مؤسسة نور المصطفى الخيرية بإدفينا: منبرا لتكريم أهل القرآن وأصوات الإنشاد

في رحاب شهر رمضان المبارك، تُضيء مؤسسة نور المصطفى الخيرية بإدفينا سماء محافظة البحيرة بنور القرآن وترانيم الإنشاد الديني، من خلال مسابقة سنوية رائدة تجمع بين حفظة القرآن وأصحاب الأصوات العذبة في الإنشاد، ليس مجرد تنافس، بل رحلة إيمانية تحتفي بالمواهب الفريدة وتشجع الناشئة على التمسك بالقرآن الكريم والفنون الإسلامية الراقية.

 

في قلب قرية إدفينا، بمركز رشيد بمحافظة البحيرة، تتجلى روح العطاء والتنافس الشريف في رحاب مؤسسة المصطفى الخيرية، التي أصبحت منارةً لتحفيظ القرآن الكريم ونشر فن الإنشاد الديني.

 

في كل عام، وتحديدًا خلال شهر رمضان المبارك، تنظم المؤسسة مسابقة كبرى لحفظ القرآن الكريم والإنشاد الديني، حيث يتنافس المشاركون في أجواء روحانية، مليئة بالنور والصوت العذب، ومع وصول الأوائل إلى القمة، تُقام احتفالية ضخمة لتكريمهم، يحضرها رجال الإذاعة والتلفزيون، الذين ينقلون الحدث إلى الجمهور، و علماء الأزهر والأوقاف الذين يلقون كلمات تحفيزية عن فضل حفظ القرآن وأهمية الإنشاد الديني، و القيادات التنفيذية والشعبية، وأولياء الأمور، ليكون الحدث بمثابة عيد ديني وفني يُكرم فيه أهل القرآن وأصحاب المواهب الصوتية.

 

 

المسابقة: ميدان التفوق والتميز

تُعد المسابقة التي تنظمها المؤسسة واحدة من أبرز الفعاليات الدينية في المنطقة، حيث يشارك فيها حفظة القرآن الكريم من مختلف الفئات العمرية، والمنشدون الموهوبون، ليقدموا أروع ما لديهم في أجواء روحانية تملؤها المنافسة الشريفة، وتمر المسابقة بعدة مراحل، يتأهل خلالها الأفضل أداءً ودقةً وإتقانًا، حتى يصلوا إلى التصفيات النهائية، التي تبرز فيها المواهب الاستثنائية.

 

آلية المسابقة ومستوياتها

تمر المسابقة بعدة مراحل، حيث يتقدم مئات المتسابقين من مختلف الفئات العمرية، ليتم تصفيتهم وفقًا لمستوى الحفظ والتجويد، وتنقسم المسابقة إلى مستويات متعددة، منها:

المستوى الأول: حفظ القرآن الكريم كاملًا مع إتقان أحكام التجويد.

المستوى الثاني: حفظ ثلاث أرباع القرآن الكريم.

المستوى الثالث: حفظ نصف القرآن الكريم

المستوى الرابع: حفظ ربع القران.

المستوى الخامس : حفظ ثلاثة أجزاء

لجنة التحكيم تضم نخبة من علماء الأزهر والأوقاف المتخصصين في علم التجويد والقراءات، مما يضمن النزاهة والعدالة في التقييم، حيث يتم التركيز على جودة الحفظ، صحة التلاوة، وضبط أحكام التجويد.

مسابقة الإنشاد الديني: أصوات ذهبية ترتقي بالأرواح

إلى جانب مسابقة القرآن الكريم، تنظم المؤسسة مسابقة الإنشاد الديني، والتي تهدف إلى اكتشاف الأصوات المتميزة في أداء التواشيح والمدائح النبوية، وإحياء هذا الفن الأصيل الذي يعكس الجمال الروحي للإسلام.

