رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

غزة تتحدى الظروف في رمضان.. بموائد متواضعة وزينة فوق الدمار

رمضان في غزة
رمضان في غزة

يمتاز الشعب الفلسطيني بالصبر والأمل، الذي يُزرع في قلوبهم منذ لحظة الميلاد، وفي غزة حيث الحرب والدمار، استقبل أهلها شهر رمضان الكريم بالزينة والبسمة رغم الفقدان والمعاناة، وعلى موائد متواضعة بين أنقاض المنازل اجتمع الصائمون على فتات الخبز، بينما أضاء الأطفال ظلام الحرب بفوانيسهم الصغيرة، وكأنهم يضيئون شموع الأمل وسط العتمة.

 

ورغم أن الاحتلال دمر العديد من المساجد، لم يمنع ذلك الفلسطينيين من إقامة الصلاة في الطرقات، حيث اصطف المصلون يبللون ريقهم بحبات التمر وقليل من الماء الذي تعمد الاحتلال تقنينه، ليحرم غزة حتى من أبسط متطلبات الحياة في هذا الشهر الفضيل.

 

وفي محاولة لإضفاء أجواء رمضانية، زُينت شوارع خان يونس ضمن حملة "غزة أجمل في رمضان"، التي نفذتها اللجان المحلية بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي، هذه الزينة رغم بساطتها مثلت رمزًا لصمود الفلسطينيين وإصرارهم على الاحتفاء بالشهر المبارك.

 

لكن خَلف هذه المشاهد، يعاني أهالي غزة من نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية، فاللحوم والدواجن والأسماك باتت نادرة بسبب إغلاق المعابر، ما جعل الحصول على الطعام تحديًا يوميًا وفي بعض الأحيان يجد الصائمون طعام الإفطار لكنهم لا يملكون ما يتسحرون به، في ظل ظروف معيشية قاسية تهدد استقرارهم، ومع ذلك فإنهم يحمدون الله على كل لقمة يجدونها، مؤكدين أن الصبر والإيمان هما سلاحهم أمام هذه المحنة.

 

وفي مخيم البريج وسط القطاع، ورغم الأوضاع المأساوية، لا يزال النازحون يصرون على إقامة موائد الإفطار البسيطة، يشاركون ما توفر لديهم بروح من التضامن والتكافل.

 

أما مشهد الغياب فهو الأكثر وجعًا، حيث تفتقد أكثر من 61 ألف أسرة فلسطينية أبناءها الذين استشهدوا في العدوان الأخير، ورغم ذلك لم ينكسر أهل غزة، بل وجدوا في تلاحمهم وتكاتفهم عزاءً وسندًا، فبين الألم والأمل وبين الفقدان والصمود، يظل رمضان في غزة شاهدًا على قوة شعب يأبى الانكسار.