فريدة سيف النصر: الجيل الحالي من الفنانين أقل ثقافة.. الثقافة ليست ادعاء

أكدت الفنانة فريدة سيف النصر أن الجيل الحالي من الفنانين ليس على نفس مستوى ثقافة الأجيال الماضية، مشددة على أن الثقافة ليست مجرد ادعاء، بل يجب أن تشمل معرفة شاملة بالحياة، إلى جانب القراءة في مجالات مختلفة، وخاصة التاريخ.
تصريحات الفنانة فريدة سيف النصر:
وأضافت "سيف النصر"، خلال حوارها مع الإعلامية أميرة بدر، ببرنامج "أسرار"، المُذاع عبر شاشة "النهار"، أن بعض الفنانين الحاليين يمتلكون ثقافة جيدة، لكنهم ليسوا بنفس مستوى ثقافة الأجيال الماضية، حيث كان الفنانون يسعون دائمًا إلى زيادة معرفتهم وتوسيع آفاقهم، قائلة :"لازم الفنان يكون لديه ثقافة وعلم ودراسة في كل شئ حتى الجولوجيا وعلم الأرض.. زمان كان كل الفنانيين لديهم ثقافة كبيرة على عكس الأجيال الحالية".
وأشارت إلى أن الثقافة التي كانت تجمع كبار نجوم الفن في عمل واحد لم تعد موجودة الآن، وهو ما أدى إلى تراجع مستوى التعاون الفني بين الفنانين مقارنةً بالماضي، مختتمة حديثها بلهجة ساخرة قائلة: "عايزنا نرجع زي زمان؟ قول للزمان ارجع يا زمان".
وفريدة سيف النصر هي واحدة من أبرز نجمات الفن في مصر، حيث تركت بصمة مميزة في عالم السينما والتلفزيون بفضل موهبتها الاستثنائية وتنوع أدوارها. ولدت فريدة في 10 سبتمبر 1959 في حي العجوزة بالقاهرة، واسمها الحقيقي علوية جلال سيف النصر، وبدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة، حيث كانت لا تزال في السادسة عشرة من عمرها عندما شاركت في مسابقة جمال الصيف، لتلفت الأنظار إليها وتبدأ رحلتها في عالم التمثيل.
اكتشفها المخرج حسام الدين مصطفى في بداياتها، ثم انضمت إلى فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" بفضل الفنان جورج سيدهم، الذي رأى فيها موهبة واعدة، قدمت فريدة أول أدوارها السينمائية في فيلم "أبناء الصمت" عام 1974، لتبدأ بعدها في تقديم مجموعة متنوعة من الأعمال التي أظهرت قدرتها على تجسيد شخصيات مختلفة. من أبرز أفلامها السينمائية "مين فينا الحرامي" مع عادل إمام، "بديعة مصابني"، و"ديل السمكة"، والتي أثبتت من خلالها حضورها القوي على الشاشة الكبيرة.
لم تقتصر إبداعات فريدة على السينما فقط، بل تألقت أيضاً في الدراما التلفزيونية، حيث شاركت في مسلسلات ناجحة مثل "بدون ذكر أسماء"، "شيخ العرب همام"، "عفاريت السيالة"، و"الرحايا"، وتميزت بأداء عفوي وطبيعي جعلها محبوبة لدى الجمهور، وقدرتها على التحول بين الأدوار الكوميدية والتراجيدية جعلتها من الفنانات القلائل القادرات على جذب المشاهدين في كل عمل تقدمه.
في حياتها الشخصية، تزوجت فريدة من اللواء أسامة الشافعي وأنجبت ابنها الوحيد محمد، لكنها انفصلت عنه لاحقاً. عاشت فترة ابتعاد عن الفن في التسعينيات، لكنها عادت بقوة لتؤكد أن موهبتها لم تتلاشَ مع الزمن، ورغم بعض الخلافات التي واجهتها في مسيرتها، مثل ندمها على بعض الأعمال بسبب تغيير ترتيب اسمها في التترات أو مشكلات مع صناع الأعمال، إلا أنها ظلت محافظة على مكانتها كفنانة كبيرة.
فريدة سيف النصر ليست مجرد ممثلة، بل رمز من رموز الفن المصري الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتظل أعمالها شاهدة على موهبة فريدة استطاعت أن تترك أثراً عميقاً في وجدان الجمهور، وما زالت حتى اليوم تثير الاهتمام بكل جديد تقدمه، سواء في تصريحاتها أو إطلالاتها الفنية.