شروط المسابقة ومعايير التحكيم

أداء مقطوعات دينية وتواشيح بصوت نقي وأداء متزن، الالتزام بأحكام النغم والمقامات الصوتية التي تمنح الإنشاد روحانية مميزة، وضوح مخارج الحروف وحُسن الإلقاء، مما يُعزز تأثير الكلمات في قلوب المستمعين.

يشارك في التحكيم مشايخ متخصصون في الإنشاد الديني والمقامات الصوتية، والذين يقومون باختيار أفضل الأصوات، ليتم تكريمهم في الحفل الختامي.

 

حفل التكريم السنوي: ليلة من نور وبهجة و تتويج للجهد والتميز

في أجواء مهيبة، ومع دخول شهر رمضان المبارك، ، تُقام احتفالية كبرى لتكريم الفائزين وسط حضورٍ كبير،وذلك بحضور: رجال الإذاعة والتلفزيون الذين ينقلون الحدث إلى الجمهور، و علماء الأزهر والأوقاف الذين يلقون كلمات تحفيزية عن فضل حفظ القرآن وأهمية الإنشاد الديني، و القيادات التنفيذية والشعبية التي تدعم هذه المبادرة المباركة، وأهالي قرية إدفينا وأولياء أمور الفائزين، الذين يشهدون تفوق أبنائهم بفخر واعتزاز، و يشاركون أبنائهم فرحة التكريم

 

برنامج الحفل

يبدأ الحفل الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم، يتلوها أحد الفائزين بالمراكز الأولى، ثم كلمة رئيس المؤسسة، الذي يستعرض إنجازات المسابقة وأهدافها، ثم كلمات العلماء والمشايخ، التي تتحدث عن فضل حفظ القرآن وأهمية الإنشاد الديني، تقديم فقرات إنشادية مميزة يؤديها الفائزون في مسابقة الإنشاد الديني، ثم إعلان أسماء الفائزين وتوزيع الجوائز، والتي تشمل شهادات تقدير، مكافآت مالية، ومصاحف متميزة، ثم بعد ذلك التقاط الصور التذكارية لتوثيق لحظة التكريم التي تبقى في ذاكرة الفائزين مدى الحياة.

 

أهمية المسابقة وتأثيرها في المجتمع

تشجيع و تحفيز الشباب على حفظ القرآن الكريم وتجويده وتعظيم مكانته في قلوبهم، إحياء فن الإنشاد الديني كجزء من الثقافة الإسلامية الأصيلة، غرس القيم الدينية والأخلاقية في نفوس الأجيال الصاعدة، تقديم المواهب المتميزة للمجتمع وإعطاؤها الفرصة للظهور، حيث يلتقي أهالي القرية والمشاركون في أجواء مليئة بالمحبة والإخاء، دعم المتميزين ومنحهم فرصًا للظهور، مما يفتح أمامهم أبوابًا جديدة لمواصلة مسيرتهم في عالم القرآن والإنشاد.

مؤسسة نور المصطفى الخيرية بإدفينا لا تنظم مجرد مسابقة، بل تصنع حدثًا سنويًا يُثري القلوب، ويرفع راية القرآن، ويعزز الفن الإسلامي الراقي، و في كل عام، يصدح الأذان بأصوات جديدة، وتتألق مواهب قرآنية وإنشادية، لتبقى هذه الاحتفالية نبراسًا يضيء سماء رمضان، وذكرى لا تُنسى في قلوب الفائزين والحاضرين.

 

في كل عام، تُثبت مؤسسة نور المصطفى الخيرية بإدفينا أن تكريم أهل القرآن والموهوبين في الإنشاد الديني ليس مجرد حدث عابر، بل رسالة خالدة تحملها الأجيال جيلاً بعد جيل، إنها منصة للتفوق والتميز، ومصدر إلهام للشباب ليكونوا سفراءً للقرآن وفنونه الراقية.

وفي ليلة الحفل، تُضاء قلوب الفائزين بنور التكريم، وتُرتل أصواتهم آيات الشكر لله، لتبقى هذه الاحتفالية ذكرى لا تُنسى في سجل رمضان المبارك.