كيف تطيل عمر هاتفك الذكي؟
مع التطور السريع في عالم التكنولوجيا، أصبح استبدال الهاتف الذكي عادة شائعة كل عامين، مما أدى إلى تراكم مليارات الهواتف في مكبات النفايات سنويًا، لو تم تكديس هذه الأجهزة فوق بعضها البعض، لبلغت المسافة أبعد من محطة الفضاء الدولية! ويرجع السبب في ذلك إلى سياسات شركات الاتصالات التي تشجع العملاء على الترقية الدورية، إلى جانب محدودية الدعم البرمجي من بعض الشركات المصنّعة.
لكن في السنوات الأخيرة، بدأت كبرى الشركات التقنية في توفير التحديثات لفترات أطول، إلى جانب تعزيز القوانين التي تمنح المستخدمين حق إصلاح أجهزتهم بسهولة، ونتيجة لذلك، يمكن للهاتف الذكي الآن أن يستمر في العمل بكفاءة لعدة سنوات، مما يساهم في تقليل النفايات الإلكترونية ويوفر للمستخدمين مئات الدولارات. فكيف يمكنك إطالة عمر هاتفك الذكي والاستفادة منه لأقصى مدة ممكنة؟
1. احمِ هاتفك بغطاء واقٍ
استخدام الهاتف دون غطاء واقٍ يُعدّ مخاطرة، حيث تزداد احتمالية تعرضه للتلف عند السقوط أو الصدمات. يعد اختيار الغطاء المناسب من أهم الخطوات لحماية هاتفك، إذ توفر بعض الشركات أغطية متينة يمكنها امتصاص الصدمات القوية. على سبيل المثال، توفر شركة Mous أغطية حماية فعالة، وقد أثبتت فعاليتها في إنقاذ العديد من الهواتف من التلف.
إذا كنت ترغب في الحفاظ على هاتفك بحالة جيدة لسنوات، تأكد من اختيار غطاء عالي الجودة وشاشة حماية مقاومة للخدوش.
2. اعتنِ ببطارية الهاتف
تعتبر البطارية من أكثر الأجزاء تأثرًا بالاستخدام المستمر، لذا يجب العناية بها لتستمر في العمل لفترة أطول. إليك بعض النصائح المهمة:
تجنب درجات الحرارة المرتفعة: لا تقم بشحن هاتفك إذا كانت درجة الحرارة أعلى من 35 درجة مئوية، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف البطارية.
تجنب الشحن الزائد: الشحن المستمر حتى 100% قد يقلل من عمر البطارية، لذا حاول الحفاظ على نسبة الشحن بين 20% و80%.
استخدم الشحن البطيء عند الإمكان: رغم أن الشحن السريع قد يكون ضروريًا في بعض الأحيان، إلا أن الشحن البطيء يقلل من الضغط على البطارية.
استبدل البطارية عند الحاجة: إذا لاحظت أن هاتفك لم يعد يحتفظ بالشحن لفترات طويلة، فقد يكون استبدال البطارية خيارًا أفضل من شراء هاتف جديد.
3. وفر مساحة التخزين الداخلية
تؤثر البيانات المخزنة على سرعة الهاتف وأدائه، لذا من الأفضل تحرير بعض المساحة من وقت لآخر. يمكنك القيام بذلك عبر:
إلغاء تثبيت التطبيقات غير المستخدمة.
نقل الصور ومقاطع الفيديو إلى التخزين السحابي أو جهاز كمبيوتر.
حذف الرسائل والمرفقات الكبيرة غير الضرورية.
إعادة تشغيل الهاتف بعد تنظيفه لتحسين الأداء.
4. تجنب التحديثات غير الضرورية ولكن لا تهمل التحديثات الأمنية
التحديثات البرمجية تلعب دورًا مهمًا في تحسين أداء الهاتف وإصلاح الثغرات الأمنية. ومع ذلك، قد تؤدي بعض التحديثات إلى بطء الهاتف، خاصة على الأجهزة القديمة. لذا، يُفضل:
تثبيت التحديثات الأمنية المهمة.
قراءة مراجعات المستخدمين حول أي تحديث جديد قبل تثبيته.
عدم تثبيت الإصدارات الجديدة من نظام التشغيل فور إطلاقها إذا كان هاتفك قديمًا.
5. إصلاح الهاتف بدلاً من استبداله
إذا تعرض هاتفك لأي عطل، فحاول إصلاحه بدلًا من شراء هاتف جديد. توفر العديد من الشركات الآن خيارات إصلاح رسمية، مثل:
Google التي تقدم دعمًا لإصلاح هواتف Pixel عبر شركاء معتمدين.
Apple التي توفر خدمات إصلاح البطارية والشاشة من خلال متاجرها أو عبر iFixit.
Samsung التي تتيح استبدال البطارية في بعض المراكز المعتمدة.
6. لماذا يجب عليك الاحتفاظ بهاتفك الذكي لفترة أطول؟
في عصر تُشجع فيه الشركات المستهلكين على الترقية السنوية، قد يبدو الاحتفاظ بهاتفك القديم لفترة أطول خيارًا غير تقليدي، لكنه يحمل فوائد كثيرة:
تقليل النفايات الإلكترونية: يساهم الاحتفاظ بالهاتف في تقليل المخلفات الإلكترونية التي تضر بالبيئة.
توفير المال: شراء هاتف جديد كل عامين يكلف مئات الدولارات، بينما يمكنك الاحتفاظ بهاتفك الحالي مع إجراء بعض الإصلاحات الطفيفة.
تطور البرمجيات بشكل أسرع من الأجهزة: مع استمرار الشركات في توفير تحديثات برمجية ممتدة، أصبح بإمكانك الحصول على ميزات جديدة دون الحاجة إلى تغيير الجهاز.
7. مستقبل الهواتف الذكية وإطالة عمرها
بدأت شركات الهواتف الكبرى في تغيير استراتيجياتها، حيث أعلنت Google أن هواتف Pixel 8 ستتلقى تحديثات لمدة سبع سنوات، وهو نفس التوجه الذي اعتمدته Samsung في هواتفها الرائدة. أما Apple، فمع أن الشركة لم تحدد إطارًا زمنيًا واضحًا، فإن أجهزة iPhone عادةً ما تتلقى تحديثات لعدة سنوات.
كما أن تقنيات البطاريات تشهد تطورًا مستمرًا، مما قد يسمح للهواتف الذكية بالبقاء لفترات أطول دون الحاجة إلى استبدال البطارية.
في ظل النمو السريع لصناعة التكنولوجيا، أصبح من المهم تغيير طريقة تعاملنا مع الأجهزة الإلكترونية. بدلاً من شراء هاتف جديد كل عامين، يمكننا تبني ممارسات أكثر استدامة، مثل العناية بالبطارية، استخدام أغلفة واقية، تنظيف التخزين، والاعتماد على خدمات الإصلاح عند الحاجة.
الاحتفاظ بالهاتف لفترة أطول لا يُعد فقط خيارًا اقتصاديًا ذكيًا، بل هو أيضًا خطوة مهمة نحو تقليل النفايات الإلكترونية والحفاظ على البيئة. مع تزايد دعم الشركات المصنعة لهذا الاتجاه، يمكننا جميعًا الاستفادة من هواتفنا لسنوات أطول دون التضحية بالأداء أو الأمان.