رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

حدث في مثل هذا اليوم.. رحيل عباس العقاد وعادل خيري

بوابة الوفد الإلكترونية

تحل اليوم الذكرى الـ61 لرحيل عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد، الذي كان بالطبع من أبرز الأدباء في القرن العشرين.  

نشأته وتعليمه
وُلد العقاد في 28 يونيو 1889 بمدينة أسوان في صعيد مصر، لأب مصري وأم من أصول تركية. لم يحظَ بتعليم نظامي طويل، إذ اكتفى بالمرحلة الابتدائية فقط، لكنه عوّض ذلك بشغفه الذاتي بالقراءة والاطلاع. عمل في بداية حياته موظفاً حكومياً في عدة وظائف متواضعة، لكن روحه الثائرة وطموحه دفعاه للانصراف إلى عالم الكتابة والصحافة.

مسيرته الأدبية
بدأ العقاد حياته الأدبية كشاعر، حيث أصدر ديوانه الأول عام 1916، لكنه لم يقتصر على الشعر، بل اتجه إلى النثر والنقد والفكر. اشتهر بمؤلفاته التي تُعرف بـ"العبقريات"، وهي سلسلة كتب تناول فيها شخصيات تاريخية ودينية بارزة مثل "عبقرية محمد"، "عبقرية عمر"، و"عبقرية الصديق"، حيث قدم تحليلاً نفسياً وفكرياً عميقاً لهذه الشخصيات، معتمداً على رؤية فلسفية وأدبية متميزة.

كما كان العقاد ناقداً لاذعاً، وأحد أعمدة "مدرسة الديوان" إلى جانب عبد الرحمن شكري وإبراهيم المازني، حيث دعا إلى تجديد الشعر العربي والابتعاد عن التقليدية. لم يتوقف إبداعه عند هذا الحد، بل كتب في الرواية أيضاً، ومن أشهر أعماله "سارة"، التي تُعد أول رواية نفسية في الأدب العربي.

فكره ومواقفه
كان العقاد مفكراً جريئاً، اشتهر بآرائه الثاقبة والمثيرة للجدل أحياناً. آمن بحرية الفكر والتعبير، وكان مدافعاً عن المرأة وحقوقها، كما يظهر في كتابه "المرأة في القرآن". كما عُرف بمعارضته للاستبداد السياسي، فقد سُجن عام 1930 بسبب مقالاته الناقدة للحكومة المصرية آنذاك. لم يكن العقاد مجرد كاتب، بل كان صوتاً يعبر عن ضمير الأمة، متأثراً بالفلسفة الغربية مثل أفكار شوبنهاور ونيتشه، مع الحفاظ على جذوره العربية الإسلامية.

أسلوبه وتأثيره
يتميز أسلوب العقاد بالعمق والدقة، مع لغة عربية فصيحة غنية بالصور البلاغية والمعاني الفلسفية. كان يمتلك قدرة استثنائية على تحليل النصوص والشخصيات، مما جعله مرجعاً في النقد الأدبي. تأثر به العديد من الأدباء والمفكرين، مثل نجيب محفوظ وطه حسين، لكنه ظل شخصية مستقلة، ترفض الانصياع للتيارات السائدة.

حياته الشخصية ووفاته
عاش العقاد حياة زاهدة، مكتفياً بكتبه وأفكاره، ولم يتزوج قط، مفضلاً العزلة الفكرية على صخب الحياة الاجتماعية. تُوفي في 12 مارس 1964 بالقاهرة، تاركاً إرثاً أدبياً وفكرياً ضخماً يضم مئات المؤلفات والمقالات التي لا تزال تُدرس وتُقرأ حتى اليوم.

