينَ مِن الجُروحِ والقَتْلِ. 
وأمَّا الحكمةُ مِن تَنكِيرِ  ﴿فَضْلٍ﴾ فهي إفادَةُ كَثْرَتِه، التي لا تَقْتَصِر على أَمْرِ الدُّنيا، وإنَّما تَشْمَل أَمْرَ الآخِرَةِ أيضًا. 
> لِمَ خُتِمَت الآيَةُ بقوله عز وجل: ﴿وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ﴾؟ 
في خِتامِ الآيَةِ الكَريمَةِ بقوله عز وجل: ﴿وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ﴾ وجهان:
> الأول: أنَّه خِتامٌ قُصِدَ به تَحْذِيرُ المُتَخَلِّفِ عن المَعْرَكَةِ، وتَخْطِئَةُ رَأْيِه، حَيْثُ حَرَم نَفْسَهُ مِمّا رَجَعَ بِه المُؤْمِنُونَ من الخَيْرِ الكَثِير. 
> الثاني: أنَّ هذا الخِتامَ مُناسِبٌ لقوله عز وجل: ﴿فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وفَضْلٍ﴾ٍ ومُقَرِّرٌ لِمَا سَبَقَ من جَمِيلِ فِعلِ الله بالمُؤْمِنِينَ؛ حَيْثُ تَفَضَّلَ عليهم بالتَّيْسِيرِ والتَّوْفِيقِ فيما فَعَلُوه، وبالثَّوابِ الجَزيلِ لِمَا قَدَّمُوه، مع تَحْسِيرِ مَنْ تَخَلَّفَ عن الخُرُوجِ. 
وسبحان من هذا كلامه

[email protected]