رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

دراسة: الثقوب السوداء تتحول إلى "بيضاء"

الثقوب السوداء
الثقوب السوداء

في تطور مثير في مجال الفيزياء الفلكية، تشير دراسة جديدة إلى أن الثقوب السوداء، تلك الكيانات التي تشتهر بابتلاع كل شيء يقترب منها في فراغ لا مفر منه، قد تتحول في النهاية إلى "ثقوب بيضاء"، وهي ظاهرة تنبثق منها المادة والطاقة إلى الكون. 

وأصبحت هذه الفكرة التي كانت تعتبر سابقًا مجرد نظرية، الآن محط اهتمام الباحثين بعد دراسة جديدة نشرت في مجلة Physical Research Letters.

تتشكل الثقوب السوداء عندما ينهار نجم هائل تحت تأثير جاذبيته الخاصة، مما يؤدي إلى تشكيل "تفرد" - وهي نقطة في الفضاء حيث تزداد الكثافة إلى حد لا نهائي، وتختفي فيها قوانين الفيزياء كما نعرفها. 

ووفقًا للدراسة الجديدة، قد لا يكون التفرد نهاية المطاف بل نقطة تحول قد تؤدي إلى خلق ثقب أبيض.

الثقوب البيضاء، على عكس الثقوب السوداء، هي كيانات نظرية يُعتقد أنها تقذف المادة والطاقة إلى الكون، في ظاهرة شبيهة بالعكس الكامل للثقب الأسود. يعتمد هذا البحث على ملاحظات متعمقة لسلوك الجسيمات على المستوى الذري والنظريات الحديثة حول طبيعة الزمن نفسه.

استخدم العلماء في دراستهم نموذجًا نظريًا جديدًا لثقب أسود يُسمى "نموذج الثقب الأسود المستوي"، الذي يبتعد عن البنية الكروية التقليدية للثقوب السوداء. هذا النموذج يتيح تصور الثقب الأسود ليس كمجسم كروي بل ككيان مسطح ذو حدود ثنائية الأبعاد. إذا كانت هذه الفرضيات صحيحة، فإنها قد تمثل تحولًا جوهريًا في فهمنا لكيفية تطور الثقوب السوداء.

وفقًا للدراسة، قد يسمح هذا التحول بوجود اتصال بين التفرد و"مرحلة جديدة" من الوجود، حيث ينهار الفهم التقليدي للزمان والمكان. يعتقد العلماء أن الزمن ليس خطيًا أو مطلقًا كما كان يُعتقد سابقًا، بل يمكن أن يكون ظاهرة ديناميكية، يتم تشكيلها بواسطة الطاقة المظلمة التي يُعتقد أنها مسؤولة عن تسارع الكون.

ويتنبأ الباحثون في هذه المنطقة المتطورة من الثقب الأسود، حيث ينهار النجم، بتجاوز المكان والزمان لمرحلة جديدة تُعرف بالثقب الأبيض. هذه المرحلة، في حال وجودها، قد تُعيد تشكيل المفاهيم الأساسية التي نعرفها عن الكون.

من الجدير بالذكر أن هذه الدراسة قد تفتح الأبواب أمام فهم أعمق لكيفية تطور الكون، كما قد تقدم إجابات للمفارقات القديمة المتعلقة بالثقوب السوداء، مثل ما يحدث للمعلومات التي تسقط فيها. 

وفي النهاية، يدعو العلماء إلى إجراء المزيد من الأبحاث والتجارب العملية للتحقق من صحة هذه النظريات، واستخدام البيانات الرصدية المتطورة ونماذج المحاكاة لتوسيع نطاق الفهم في هذا المجال المعقد.

ستظل هذه الأفكار محط اهتمام العلماء في السنوات القادمة، إذ يمكن أن تؤدي إلى تغييرات كبيرة في رؤيتنا للكون وطبيعته.