العالم الإسلامى يعتمد خطة مصر لإعمار غزة

رفض محاولات التهجير وقف الإبادة الجماعية ومنع تدمير البنية التحتية
تسريع صرف الدعم المالى والمساعدات الإنسانية
تشكيل حكومة فلسطينية موحدة قادرة على إدارة القطاع
الخيار الديمقراطى هو الطريق الوحيد لإنهاء الانقسام الداخلي

اعتمد مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى خلال اجتماعه الذى عقد بجدة، بمشاركة وزير الخارجية والهجرة د.بدر عبدالعاطى، الخطة المصرية والتى تم اعتمادها خلال القمة العربية غير العادية بشأن التعافى المبكر وإعادة إعمار غزة.
ورحبت المنظمة بعقد مؤتمر دولى فى أقرب وقت فى القاهرة، برعاية الأمم المتحدة، لمناقشة جهود إعادة إعمار قطاع غزة، ودعت المجتمع الدولى للمشاركة الفاعلة فى توفير التمويل اللازم لإعادة بناء ما دمره الاحتلال، مشددة على أهمية إنشاء صندوق دولى خاص بإعادة الإعمار تحت إشراف الأمم المتحدة لضمان سرعة تنفيذ المشروعات التنموية والإنسانية.
وخلال اجتماع استثنائى عقدته المنظمة، أصدرت الدول الأعضاء قرارًا يدين العدوان الإسرائيلى المتواصل على الشعب الفلسطينى، مؤكدةً رفضها لمحاولات تهجيره من أرضه، ومشددة على ضرورة محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التى ارتكبتها فى قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بما فى ذلك عمليات القتل الجماعى والتدمير واسع النطاق للبنية التحتية.
وأكد القرار أن الاحتلال الإسرائيلى يتحمل المسئولية القانونية عن كافة الجرائم والانتهاكات الجسيمة التى ارتكبها بحق الشعب الفلسطينى، مشيرًا إلى أن هذه الأفعال ترتقى إلى مستوى الإبادة الجماعية وفقًا للقانون الدولى. ودعت المنظمة المحكمة الجنائية الدولية إلى تسريع التحقيقات فى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التى ارتكبها الاحتلال، والعمل على ملاحقة المسئولين عنها.
كما شددت الدول الأعضاء على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما فيها القرارات (2334) و(2728) و(2735)، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ES 10/24 الصادر فى 2024، الذى أكد عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلى والاستيطان الاستعمارى.
وأكد القرار دعم الدول الأعضاء لتشكيل حكومة فلسطينية موحدة قادرة على إدارة قطاع غزة وإعادة الإعمار، على أن تعمل بمسئولية وطنية شاملة، بما يضمن توحيد الجهود لإعادة بناء ما دمره العدوان، والتخفيف من معاناة الفلسطينيين.
كما دعت المنظمة المؤسسات الدولية والدول المانحة إلى الوفاء بتعهداتها المالية، وتسريع صرف الدعم المالى والمساعدات الإنسانية لإغاثة سكان غزة
وأشار القرار إلى أن إعادة إعمار القطاع ستتم وفق خطة متكاملة تشمل البنية التحتية، والمرافق الصحية، والتعليمية، والإسكان، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية للسكان المتضررين.
وأعربت المنظمة عن رفضها المطلق لسياسات التهجير القسرى التى ينتهجها الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين، سواء داخل غزة أو فى الضفة الغربية، مؤكدة أن هذه الإجراءات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى الإنسانى.
وشدد القرار على ضرورة وقف كافة الأنشطة الاستيطانية، ومصادرة الأراضى، وهدم المنازل، والاعتداءات المتكررة التى ينفذها المستوطنون بحق الفلسطينيين، محذرًا من خطورة تصاعد التطرف والعنف من قبل المستوطنين، الذين يحصلون على دعم وتسليح مباشر من حكومة الاحتلال. دعت المنظمة إلى توفير دعم دولى عاجل للأطفال الفلسطينيين الذين أصيبوا خلال العدوان الإسرائيلى، خاصة أولئك الذين فقدوا أطرافهم جراء القصف، مشيرة إلى أن نحو 40 ألف طفل بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة، بما فى ذلك تركيب أطراف صناعية، وتقديم الدعم النفسى والاجتماعى لهم.
وأكدت الدول الأعضاء تمسكها بالسلام العادل والشامل فى الشرق الأوسط، والذى يقوم على انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضى الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما يشمل قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وتمكين الشعب الفلسطينى من ممارسة حقوقه المشروعة.
كما أكدت المنظمة دعمها لرؤية الرئيس الفلسطينى محمود عباس بشأن تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، على قاعدة الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعى ووحيد للشعب الفلسطينى، مع التأكيد على أن الخيار الديمقراطى هو الطريق الوحيد لإنهاء الانقسام الداخلى.