عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

كلام_X_الرياضة

فجأة وبدون مقدمات لم يحضر فريق النادى الأهلى إلى مكان مباراة الزمالك، وفجّر غيابه عن المباراة موجة من الجدل الإعلامى، خاصة مع محاولات بعض الأطراف تفسير الأمر بطرق تفتقر إلى المنطق. واشتعلت فكرة أن هناك توجيهًا لفوز بيراميدز بالدورى كالنار فى الهشيم وأن تبدو غير واقعية، خاصة أن هذا الفريق فقد نقطتين بالأمس بتعادله مع المصرى، مما يعنى أنه ليس فى وضع مريح وطريقة ليس ممهداً لحسم اللقب بسهولة. وتكشف الأزمة عن جانب من الإعلام الرياضى الذى ينجرف نحو الإثارة والتهييج بدلًا من تحليل الأمور بموضوعية. 
هذا وقد أدى غياب الأهلى عن المباراة إلى إحداث أضرار عديدة.
أولاً.. بسمعة الكرة المصرية، على المستوى الإقليمى والدولى.. خاصة أن هذا الديربى مصنف كخامس ديربى على مستوى العالم وينتظرونها الكثيرون من الاشقاء فى الدول العربية. 
ثانياً.. يشكل ضررًا مباشرًا لصورة إدارة النادى الأهلى، التى لطالما عُرفت بالانضباط والالتزام والتعقل فى قراراتها. فغياب الفريق عن المباراة بهذا الشكل غير المعتاد يفتح باب التساؤلات حول ماهى الأسباب الحقيقية وراء القرار، وهل كان بالإمكان التعامل مع هذه الأزمة بطريقة أفضل ومختلفة تحافظ على صورة النادى وتجنب هذا الجدل الكبير، وتحترم جماهيرها العاشقة الذين حضروا للمشاهدة المباراة من كل مكان وفى نهار رمضان؟ وهنا يجب أن نشير إلى الأهلى ككيان رياضى كبير له تاريخ من المواقف الحاسمة، لكنه دائمًا كان يتبع أسلوبًا أكثر اتزانًا فى التعامل مع الأزمات، مما يجعل هذه الواقعة استثناءً غير مألوف. 
هذا القرار لم يؤثر فقط على شكل مسابقة الدورى، بل أيضًا على سمعة الإدارة الكروية فى مصر، وهل سيتم إجابة عن هذه الأسئلة العديدة مثل: هل كان هناك سوء تقدير فى اتخاذ هذا القرار؟ وهل ستتمكن الإدارة من احتواء تداعياته وعدم تكراره مستقبلًا؟
إن هذه الازمة متكررة وهى جوهر مشكلة الكرة المصرية.. هى غياب الحزم من اتحاد الكرة أمام الأندية الكبرى، ونرى فى أى دورى محترف، يجب أن يكون الاتحاد هو الجهة الأقوى، القادرة على فرض القوانين واللوائح دون تمييز، لأن ضعف الاتحاد يفتح الباب أمام الأندية لفرض إرادتها، مما يؤدى إلى فوضى إدارية تضر بسمعة البطولة.
ما حدث مع الأهلى يعرى المشكلة الأعمق، وهى أن الأندية بالفعل أقوى من المنظومة التى تديرها!. لذلك إذا لم يكن هناك التزام صارم بالقوانين من الجميع، فلن تكون هناك عدالة فى المنافسة، وسنجد أنفسنا أمام أزمات متكررة تشوه صورة الكرة المصرية.
إن هذه الأزمات تظهر صورة سلبية عن إدارة الكرة المصرية سواء اتحاد الكرة أو رابطة الاندية المحترفة! وعن العلاقة بينهما، والتعامل مع الأندية الكبرى، ومدى الالتزام باللوائح.. وعلى الجميع التركيز على ما هو السبب الحقيقى وراء عدم حضور الأهلى؟ 
- هل هو اعتراض رسمى، 
- أم خطأ تنظيمى، 
- أم أمر آخر؟ 
هذا ما يجب الرد عليه بدلًا من تبنى نظريات المؤامرة التى تزيد من الاحتقان دون أدلة حقيقية.
يجب أن يكون هناك مراجعة حقيقية لما حدث، سواء من الأهلى أو من الجهات المسؤولة عن إدارة المسابقات، لتجنب تكرار مثل هذه المواقف التى تضر بجميع الأطراف، وعلى رأسهم الجماهير. 
فى النهاية، لا يوجد حل إلا بأن يكون اتحاد الكرة قويًا ومستقلًا، يطبق القوانين بحزم على الجميع دون استثناء، ويضع مصلحة الكرة المصرية فوق أى اعتبارات أخرى.


[email protected]