 

كما تحل اليوم الذكرى الـ62 لرحيل الفنان الكوميدي الشاب عادل خيري المولزد في 25 ديسمبر 1931 بحي روض الفرج بالقاهرة، في بيئة فنية غنية، فكان والده المؤلف المسرحي والشاعر الشهير بديع خيري، أحد أعمدة المسرح المصري ورفيق درب نجيب الريحاني. ترك عادل بصمة مميزة في عالم المسرح الكوميدي، ليصبح رمزًا للضحك العفوي والإبداع رغم رحيله المبكر في سن الثانية والثلاثين.

نشأته وتعليمه

نشأ عادل خيري في أسرة فنية، لكن والده بديع كان يرفض في البداية دخوله عالم الفن، آملاً أن يصبح محاميًا. درس عادل في كلية الحقوق وحصل على ليسانس الحقوق، بالإضافة إلى دبلوم في الشريعة الإسلامية وآخر في الاقتصاد السياسي. ورغم ذلك، ظل شغفه بالتمثيل يدفعه لممارسة هوايته منذ المرحلة الثانوية، حيث أسس فرقة مسرحية هواة وأخرج مسرحية "مزين موضة". وخلال دراسته الجامعية، انضم إلى فرقة التمثيل بالجامعة، مما شكل بداية انطلاقته نحو الاحتراف.

مسيرته

بدأ عادل خيري مسيرته الاحترافية مع فرقة نجيب الريحاني، التي كان والده أحد أعمدتها الكتابية. بعد وفاة الريحاني، تولى عادل إعادة تقديم العديد من أعماله، ليصبح بطل مسرحيات الفرقة. كانت أولى مشاركاته المسرحية "أحب حماتي" مع ماري منيب وحسن فايق، ومن ثم توالت أعماله الناجحة مثل "إلا خمسة"، "30 يومًا في السجن"، "لو كنت حليوة"، "حسن ومرقص وكوهين"، و"الشايب لما يدلع". تميز عادل بكوميديا الموقف العفوية، وترك إفيهات لا تُنسى، مثل "سواق.. سواااق" في مسرحية "إلا خمسة"، التي أضحكت الجمهور بطرق مختلفة.

لم يقتصر عادل على التمثيل، بل أخرج بعض مسرحيات فرقة الريحاني بالتناوب مع سراج منير وعبد العزيز أحمد. أما في السينما، فقد شارك في فيلمين فقط عام 1960، هما "البنات والصيف" و"لقمة العيش"، لكن نجوميته الحقيقية ظلت مرتبطة بخشبة المسرح.

حياته الشخصية

تزوج عادل خيري من إيناس حقي، بطلة العالم في السباحة وعابرة القناة الإنجليزية، التي التقاها خلال دراسته بكلية الحقوق. أنجب منها ثلاث بنات: عبلة، التي عبرت المانش وهي في الثالثة عشرة، وعزة، وعطية، التي أصبحت فنانة كارتون ومخرجة رسوم متحركة. لم يتخلَ عادل عن مهنة المحاماة في بداية حياته، فافتتح مكتبًا مع زوجته، لكنه لاحقًا تفرغ للفن بعد أن أدرك شغفه الحقيقي.

مرضه ووفاته
ورث عادل خيري مرض السكري عن والديه، وهو المرض الذي أودى بحياته في النهاية. في سن التاسعة والعشرين، بدأ المرض يشتد عليه، فكان يعتمد على الحقن والأدوية لاستكمال عروضه المسرحية. لاحقًا، أصيب بتليف الكبد، مما أجبره على التوقف عن التمثيل والإقامة في المستشفى. خلال فترة مرضه، تولى صديقه الفنان محمد عوض أداء أدواره على المسرح.

في لحظة مؤثرة، شعر عادل بالملل من المستشفى وقرر زيارة المسرح للمرة الأخيرة. بعد انتهاء العرض، خرج إلى الخشبة، فاستقبله الجمهور بتصفيق حار أبكاه تأثرًا بحبهم. رحل عادل خيري بعدها بأيام قليلة في 12 مارس 1963، وكأنه أراد أن يودع جمهوره ومسرحه الذي عشقه.