عزبة الحاج ديسطي بالدقهلية.. خارج عقارب الزمن
حياة خارج الزمن، وبشر في انتظار «الفرج» الذي لا يأتى ابدًا، هنا القرى الأكثر فقراً وذلاً، على حد قول سكانها، الذين قالوا إنهم «شكوا لطوب الأرض دون مجيب»، وفاض بهم الكيل، من واقع «مؤلم» وحياة «مرة» سكان يعيشون على قارعة الفقر والمرض، في قرى تحولت إلى «بيوت أشباح»، حياتهم بسيطة، وأحلامهم تحولت إلى كوابيس ، يعانون الفقر والحرمان، ويحلمون بأدنى الحقوق الآدمية.
تُعد قرية الحاج ديسطى التابعة لمركز بلقاس بالدقهلية نموذجًا بارزًا لفشل المحليات ، حيث تفتقر القرية إلى أبسط مظاهر الحياة الإنسانية، حيث أن القرية لا يوجد بها مدرسة ابتدائي او إعدادي أو ثانوي أو معاهد ازهرية، وتبعد عن اقرب القرى المجاورة لها بمسافة 5 كيلو ذهابا وإيابا بالنسبة لطلابها.
إلى جانب عدم وجود وحدة صحية وتعتمد على القرى المجاورة، ويحتاج الأهالي لوحدة صحية بها خدمات نظرا لوجود العديد من الأمراض، و لا يوجد بها مركز شباب ولا ملاعب أو أي ممارسة لأي نوع من الرياضات، إلى جانب عدم وجود مكتب بريد أو نقطه اسعاف او وحدة مطافي أو وحدة بيطرية، وتحتاج القرية إلى شبكة طرق ممتدة داخل القرية لتربطها بالقرى المجاورة، أو بمدينة بلقاس
يقول نور النبي بهى الدين من أهالي القرية، نعانى من التجاهل والإهمال المتعمد من قبل المسئولين بمحافظة الدقهلية لقد طرقنا أبوابهم ولم نجد أي استجابة فالقرية تفتقر لأى منشأة حكومية سواء مدرسة، أو مستشفى أو وحدة صحية وبيطرية، مضيفا أن هناك ترعة تشق الكتلة السكنية وتهدد حياة المواطنين والأطفال ولقد سبق وأن غرق أطفال بها، كما أنها تتسبب في نقل الأمراض بسبب إلقاء الطيور والحيوانات النافقة بها والتي تسبب رائحة كريهة وتعرض حياة المواطنين والأطفال للخطر وطالب بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتغطية الترعة.
وأوضح بهى الدين أن القرية لم تدخلها أي خدمات أو مرافق ، مؤكدا أبناء القرية يسيرون 5 كيلو على اقدامهم يوميا للتوجه إلى المدرسة بالقرى المجاورة، مضيفا نخشى عليهم من التعرض للحوادث أو لأعمال البلطجة مما يثير المخاوف لدى أولياء الأمور، مطالبا المسئولين بالنظر للقرية وتوفير الخدمات لها، مبينا أنهم يتوجهون للقرى المجاورة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات لعدم وجود مدرسة بالقرية، أو أي مكان للإدلاء بأصواتهم فيه.
وأضاف أيمن عوض السعيد من أهالي القرية "ان الرئيس السيسي يوجه بالاهتمام بالقرى الأكثر فقرا، ولكن المسئولين لا ينفذون شيء على ارض الواقع، مؤكدا أن القرية لا توجد بها أي مصلحة حكومية وأي مدرسة، او مستشفى ويضطر التلاميذ للتنقل للقرية المجاورة للمدرسة، مناشدا الرئيس عبد الفتاح السيسي بالنظر لأهل القرية، لإنشاء مدرسة ومستشفى ومحطة صرف صحي، مبينا أن الأهالي يصرفون مخلفات الصرف الصحي العشوائي، ويقومون بكسح المجاري بالجرارات، قائلا" نفسنا نعيش زي البنى آدمين، مطالبا بإدراج القرية ضمن مبادرة الرئيس لتطوير الريف المصري (حياة كريمة)
و"أكد إبراهيم حامد رزق من أهالي القرية" على تبرعهم بقطعة أرض على مساحة 12قيراط لإنشاء مدرسة للتعليم الأساسي منذ 5 سنوات وتم الموافقة على التبرع لصالح هيئة الأبنية التعليمية بالدقهلية لإقامة المدرسة ، ومنذ ذلك الحين لم يتم اتخاذ أي إجراءات حيال إنشاء المدرسة، وتعد المدرسة حلم يراود الأهالي لخدمة أبناء القرية والعزب التوابع لتكون طوق النجاة لهم لعدم ذهابهم إلى القرى المجاورة قاطعين مسافات طويلة ذهابا وإيابا مما يعرض التلاميذ لحوادث الطرق.
و"طالب خضر على منصور" بإنشاء وحدة صحية و نقطة إسعاف بالقرية لأنه لا يوجد إسعاف وفى حالة حدوث أي حالات إصابة يتم نقل المريض إلى بلقاس أو شربين وهو ما يشكل خطورة على المرضى نظرا لبعد المسافة ، وأيضا لا يوجد مكتب بريد لخدمة أهالي القرية أو جمعية زراعية أو حدة بيطرية لخدمة المزارعين من أهالي القرية ، وتقدمنا بشكاوى للمسئولين، وحتى الآن لم يتم توفير سيارة إسعاف أو افتتاح وحدة الإسعاف لخدمة أهالي القرية وتوابعها.