جهود مصر في القضية الفلسطينية.. خبراء: الخطة المصرية طموحة

تلعب الدولة المصرية دورًا محوريًا، سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي، في دعم الشعب الفلسطيني منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.
وقادت الجهود المصرية الدولية تحركات إقليمية ودولية مكثفة، تكللت أخيرًا باتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بعد جهود مضنية لا تزال تهدف إلى تخفيف معاناة الأشقاء الفلسطينيين.
دور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية

يستند الدعم المصري الذي أسهم في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار إلى خلفية تاريخية ممتدة، حيث ظل دعم مصر للقضية الفلسطينية ثابتًا وكبيرًا منذ عام 1948، انطلاقًا من اعتبارات الأمن القومي المصري وروابط الجغرافيا والتاريخ.
ومن هذا المنطلق، برز الدور المصري في القضية كأحد ركائز استقرار المنطقة، فاتخذت القيادة السياسية خطوات واضحة وحاسمة من خلال التواصل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بجانب الأطراف الإقليمية والدولية، لضمان التوصل إلى حلول عاجلة على المستوى الإنساني والسياسي.
مصر تقود الجهود السياسية والدبلوماسية
إلى جانب الدور السياسي والدبلوماسي، كان الدور الإنساني لمصر الأهم بل والأكبر، في ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم المساعدات والإغاثة العاجلة لقطاع غزة، وتسابقت مؤسسات الدولة المصرية ومؤسسات المجتمع المدني في حشد المساعدات الإنسانية والإغاثية لسكان غزة، وتقديم كل ما يحتاجونه من مساعدات، سواء طبية أو غذائية أو غيرها.
أكدت مصر مرارًا رفضها لمخططات التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم، وسعت إلى خلق رأي عام إقليمي وعالمي داعم لهذا الموقف، ومؤيد لحق الفلسطينيين في أراضيهم وإقامة دولتهم المستقلة.
مصر وسيط رئيسي في الأزمة
يأتي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة كنتيجة مباشرة للجهود المصرية المكثفة، التي قادتها عبر عملية سياسية، دبلوماسية وإنسانية، شاركت فيها أطراف دولية وإقليمية لتوفير الحشد الدولي في ضوء القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة.
الرقب: الخطة المصرية تناولت كافة جوانب إعادة الإعمار
ومن جانبه الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، أكد أن الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة طموحة وشاملة، حيث تناولت كافة جوانب إعادة الإعمار بدقة، مشيرًا إلى أنها تتضمن توسيع مساحة قطاع غزة من خلال استصلاح جزء من البحر بمقدار 14 كيلومترًا، لاستخدامه في إنشاء ميناء ومطار ومنشآت سياحية واستثمارية.

خطة مصر تم تبنيها في القمة العربية الطارئة
وأضاف “الرقب”، أن خطة مصر تم تبنيها في القمة العربية الطارئة بالقاهرة، كما لاقت ترحيبًا واسعًا من منظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب دعم دول كبرى مثل الصين وروسيا، وعدة دول أوروبية مثل فرنسا، بريطانيا، إيطاليا، وألمانيا.
المعيق الأساسي لتنفيذ الخطة
وأوضح الرقب أن العائق الأساسي أمام تنفيذ الخطة ليس التمويل، حيث يمكن للدول العربية، خاصة الخليجية، توفير المبلغ المطلوب والذي يقدر بين 3 إلى 4 مليارات دولار، لكنه شدد على أن المشكلة تكمن في رفض الاحتلال الإسرائيلي السماح ببدء التنفيذ. وأشار إلى أن الاحتلال سبق وأن عرقل جهود إعادة الإعمار بعد حرب 2021، حيث لم يلتزم بإدخال المعدات ومواد البناء.
وأشار الرقب إلى أهمية إقناع الإدارة الأمريكية بدعم تنفيذ الخطة المصرية، حيث أكد أن واشنطن لديها موقف متردد، إذ وصف المبعوث الأمريكي ستيف بوت كوف الخطة بأنها "جيدة" لكنها تحتاج إلى مزيد من الدراسة، موضحًا أن تشكيل طاقم عربي من الدول التي لها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، مثل دول الخليج ومصر، يمكن أن يسهم في إقناع واشنطن بممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل لبدء تنفيذ الخطة.
تنفيذ خطة إعادة إعمار غزة يواجه تحديات.. والدور المصري محوري
وأوضح محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية، أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية قضية أساسية ومركزية، مشيرًا إلى أن دعمها يستند إلى عدة مرتكزات رئيسية، عبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة، ومنها حق الشعب الفلسطيني في أرضه، والالتزام بالقرارات الأممية، والاعتبارات القانونية والإنسانية، إضافة إلى المسؤولية الإقليمية والدولية لمصر.

ولفت إلى أن مصر تدعم القضية الفلسطينية منذ عام 1948، من خلال تحركاتها داخل الأمم المتحدة، جامعة الدول العربية، المنظمات الإقليمية الإفريقية والآسيوية، كما ظلت القضية حاضرة دائمًا في خطابات ورؤية القيادة السياسية المصرية، مؤكدًا أن عدم إيجاد حل للقضية الفلسطينية يعد أحد أسباب استمرار أزمات المنطقة العربية والشرق الأوسط.
وشدد على أن التوصل إلى حل سيساهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة، مشيرًا إلى أن أبرز التحديات التي تواجه تنفيذ الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، موضحًا أن استئناف القتال في القطاع قد يعيق وصول واستمرار تدفق المساعدات وإعادة الإعمار، منوهًا بأن السياسات الأمريكية الرافضة للخطة المصرية، رغم أن مصر أثبتت فشل المخطط الأمريكي وعدم واقعيته.