آبل تؤجل إطلاق Siri الذكي وتستعد لإعادة تصميم iOS وmacOS
مع انتهاء سلسلة إصدارات الأجهزة الجديدة من آبل، بدأت الشركة في التركيز على البرمجيات، حيث كشفت أخيرًا عن تأجيل طرح النسخة الأكثر ذكاءً من Siri المدعومة بتقنيات Apple Intelligence. في الوقت ذاته، تتزايد التوقعات حول إعادة تصميم شاملة لمنصات آبل البرمجية، بما في ذلك iOS 19 وmacOS 16، والمقرر الكشف عنها في مؤتمر المطورين العالمي (WWDC) في يونيو المقبل.
توقعات بتحديثات مرئية كبيرة لنظامي iOS وmacOS
تشير مصادر موثوقة إلى أن آبل تعمل على إعادة تصميم مرئي واسع لأنظمتها التشغيلية. اليوتيوبر الشهير جون بروسر كشف في مقطع فيديو نُشر في يناير أن تطبيق الكاميرا في iOS الجديد سيحصل على تغييرات كبيرة، مع عناصر مستوحاة من نظام VisionOS الذي يشغّل نظارة Vision Pro.
وأكد الصحفي مارك جورمان من بلومبرج أن تحديثات iOS 19 وiPadOS 19 وmacOS 16 ستجلب تغييرات جذرية في الشكل، مع توحيد عناصر التصميم بين جميع أنظمة آبل. وأشار إلى أن VisionOS قد يكون المصدر الأساسي لإلهام هذا التصميم الجديد.
إذا صحت هذه التوقعات، فسيكون هذا أول تحديث بصري رئيسي لنظام iOS منذ iOS 7 في عام 2013، عندما غيرت آبل واجهتها بالكامل. ورغم التحديثات التدريجية التي قدمتها آبل منذ ذلك الحين، فإن خطوة كبيرة مثل هذه قد تجعل أنظمة آبل تبدو أكثر انسجامًا مع أجهزتها الحديثة.
تأجيل Siri الذكي يثير الجدل داخل آبل:
على الجانب الآخر، تواجه آبل تحديات كبيرة في تطوير مساعدها الذكي Siri. كان من المفترض أن يشكّل Siri الجديد نقلة نوعية في الذكاء الاصطناعي الشخصي، مع قدرات متقدمة مثل فهم التطبيقات بشكل أعمق، وإجراء مهام معقدة مثل البحث عن الصور واستخراج المعلومات منها.
لكن وفقًا لتقارير بلومبرج، فإن فريق Siri داخل آبل يعاني من اضطرابات داخلية، إذ وصف مدير المشروع روبي ووكر تأجيل الميزة بأنه "محرج"، مؤكدًا أن التسرع في الإعلان عن الميزة قبل جاهزيتها تسبب في المزيد من المشاكل.
المعلق التقني جون جروبر كان من بين المنتقدين لهذا التأجيل، مشيرًا إلى أن آبل لم تعرض أبدًا أي دليل عملي على ذكاء Siri الجديد، بل اكتفت بمقاطع فيديو ترويجية في مؤتمر WWDC 2024. يرى جروبر أن Siri الذكي لم يكن أكثر من مجرد "برنامج وهمي" تم الترويج له دون أن يكون جاهزًا.
هل تسعى آبل لإلهاء المستخدمين عن مشاكل الذكاء الاصطناعي؟
مع تأجيل Siri وعدم تحديد موعد واضح لإطلاقه، تتساءل الأوساط التقنية عما إذا كانت آبل تحاول صرف الانتباه عن مشاكلها في الذكاء الاصطناعي عبر الترويج لإعادة التصميم المرئي لنظامي iOS وmacOS.
ورغم أن التغييرات البصرية قد تكون ضرورية، فإن المستخدمين ينتظرون تحسينات عملية في الأداء والوظائف. فبدون Siri الذكي، يبدو أن آبل تركز أكثر على الشكل بدلاً من تقديم تحديثات جوهرية.
ما التالي لآبل؟
بينما ينتظر المستخدمون مؤتمر WWDC 2025 لمعرفة تفاصيل iOS 19 وmacOS 16، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن آبل من تقديم Siri الجديد في الوقت المناسب، أم أن ذكاء Apple Intelligence سيظل مجرد وعد مؤجل؟
بالتأكيد، التحديثات البصرية ستجعل الأنظمة تبدو جديدة، لكنها لن تعوّض عن التأخير المستمر في تطوير الذكاء الاصطناعي. إذا أرادت آبل الحفاظ على ريادتها، فعليها معالجة هذه التحديات بجدية قبل محاولة بيعنا واجهة جديدة.