رغم الغلاء خير رمضان مُستمر
مبادرات شبابية لدعم المحتاجين عبر «الواتس» و«الفيس بوك»

فرحة العطاء.. سعادة لاتوصف لأهل الكرم
لحظات سعادة لا توصف في عمل الخير ومساعدة الآخرين يعيشها أصحاب مبادرات الخير فى شهر رمضان أكثر شهور السنة عملاً للخير خاصة التكافل بين المواطنين، الأمر الذى يميز المصريين، إذ إنهم رغم الظروف الاقتصادية الصعبة يصرون على عمل الخير، ولو بالقليل، شباب جامعات ونساء كبار سن يقومون بتجهيز وجبات إفطار أو توزيع شنط رمضان على الفئات المحتاجة، والمساهمة ببعض التبرعات العينية والمواد الغذائية كنوع من المشاركة المجتمعية وغيرها من النماذج التى تضرب مثالاً رائعاً في التعاون بين فئات المجتمع وعمل المبادرات سواء فردية أو جماعية؛ حرصًا على إعلاء الجانب الإنساني خلال الشهر الكريم.
عبر جروبات «الواتساب» و«الفيس بوك» دشن عدد من الشباب الجامعى مبادرات الخير لتوزيع شنط وكراتين رمضان للفئات المحتاجة، حيث يقوم أحد الشباب بالتجهيز للكرتونة ومحتوياتها وكتابة سعرها.
زياد عبد الله، أحد الشباب 20 عامًا، قال إنه أنشأ جروبًا مخصصًا لشهر رمضان لعمل الخير هو وأصدقائه واستطاعوا تجميع مبلغ 7 آلاف و500 جنيه عبر الجروب، وتم تجهيزها لشراء مستلزمات كرتونة رمضان بسعر 350 جنيهًا وتضم الكرتونة الرمضانية (كيلو سكر - 2 كيلو أرز- 3 كيس مكرونة 400 جرام - زجاجة زيت - شاى - بلح - 3 صلصة - قمر الدين - جوز هند - خروب).
وأضاف: قمنا بتجميعها، وتوزيعها على المحتاجين أنا وبعض أصدقائى مع بداية شهر رمضان الكريم، موضحًا أن المبادرة خيرية ومن أجل دعم الفئات المحتاجة ومشاركتهم فرحتهم لأن هناك كثيرًا من الأسر لا تستطيع، وتابع: حرصنا فى التوزيع أن يكون هناك تنوع وزيادة فى الأصناف لكى تكفى بعضهم لمدة من 15- 20 يومًا لفردين، وبالإضافة إلى وجود بعض أصناف الحلوى مثل قمر الدين وجوز الهند، لأن بعض المبادرات لا تضعها وتهتم بالأصناف الأساسية، وحتى يجد البعض تنوعًا فى كرتونة الخير، وتضم معظم ما تحتاجه البيوت من مستلزمات وعناصر غذائية أساسية، وقال: وصل عدد كراتين المبادرة إلى 30 كرتونة وهذا يدعم الشعور بالخير والرغبة فى الثواب، فى شهر الخير وأيضًا الإحساس بالفقراء وما يحتاجونه من أجل قضاء الشهر الكريم.
إفطار الصائمين
يوسف عربى، 25 عامًا، أحد الشباب المنظمين لمبادرة إفطار الصائمين بمنطقة إمبابة بالجيزة، قال إنه قام هو وأصدقائه بتجميع مبلغ حوالى 15 ألف جنيه وبعض المساهمين من الأقارب للمشاركة، فى توزيع 20 وجبة إفطار يوميًا حتى منتصف رمضان، للمشاركة فى ثواب إفطار الصائمين، موضحًا أن هذا بسبب وجود بعض الفئات تعمل أثناء الإفطار مثل أفراد الأمن والسائقين وعمال النظافة وغيرهم وهم أولى بالرعاية والإفطار، مشيرًا إلى أن تجهيز الوجبة عبارة عن «أرز- ربع صدور فراخ - وخضار - مخلل» ويتم التوزيع يوميًا على المحتاجين وتم تجهيز الوجبات أول يوم رمضان عبر مطبخ أحد الأصدقاء وقمنا بالتعبئة والتغليف، وهى لحظات سعادة لا توصف فى عمل الخير ومساعدة الآخرين وأيضًا التبرع بمبلغ مالى لمبادرة الخير أمر لا يوصف ولكن غلاء بعض الأصناف مثل الأرز البسمتى الذى تخطى سعره 70 جنيهًا للكيلو جعلنا نستخدم الأرز العادى من أجل تقديم أكبر عدد من الوجبات، وكنا نوزع العام الماضى حوالى 30 وجبة ولكن هذا العام نوزع 20 وجبة يوميًا بسبب غلاء الأرز والفراخ والزيت والخضروات أيضًا ولكننا الأهم أننا مستمرون كل عام فى تقديم الوجبات والدعم، وهناك بعض المحلات من المنطقة تدعمنا ببعض المنتجات مثل الصلصة والزيوت والملح وعلب الوجبات للتعبئة، وأثناء التوزيع من الممكن أن نقوم بتوزيع عدد أكثر فى حالة وجود مساهمات من الأهالى فهناك أيام نوزع 25 وجبة ونحن الشباب نقوم بالتوزيع قبل الإفطار، وهناك من يتبرع بكرتونة عصير لتوزيعها مع الوجبات والبعض يتبرع بـ «تمر».
