نبض الكلمات
يُفترض أن يكون شهر رمضان وقتًا للروحانيات والتأمل، وتجديد العهد مع الله ومحاسبة النفس ووقف جموح الهوى، لكن فى العقود الأخيرة افتقدنا أجواء رمضان الزمن الجميل، والبرامج الفنية التى كانت مرتبطة بالشهر تحول إلى موسم ذهبى لإنتاج دراما تزداد تفاهة وسطحية عامًا بعد عام. بدلًا من تقديم محتوى هادف يعكس القيم الأخلاقية والاجتماعية، أصبحت العديد من المسلسلات الرمضانية أداة لنشر الإسفاف، تشويه القيم، والترويج لسلوكيات هدّامة تفرز سمومًا فى مجتمع غارق فى هموم لا حصر لها.. تمتلك البرامج والدراما التليفزيونية قوة هائلة فى توجيه عقول المجتمع كوجبة دسمه خاصة فى رمضان من الصعب هضمها، يتفنن المنتجون والأسرة الفنية فى حشد كميات هائلة من الإبداع والابتكار فى خطف عقول وأنظار المشاهد المجذوب...فى السابق، كانت الدراما الرمضانية تقدم محتوى ثريًا يجمع بين الترفيه والقيم الأخلاقية والمجتمعية لكن اليوم، نشاهد أعمالًا مليئة بالمبالغات، الحوارات السطحية، والمشاهد غير اللائقة التى لا تتناسب مع قدسية الشهر الكريم، بل تحولت الشاشة إلى جزء من الملهى الليلى وعرى صريح بشكل يثير الاستفزاز لحرمة الشهر الكريم، وسيناريو ضعيف لدراما كها إفساد الذوق العام تعتمد على الاثارة الرخيصة وترويج ثقافة العنف، الخيانة، والانحلال الأخلاقى كأمور عادية فى المجتمع والمبالغة فى الاستعراض البصرى من ملابس فاخرة وحياة مبالغ فيها لا تعكس الواقع إطلاقا... واقع مرير لأسر أكثر فقرأ عاجزة عن توفير أبسط متطلبات حياة كريمة، الله آليات الحياة من مأكل وملبس ومسكن، كثير من الأسر عاجزه عن توفير ملابس العيد لأولادها مصابون بالاحباط من الغلاء الفاحش، فى الوقت التى تستعرض الشاشة الرمضانية الثراء فى أزهى ألوانه، وكأننا نعيش فى دولة أخرى... لا تكتفى بعض المسلسلات بإفساد الذوق العام، بل تتجاوز ذلك إلى ترويج سلوكيات هدّامة تسهم فى تدمير جيل.. فمعظم الدراما وكثير من المسلسلات أصبحت تركّز على الجريمة، العنف الأسرى، وعصابات المخدرات، والبلطجة كأنها جزء أساسى من الحياة اليومية، مما قد يؤثر سلبًا على أجيال قادمة.. فمن بركات القُربِ من الله أن تكون مسئولياتك كبيرة، ولكنك تُعاني وأن يكون العالم حولك مضطرباً ولكنك مطمئن.. وأن تكون مشاغلك جسيمة، ولكنك تُنجز وأن يكون وقتك ضيّقا، ولكن فيه برك، وأن تسعى إلى الحلال، فيُيسر لكَ، ويُجمّلُ فى عينيك وأن تهجر الحرام، فلا تجد مشقة هجرانه... يقسو الناس، وأنت محاط بحنّية أحبابك.أن تكثر الأقنعة، ونصيبك أنت الوجوه الحقيقية والصادقة، أن ن ينشغل النّاس بالناس، وأنت مقبل على نفسك..أن يتسابقوا بالتوافه، وأنتَ مستخلَفٌ على قضية نبيلة، كل شىءٍ جميل وأنتَ قريبٌ من الله.
يارب كما بلغتنا أوله فبلغنا آخره... اللهم أرزقنا الهداية والإخلاص والإحسان والقبول والستر والعفو والعافية والتوبة والصدق وحسن الخاتمة والرزق الحلال الواسع والبركة أرزقنا حبك ورضاك والأنس بك اللهم، اجعل القرآن ربيع قلوبنا والصلاة قرة أعينن..اللهم أرزقنا نور الطريق ونور الحياة اللهم نور.. يفيض من حولنا ولا ينطفئ ما بقينا.
رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية
magda_sale7@yahoo