إيزيس القمني ترد الدين وتنعي الحويني: "الحمد لله الذي قطع أنفاسك"

أثار منشور إيزيس القمني، ابنة المفكر الراحل سيد القمني، موجة واسعة من الجدل عقب وفاة الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني مساء الإثنين بعد معاناة طويلة مع المرض.
الإعلان عن وفاته جاء عبر نجله، حاتم الحويني، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لينطلق بعدها سجال قديم متجدد بين التيارات الفكرية المختلفة.
"أخيرًا.. كنت مستنياها"
لم يكد يمر وقت طويل على إعلان الوفاة حتى نشرت إيزيس القمني منشورًا عبر حسابها بموقع "فيسبوك"، قائلة: "أخيرًا.. كنت مستنياها، الحمد لله الذي قطع أنفاسك، الحويني هَلك، مستراح منه".

هذه الكلمات التي حملت في طياتها مشاعر عدائية واضحة أعادت للأذهان منشورًا سابقًا لحاتم الحويني عند وفاة سيد القمني عام 2022، حيث كتب حينها: "ومات سيد القمني، فالحمد لله أن قطع أنفاسه فقد كان يستهزئ بدين الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم".

صراع فكري متجذر
العداء بين العائلتين ليس وليد اللحظة، بل يمتد لجذور فكرية عميقة، إذ يعد سيد القمني من أبرز المفكرين العلمانيين الذين تبنوا رؤى نقدية للتاريخ الإسلامي، متناولًا في مؤلفاته قضايا شائكة مثل "حروب دولة الرسول"، و"قصة الخلق"، و"الحزب الهاشمي".
وعلى الجانب الآخر، كان أبو إسحاق الحويني أحد أشهر الدعاة السلفيين في مصر، ومن أشد المنتقدين للفكر العلماني الذي تبناه القمني.
سيد القمني
سيد القمني (13 مارس 1947 - 6 فبراير 2022)، كاتب علماني مصري ولد بمدينة الواسطى في محافظة بني سويف، معظم أعماله الأكاديمية تناولت مرحلة حساسة في التاريخ الإسلامي.
أبو إسحاق الحويني
أما أبوإسحاق الحويني فيعدُّ أبرزَ شيوخِ السلفية في مصر، وله عِدَّةُ مؤلفاتٍ وكان يخطب جمعتين في الشهرِ بمسجد شيخ الإسلام في مسقط رأسه كان له برنامج أسبوعي في قناة الناس باسم «فضفضة»، وفي قناة الرحمة، وقناة الندى التي أشرف عليها.
ما بين الموت والجدل
الحادثة تعكس بوضوح حجم الاستقطاب الفكري في المجتمع المصري، حيث تجاوز الخلاف حدود النقد العلمي ليصل إلى الشماتة في الموت، وهو ما أثار استياء قطاعات واسعة من الجمهور، الذين رأوا في ذلك انحرافًا عن أخلاقيات الحوار والاختلاف.
رحل أبو إسحاق الحويني، وسبقه سيد القمني، لكن يبدو أن الجدل بين أتباع التيارين سيظل قائمًا، فهل يبقى الاختلاف محصورًا في الفكر، أم يستمر في التحول إلى صراع شخصي حتى بعد الموت؟