محمود عبد الفتاح، 36 عامًا، منظم لإحدى مبادرات عمل شنط رمضان عبر الفيس بوك، قال إنه من منطقة الوراق ويقوم كل عام مع بعض أصدقائه بالتبرع بمبلغ 250 جنيهًا لعمل شنطة خيرية لرمضان للأسر المحتاجة وقاموا بتوزيع حوالى 65 شنطة رمضان، للفئات المحتاجة وتضم العناصر الأساسية لمعظم البيوت من « أرز- مكرونة - سمن - زيت - صلصة - شاى - لوبيا - فول»، موضحًا أنه يقوم بتجميع المبلغ قبل حوالى شهر من شهر رمضان الكريم من أجل سرعة التجهيز قبل أسبوعين من بداية الشهر ويتم التوزيع قبل رمضان بيومين على الأكثر ونستمر فى التوزيع حتى أول وثانى أيام رمضان، وفى حالة وجود زيادة من المتبرعين من الممكن التوزيع مع الأسبوع الأول للشهر الكريم، ولكنهم كانوا يرغبون فى توزيع 100 شنطة ولكن المبلغ الذى استطاعوا تجميعه يكفى لحوالى 65 شنطة بسبب ارتفاع الأسعار هذا العام لمعظم الأصناف خاصة الأصناف الأساسية مثل الأرز والسكر والمكرونة، ولكنها ليست بنسبة كبيرة لأنهم العام الماضى قاموا بتوزيع حوالى 100 شنطة رمضانية وأيضًا مبلغ التبرع زاد عن العام السابق مما وقلت نسبة من التبرعات هذا العام، ولكن من المهم أن نستمر فى العمل الخيرى، حيث دائمًا ما يساعدنا بعض الأهالى من المنطقة ببعض الأصناف الجانبية مثل البلح وبعض المشروبات مثل أكياس السوبيا «البودر» والتمر هندى.
مشروبات مجانية
محمد على، 47 عامًا، صاحب محل عصائر بمنطقة العجوزة، يقوم بتوزيع مشروبات مجانية للمواطنين قبل الإفطار من أجل الحصول على الثواب وعمل الخير وأيضًا لدعم المحتاجين فى الحصول على بعض الماء للإفطار عليه لأن بعض من أهالى المنطقة يوزعون وجبات إفطار على المواطنين وأقوم أنا بتخصيص جزء من انتاجى وبيعى اليومى لتوزيع للصائمين والمشاركة فى دعم الأهالى بقدر استطاعتى وأرى أن هذا العام هناك وجبات وخير كثير يتم توزيعه لإحساس المواطنين بأن هناك عددًا كبيرًا من المحتاجين يحتاج للدعم والمساندة.
ومن جانبها قالت أم عبد الله، 55 عامًا، صاحبة إحدى المبادرات الخيرية بمنطقة أوسيم بالجيزة، إنها اعتادت كل عام على توزيع 30 وجبة يوميًا بدءًا من منتصف رمضان وحتى نهاية الشهر الكريم، وذلك لأنها عادة عن والدتها ويساعدها أبناؤها وبعض الجيران بالمنطقة وتقوم بنفسها بتجهيز الوجبات، حيث تتكون الوجبة من «ربع فرخة - أرز - بطاطس» وتكلفها الوجبة حوالى 70 جنيهًا بحسب قولها وأنها أحيانًا يقوم أحد أشقائها بالتبرع ببعض المواد العينية للتجهيز عدد أكبر من الوجبات للمواطنين ولكن المتوسط مابين 25-30 وجبة لليوم وهى تفعل ذلك رغم الظروف الصعبة على حد قولها ولكنها اعتدات فعل الخير من أجل الفوز بثواب الشهر الكريم ولكنها تتمنى ان تستطيع أن تفعلها طوال العام لأن الفئات المحتاجة تعانى معظم العام وفى رمضان هناك تفاعل ومشاركة أكبر ولكن لو معظم العام سيكون هناك ثواب كبير جدًا لذلك، ولكنها تحتاج لظروف مادية جيدة وهى باستطاعتها تغطية ذلك فى شهر رمضان الكريم ولكن فى حالة وجود داعم أكبر معها ستقوم بإعداد الوجبات معظم أوقات العام أو على الأقل يوم الجمعة من كل أسبوع لتوزيع بعض الوجبات للمحتاجين وخاصة فئات العمال والسائقين وعمال النظافة والمغتربين من الطلبة أحيانًا تكون ظروفهم المعيشية صعبة، قائلة: «ربنا يقوينى ويدينى الصحة وأعمل وجبات أكتر وأوزعها للغلابة لانهم أكتر ناس محتاجة والواحد بيفرح بالثواب ومبحسش بتعب التحضير فى نهاية اليوم لأنى عملت خير لوجه الله».
