رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

مسلسل معاوية إنتاج سعودى وكتابة مصرية «خالد صلاح» ومحمد اليسارى وإخراج «أحمد مدحت» و«طارق العريان» (المنسحب من الساحة) وبطولة جماعية لمجموعة فنانين عرب «لجين إسماعيل» فى دور معاوية، وإياد نصار فى دور على بن أبى طالب، وأيمن زيدان فى دور عثمان بن عفان، ما هو إلا عمل ملىء بالمغالطات التاريخية والفنية بداية من رسم الشخصيات نهاية بالرجوع إلى مصادر أهل السنة وصحيح الدين، ويكفى أنه يتعرض لفترة حرجة فى تاريخ الإسلام والمسلمين تسمى الفتنة الكبرى التى قاتل فيها المسلم أخاه المسلم لأول مرة بعد رحيل الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة أبى بكر وعمر وعثمان.. وكأن العمل موجه سياسيًا ومذهبيًا ليقف فى وجه الشيعة والتشيع ولغرس مبادئ وأحكام الدولة الأموية والملكية حتى وإن تعمد للمغالطات الفنية والتاريخية، والتى تجنح بالعمل الدرامى عن المسار الفنى وتخرجه من سياقه وزمانه ومكانه وتجرده من الإطار الفنى والدراما التاريخية التى تستخدم الشخصيات والزمان والمكان وتنسج سردًا فنيًا حولها دون مساس بالجوهر والحدث أو تغير فى الخط الرئيسى لبناء الشخصيات كما فعل هذا العمل لينير شكوكًا وجدلًا طائفيًا حول شخوص لها مكانة ومقام فى نفوس الغالبية من المشاهدين.

 

من المغالطات الفنية:

1 - الملابس التى يرتديها معاوية وجنوده وتلك التى يرتديها جيش على كرم الله وجهه، تخالف الزمان والمكان، فليس من المنطقى أن تكون هناك خوذات حديد وسراويل تحت القمصان المطعمة والمزركشة وأحزمة وجلود وأحذية طويلة من الجلد الفاخر، وتكون ألوان ملابس جنود معاوية بألوان الأحمر والأبيض وهى لا تتفق وعادات القبائل الصحراوية، أما جنود على فهى باللون الأسود مثل الفرس وعمامته كما عمامة الحوثيين الآن، ملابس الجنود تنتمى لطراز من العصر المملوكى والحروب الصليبية.

2 - المنازل التى يعيش فيها معاوية كأنها منتجعات الساحل الشمالى أو الشاطئ التونسى، حيث أماكن تصوير المسلسل ونجد الأثاث والمفروشات من أرقى محلات الاخشاب وتصميم البيت والديكور والستائر، أما الجديد فهو ذلك المسبح الذى يصر المخرج فى كل حلقة على أن نرى معاوية نصف عارٍ داخله يفكر أو يحب أو يبكى أو يتدبر أمور الدولة والإمارة!

3 - ملابس الممثلات ومكياجهن مبالغ فيها، إضافة إلى عدم الالتزام بأى من قواعد الحشمة والوقار ما يفسد المصداقية، خاصة إذا كانت الهيئة حديثة وعصرية، ناهيك عن أن دور المرأة فى العمل هامشى بما فى ذلك دور هند بنت عتبة من أكلت كبد حمزة عم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.

4 - نأتى للحوار الذى نعت كفار قريش بسادة قريش ولم يذكر العمل فى أى مقطع أن هناك قرابة عشرين عاما قبل دخول مكة وفتحها فى العام الثامن الهجرى وقريش تحارب محمد صلى الله عليه وسلم فى مكة وتعزله فى الشعب ثلاث سنوات، وتتآمر عليه لقتله فى مخدعه ثم تحاربه فى بدر، وأحد، والخندق، حتى دخول مكة منتصرا، فيقول لهم «اذهبوا فأنتم الطلقاء».. لكن الكاتب والمنتج لا يريدان هذا بل يتطور الأمر أن نرى الطلقاء هم السادة وهم الذين لهم الحل والربط والذين يتسيدون الحوار!

الأخطاء التاريخية تجب ما قبلها وما بعدها: ومنها على سبيل الحصر: -

1 - عدم ذكر مناقب الخلفاء الراشدين بمن فيهم على فتى قريش ومكة، وتصويره بصورة الضعيف الذى يخاف ويرضخ ويأتمر بأمر الثوار؛ ولم يذكر المسلسل أن على هو باب مدينة علم رسول الله، وأن عمر قال: «لولا على لهلك عمر» وغيرها من مناقب الصحابى الجليل فى القضاء والحروب.. أما الحسن والحسين فمن اختارهما أراد أن يشوه صورة آل البيت.. وكل الوقائع الخاصة بالفتنة الكبرى تعلى من شأن معاوية طالب الثأر لعثمان حتى وإن عصى ولم يبايع خليفة المسلمين وخرج على الجماعة!!.

2 - أغفل المسلسل دور معاوية قبل الفتح وأيضا دور على والصحابة بعد الفتح وما تكبده المهاجرون والأنصار لإرساء دعائم الدولة الإسلامية قبل بزوغ الدولة الأموية على أنقاض الشورى والخلافة الرشيدة.. الصراع يكون بين متكافئين وضدين ولكن تقديم شخصية وتعظيمها فى مقابل أخرى وتقزيمها وسلبها مناقبها وإسباغها مثالب حديثة لأغراض سياسية ليست صنعة درامية.

الحديث يطول ويمتد وهذا بعض من كل حتى ينتهى العمل، فالمال يغير التاريخ والجغرافيا باسم الدين والسياسة والمصالح.. كما يغير المال النفس والفكر وأكيد.. الفن.