وقال الحاج عبد النبى حسن، 57 عامًا، صاحب إحدى المبادرات الخيرية بمنطقة أرض اللواء، إنه مع شهر رمضان الكريم يقوم بتوزيع 20 وجبة يوميًا للمحتاجين وهى عبارة عن قطعتين بانية ومكرونة ومخلل ويقوم بتوزيعها بنفسه على سائقى التوك توك والميكروباص وعمال النظافة قبل الإفطار من أجل الفوز بالثواب لشهر رمضان الكريم، ويستمر فى التوزيع لمدة أسبوع أو 10 أيام بحسب المقدرة المادية لديه، ويساعده أولاده فى التجربة من أجل حثهم على المشاركة الفعالة فى الثواب والعمل الخيرى ومساعدة المحتاجين خاصة أن هناك منهم لا يعمل ولا يستطيع شراء وجبة الإفطار بمبلغ لا يقل الأن عن 100 جنيهًا، وهو مبلغ كبير لهؤلاء، ولكن هناك أيضًا بعض المبادرات من أصحاب الخير بإقامة موائد الرحمن للتشارك والتفاعل فيما بينهم وأيضًا للمساعدة.
المحافظات تدعم العمل الخيري
ومن ناحية أخرى أعلنت بعض المحافظات دعم العمل الخيرى عبر قيامها ببعض المبادرات الخيرية خلال شهر رمضان الكريم لدعم الأسر الأكثر احتياجًا ضمن مبادرات الخير، قامت محافظة البحيرة بتوزيع 10,000 كرتونة مواد غذائية، تحتوى على السلع الأساسية التى تحتاجها الأسر طوال الشهر الكريم، كما تم توزيع كوبونات شرائية لمساعدة الأسر على شراء احتياجاتها الضرورية، بالإضافة إلى توفير بطاطين وملابس جديدة لدعم الأسر الأكثر احتياجًا، وأعلنت محافظ البحيرة، فى بيانها أن المحافظة تبذل جهودًا مكثفة لدعم الفئات الأكثر احتياجًا خلال شهر رمضان المبارك، الذى يمثل فرصة لتعزيز قيم التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع، وأشارت إلى أن العمل مستمر لضمان وصول الخير إلى مستحقيه، بهدف تقديم رمضان مختلف هذا العام، من خلال مبادرات متكاملة تلبى احتياجات الأسر البسيطة.
وفى عروس البحر المتوسط، أكد محافظ الإسكندرية أن المبادرة تأتى استمرارًا للجهود المتواصلة لتوفير الدعم للأسر الأكثر احتياجًا على مستوى الإسكندرية، وتعزيز التكافل الاجتماعى مع اقتراب شهر رمضان المبارك، مشيدًا بالدور البارز لمؤسسات المجتمع المدنى فى تأمين السلع الضرورية للمواطنين ودعمهم عبر المبادرات المجتمعية، بما يتماشى مع توجيهات السيد رئيس الجمهورية لتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية لهذه الفئات، قامت القافلة بتوزيع الدفعة الثالثة وتشمل 1000 عبوة مواد غذائية، و1000 بطانية بعدد من القرى بنطاق أحياء «العامرية أول - والعامرية ثان» على الأسر الأشد احتياجًا، وذلك وفقًا لآليات محددة لتحديد تلك الأسر المستحقة من خلال بحث حالتهم ميدانيًا.
ومن الناحية الدينية أعلنت دار الإفتاء عن أهمية وثواب مساعدة المحتاجين فى شهر الخير والعمل بحسب ما أوضحت فى حسابها عبر وسائل التواصل الاجتماعى أن الصيام لم يشرع ليكون مجرد مشقة على المسلمين، بل هو وسيلة لتربية النفس وتزكيتها، حيث يجعل الإنسان فى مقام المراقبة لله فى كل أفعاله، مما يغرس داخله الشعور بالحياء من الله فى السر والعلن، وأضافت أن شهر رمضان جاء ليذكرنا بالفقراء والمساكين الذين ينتظرون هذا الشهر بقلوب مملوءة بالرجاء، راجين من الله أن يحمل لهم الخير، وهنا يأتى دور القادرين وأهل الخير فى مساعدة المحتاجين، من خلال تقديم الصدقات وتوزيع الطعام وتخفيف أعباء الحياة عن غير القادرين، فكما قال النبى صلى الله عليه وسلم: أفضل الصدقة صدقة فى رمضان.